توقف مصنع أبو قرصاص عن إنتاج السكر بعد 155 عامًا
مصنع أبو قرصاص.. في مشهد تتميز به محافظة المنيا حيث الدخان المتصاعد من عصير محصول السكر وقطارات الديكوفيل التي تروح ذهابا وإيابا في مشهد يجسد عراقة الصناعة المصرية، يأتي أحد القرارات ليقطع ذلك المشهد وليفاجئ الجميع بـ توقف مصنع أبو قرقاص بالمنيا عن إنتاج السكر.
توقف مصنع سكر أبو قرقاص
وخلق توقف منصع أبو قرقاص، عن إنتاج السكر لأول مرة من 155 سنة، حالة من الجدل الكبير، بعدما كشفت الشركة عن توقفها، بسبب الخسائر الكبيرة التي طالتها في افلترة الخيرة، مما جعلها غير قادرة على مواصلة العمل لتلبية احتياجات السوق المصري.
كشف اللواء عصام البديوي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السكر والصناعات التكاملية، أن زراعة القصب في مصر انخفضت بشكل كبير للغاية خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أن محافظة المنيا كانت تنتج سنويًا 950 ألف طن قصب.
وأضاف البديوي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الحكاية»، المذاع على قناة إم بي سي مصر، أن مصنع أبو قرقاص كان يستقبل 750 ألف طن حتى عام 2020، وفي العام الماضي استقبل 900 ألف طن فقط، وذلك حقق خسائر وصلت إلى 112 مليون جنيه، مؤكدًا أن كمية القصب الذي تم توريدها العام الحالي للمصنع وصلت إلى 10 آلاف طن فقط، وعليه قرروا وقف العمل داخل المصنع بالقصب، والاعتماد على البنجر فقط.
ولفت البديوي، إلى أنه رغم زيادة سعر توريد القصب 500 جنيه للطن عن العام الماضي، وأصبح سعر التوريد 1500 جنيه بدلا من 1000 جنيه عن العام الماضي، ولكن المزارعون اتجهوا إلى تجار «العوادي» الذين يقومون بشراء المحصول منهم بأسعار تتجاوز الـ 2200 جنيه و2500 جنيه للطن الواحد، وبيعه لعصارات العسل الأسود ومحلات العصير.
السوق الموازية تجذب المزارعين
في وقت سابق، أعلنت محافظة المنيا، في بيان لها، عن توريد شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية بالمنيا، «مصانع سكر أبو قرقاص الجديدة»، محصول القصب المتعاقدة عليه إلى مصانع سكر جرجا بمحافظة سوهاج، مع تحملها كافة مصاريف النقل، وذلك بسبب انخفاض كميات القصب المتعاقد عليها عن ما يحتاجه المصنع للتشغيل بكامل طاقته.
من جانبه أكد مصدر في مصنع سكر أبو قرقاص، أن إدارة الشركة التكاملية للسكر فوجئت هذا العام بانخفاض كمية المحصول المتعاقد عليها بشكل غير مسبوق، ووصلت الكميات المتعاقد عليها نحو 6 آلاف طن فقط، وهو محصول 160 فدان تقريبًا، ولا تكفي لتشغيل المصنع لنحو أسبوع كامل، مضيفا أن المصنع كان يستهدف كل عام توريد 300 ألف طن قصب في الموسم الواحد، لينتج ما لا يقل عن 30 ألف طن سكر، ولكن أسعار السوق الموازية هذا العام من قبل المزارعين والتجار كانت كبيرة أسوة بالأسعار التي حددتها الحكومة لتوريد القصب لمصانعها.
في السياق ذاته، أوضح الدكتور عمر صفوت وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، أن المحافظة زرعت نحو 31 ألف فدان قصب في الموسم الأخير، والإشكالية القائمة ليست أزمة زراعة، ولكنها أزمة توريد للمصنع، بعد أن اتجه المزارعون للتجار لتحقيق مكاسب تكاد تكون مضاعفة بالنسبة لهم، مشيرًا إلى أن فرق السعر ليس الميزة الوحيدة التي تدفع المزارعين للجوء إلى التجار، ولكن التاجر يقوم بأخذ الحصة من المزارع دون تكليفه أي مصاريف ويتحمل هو سيارات النقل، مؤكدا أن محصول البنجر من أهم المحاصيل في المحافظة والتي تشغل مصنع أبوقرقاص لإنتاج السكر بكميات كبيرة.
تاريخ مصنع أبو قرقاص لإنتاج السكر
يعد مصنع سكر أبو قرقاص بالمنيا، أحد أعرق مصانع السكر في الشرق الأوسط، والذي أمر الخديوي إسماعيل بإنشائه عام 1871، ضمن 19 مصنعًا في البلاد، وذلك للتوقف عن استيراد السكر المكرر من الخارج، ويضم العديد من الصناعات التحويلية التي تجعله في صدارة مصانع الصعيد.