حائط البراق: الموقع الإسلامي المقدس الذي يدعي اليهود أحقيتهم فيه
د سامح توفيق
تحتضن فلسطين العديد من المعالم والأماكن التاريخية الأثرية والدينية، وكذلك تزخر بالكثير من الشخصيات التي تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة والهوية الفلسطينية.
يعتبر الحائط الذي يحيط بالحرم الشريف المسجد الأقصى، من الجهة الغربية من بين المواقع الإسلامية المقدسة بشكل لا يضاهى.
ووفقًا لمركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، يصل طوله إلى 156 قدمًا وارتفاعه إلى 56 قدمًا، وهو مبني من الحجارة القديمة الضخمة، بعضها يصل طولها إلى 16 قدمًا.
مكانته الدينية
يُعرف هذا الحائط بـ”البراق” عند المسلمين؛ نسبةً إلى الاعتقاد بأنه المكان الذي ربط فيه النبي محمد (ص) براقه ليلة الإسراء.
أما اليهود، فيطلقون عليه اسم “حائط المبكى”، بدعوى بقايا هيكلهم السابق. فمنذ القدم، رأوا هذا الحائط مقدسًا، ويزورونه بشكل خاص في صباح يوم “9 أغسطس، للبكاء هناك.
ومنذ الفتح الإسلامي، استمر حائط البراق كوقف إسلامي، ويعتبر حقًا مقدسًا للمسلمين بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لا يوجد فيه أي حجر يمكن أن يعود إلى عهد الملك سليمان كما يدعي اليهود.
محاولات التهويد
بعد صدور وعد بلفور البريطاني في عام 1917، بدأ اليهود استخدام حائط البراق كمكان للعبادة، حيث لم يكن هذا الحائط جزءًا من “الهيكل اليهودي” المزعوم في الأصل. ولكن التسامح الإسلامي سمح لليهود للوقوف والصلاة أمام الحائط والبكاء على هدم هيكلهم المزعوم. مع مرور الوقت، بدأ اليهود في ادعاء أن حائط البراق هو بقايا هذا الهيكل، وفقًا لمركز بيت المقدس.
ووفقًا للوثائق التاريخية، أكدت بريطانيا – التي كانت تحكم فلسطين في ذلك الوقت – في كتابها الأبيض الصادر في نوفمبر 1928، أن الحائط الغربي والمنطقة المحيطة به ملك للمسلمين بشكل خاص، وهو جزء من المسجد الأقصى المبارك.
خلال فترة الانتداب البريطاني، زادت زيارات اليهود للحائط؛ ما أثار مخاوف المسلمين، ووقعت ثورة البراق في 23 أغسطس 1929، حيث استشهد العديد من المسلمين وقتل عدد كبير من اليهود.
وعلى الرغم من أن اليهود أقروا أمام اللجنة التابعة لعصبة الأمم عام 1929 بعدم مطالبتهم بحق ملكية حائط البراق، إلا أن “إسرائيل” بعد احتلالها البلدة القديمة في القدس عام 1967، بدأت في تزوير هوية المكان.
وبدأت هذه الجهود بتدمير البنية التحتية في حي المغاربة المجاور للحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، بما في ذلك المدارس والمساجد والآثار، ثم تم تفجير المنازل المحيطة بالحائط وطرد سكانها بزعم أن المنطقة تعود ملكيتها لليهود منذ آلاف السنين.
واستولت “إسرائيل” أيضًا على مفاتيح باب المغاربة التي لا تزال في حوزتها، مما جعل باب المغاربة المدخل المعتاد لاقتحامات اليهود في المسجد الأقصى.