
عقب ساعات من إعلان الحكومة ممثلة في وزارة السياحة، يوم الإثنين، تطوير مقابر الصحابة وآل البيت والصالحين في منطقة المقطم بالقاهرة، تجددت المخاوف لدى الآثاريين وقطاع كبير من المواطنين حول مستقبل تلك المقابر واحتمالية تعرضها لأعمال هدم أو تدمير خلال عمليات التطوير المرتقبة.
وزارة السياحة تشكل لجنة علمية أثرية لاعداد دراسة حول تلك المقابر
وفور إعلان وزارة السياحة والآثار، عن تشكيل لجنة علمية أثرية فنية برئاسة الدكتور جمال عبدالرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، لإعداد دراسة كاملة حول تلك المقابر الواقعة أسفل سفح جبل المقطم، ووضع تصور مشروع كامل لتطويرها، تداول رودا مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تحذر من احتمالية تعرض تلك المقابر للهدم والإزالة.
جدل واسع حول أهمية مقابر المقطم الثقافية والتاريخية
وحققت المنشورات المتداولة، انتشارا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تناولت الأهمية الثقافية والتاريخية والدينية لتلك المقابر، وعددت أسماء أبرز الصحابة وآل البيت والصالحين المدفونين بسفح جبل المقطم، وكان من بين تلك الأسماء، الصحابي عمرو بن العاص، ورابعة العدوية، محمد بن الحنفية بن على بن ابي طالب.وتحدث كبير الآثاريين عن تلك المقابر قائلًا: لا يوجد مثل هذا الثراء في مكان واحد، إلا في البقيع، وهناك كثير من المراجع التي كانت تتكلم عن رحلات نُظمت لهذه الأماكن منذ القدم، نظرا لعظمة الأشخاص المدفونين فيها والتبرك بهم.وزارة السياحة والآثار، قالت إنها كلفت اللجنة المشكلة بوضع تصور مشروع كامل لتطويرها وترميمها لما تتمتع به من قيمة أثرية وحضارية ومتابعة خط سير مسار الزيارة لهذه المقابر، وبما يتناسب مع أهمية المنطقة الأثرية.
سبب تسمية مقابر المقطم بالقرافة
وسبب تسمية مقابر المقطم بـ«قرافة المقطم»، وأيضا أسماء بعض الصحابة والصالحين المدفونين بها.
في البداية يقول الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن مقابر المقطم دُفن بها جملة من الصحابة وأولادهم، وعلى رأسهم عمرو بن العاص وولده عبدالله، ومسلمة بن مخلد، وعقبة بن عامر، ومعاوية بن خديج- رضى الله عنهم.
وأضاف شاكر في تصريحات خاصة أن تلك المقابر سُميت بـ«قرافة المقطم» «كما يذكر المقريزى» لأن أول من دفن بهذا المكان من جبل المقطم كان رجلا يسمى عامر بن عبدالله من بنى قرافة من إحدى بطون قبائل المغافر اليمنية، فأمر عمرو بن العاص بدفنه هناك، وقال: لقد عمرها عامر، فكان أول من دفن بالمقطم، أما قومه من بنى قرافة فقد جاوروا مقبرته، فعرف المكان بهم فقيل«القرافة»، ثم أصبح هذا الاسم «القرافة» يطلق على المقابر في جميع أنحاء مصر من أدناها إلى أقصاها، وقد وصف عمر بن الخطاب جبل المقطم بأنه غراس الجنة للمسلمين ففيه البقعة المباركة التي تسمى القرافة وفيها دفن الآلاف من الصحابة وآل البيت الكرام.
وأضاف كبير الأثريين قائلًا: إذا تطورت منطقة مقابر المقطم سياحيا وزودت بالخدمات ستكون مصدر جذب سياحي هام لمصر فلا يوجد مثل هذا الثراء في مكان واحد إلا في البقيع الأول وهناك كثير من المراجع التي كانت تتكلم عن رحلات كانت تنظم لهذه الأماكن منذ القدم نظرا لعظمة الأشخاص المدفونين فيها والتبرك بهم.
وتابع: اتمنى أن يكون هناك مكان مخصص للزوار يضم مكتبة تحتوي على تراثهم الفكري والثقافي وما كتب عن المنطقة وعرض تخيلي للتطور الذي تم عبر التاريخ مع مسرح لعرض التواشيح الدينية والصوفية وعمل مسرحيات لعرض تاريخهم أن أمكن وتجهيز أماكن مختلفة للراحة وتناول بعض المأكولات والمشروبات حتى يقضى السائح أطول فترة ممكنة في المكان بجانب إنارته ليلا بطريقة جاذبة.
أسماء أبرز المدفونين بمقابر المقطم