الطلاب اعتراضوا على حجب شهادات الطلاب الداعمين لفلسطين
انسحبت مجموعة من الخريجين من حفل التخرج داخل جامعة هارفارد الأميركية، وخرجوا وهم يهتفون قائلين “فلسطين حرة، حرة”، وذلك بعد أسابيع من الاحتجاجات في الحرم الجامعي على خلفية الحرب على غزة.
وأعلن مسئولو الجامعة أن 13 طالباً من طلاب جامعة هارفارد الذين شاركوا في مخيم احتجاجي لن يتمكنوا من الحصول على الشهادات مثل زملائهم. وهتف بعض الطلاب خلال حفل التخرج قائلين: “دعوهم يجتازون، دعوهم يجتازون، يجتازون”، وذلك في إشارة للسماح للطلاب الـ 13، بالحصول على شهاداتهم مع زملائهم الخريجين.
وقالت المتحدثة باسم الطلاب، شروثي كومار: “في هذا الفصل الدراسي، أصبحت حريتنا في التعبير وتعبيرنا عن التضامن أمراً يعاقب عليه”، وسط هتافات وتصفيق. وأضافت أنه يجب أن تشير إلى “الطلاب الجامعيين الـ 13 في دفعة 2024 الذين لن يتخرجوا اليوم”، وتابعت “أشعر بخيبة أمل شديدة بسبب عدم التسامح مع حرية التعبير والحق في العصيان المدني بالحرم الجامعي”.
و ذكرت صحيفة بلومبيرغ أن مجلس إدارة جامعة هارفارد الأميركية رفض منح درجات علمية لـ13 طالباً على خلفية مشاركتهم في مخيم مؤيد لفلسطين في الحرم الجامعي، ضمن موجة احتجاجات اجتاحت الجامعات الأميركية أخيراً تنديداً بالحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي 14 مايو الجاري أنهى طلاب هارفارد احتجاجهم الداعم لغزة، والمندّد بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حقّ الفلسطينيين بالقطاع المحاصر منذ أكثر من سبعة أشهر، وذلك بعدما وافقت إدارة هذه الجامعة الأميركية على محاورتهم بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وعلى أثره، فكك طلاب الجامعة خيامهم التي نصبوها قبل نحو ثلاثة أسابيع. وكانت الشرطة الأميركية قد عمدت إلى العنف في فضّها تحرّكات احتجاجية من هذا النوع في جامعات أميركية أخرى. وانطلقت شرارة انتفاضة طلاب الجامعات في العالم من جامعة كولومبيا في نيويورك، في 18 إبريل الماضي، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولاينا.
ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، وشهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
وحضرت القضية الفلسطينية بقوة في مراسم التخرج في بعض الجامعات الأميركية، حيث ارتدى عدد من الطلاب في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا الكوفية، ومزّقت طالبة شهادة تخرجها احتجاجاً على مواصلة الجامعة استثماراتها مع الشركات الداعمة لإسرائيل. كما رفعت مجموعة أخرى من الطلاب لافتات على منصة تكريم الخريجين تحمل عبارة “وقف إطلاق النار الآن” بغزة. في المقابل، رفض طلاب آخرون مصافحة أساتذتهم خلال حصولهم على وثائق تخرّجهم، في احتجاج صامت على عنف الشرطة.