حديث حسن نصر الله الأخير
أثار الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تزامنا مع الذكرى الرابعة لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، وبعد ساعات من عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، تعليقات متباينة، في الوقت الذي يعتقد مراقبون أن الكلمة “جاءت دون التوقعات”، بعدما حذر كثيرون من “رد انفعالي” عما جرى.
ويعتقد محللون في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن خطاب نصر الله جاء للتأكيد على الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع إسرائيل، خوفا من فتح جبهة واسعة للعمليات العسكرية لا تتحملها بيروت في هذا التوقيت.
-
- في خطابه الذي استمر لنحو 90 دقيقة، قال الأمين العام لحزب الله إن “حساباتنا مضبوطة في الحرب مع إسرائيل”، موضحا أنه في حال فكرت إسرائيل بشن حرب على لبنان فإن القتال سيكون دون حدود أو قواعد وذات تكلفة باهظة.
- أكد نصر الله أن حزب الله وباقي الفصائل في المنطقة تتخذ قراراتها بنفسها، ولم تطلب إيران من الحوثيين فتح جبهة في البحر الأحمر ولا من حزب الله في جنوب لبنان.
- أضاف: “نحن حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات لكن إذا فكر العدو أن يشن حربًا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف.. لسنا خائفين من الحرب ونحن مستعدون لها”.
- مضى الأمين العام لحزب الله قائلا: “الحرب معنا ستكون مكلفة للغاية. فإذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط”.
- عن مقتل العاروري، قال نصر الله: “جريمة الأمس كانت كبيرة.. هذه الجريمة لن تبقى دون رد وعقاب وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي”.
- اعتبر نصر الله أن قدرة الردع الإسرائيلية “تنهار” بعد هجوم حماس، مشددا على أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهداف حربها في غزة.
معادلة حزب الله
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني أسعد بشارة، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “خطاب الأمين العام لحزب الله يعد امتدادًا للخطابات السابقة منذ 7 أكتوبر الماضي، والتي عبر فيها عن معادلة واضحة، أن إيران لا تريد الحرب وتريد تجنبها لأنها تعرضت للترهيب والترغيب من الولايات المتحدة، فانكفأت عن دعم غزة مباشرة، واكتفت بدعم جبهات على سبيل التسخين في المنطقة لا أكثر”.
وأضاف: “خطاب نصر الله يأتي في هذا السياق، لأن النموذج الذي ابتدعه حزب الله بعد عملية طوفان الأقصى هو اتباع مواجهة بالمناوشات على أن تكون مضبوطة بخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها”.
وأوضح بشارة: “كل الكلمة يمكن اختصارها بجملة واحدة، أن إيران وأدواتها في المنطقة مردوعة، وسوى ذلك فلا يعدوا كونه محاولة لبيع الأوهام”.
خطاب دون التوقعات المرتفعة
ومن بيروت، أوضح أستاذ العلاقات الدولية والسياسات الخارجية خالد العزي، أن “الجميع كان يعتقد أن نصر الله سيطلق خطابا زلزالياً مع الإعلان عن رد عنيف ضد إسرائيل، خاصة أن العاروري قتل في مربعه الأمني، وهذه رسالة استفزازية من إسرائيل لدفع حزب الله إلى مواجهة مباشرة”.
وأشار العزي إلى أن “الخطاب لم يوافق التوقعات المرتفعة منذ مساء الثلاثاء، لكنه أكد مع ذلك الاحتفاظ بالرد في الوقت المناسب”.
وأضاف أن “أهم ما ورد في الخطاب هو الشكل الذي يلقي فيه نصر الله الخطاب، حيث كان هادئًا وليس متوترا وكان يناقش بطرق بسيطة، وكأنه يحاول التأكيد على خطابيه الأخيرين في بداية 7 أكتوبر عندما ظهر لمرتين وأكد أن لبنان هو جبهة مساندة لما يحدث في غزة وليس خط مواجهة مباشرة”.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن “نصر الله أكد على الاستعداد للمواجهة ولكن لن يذهب بها كما يريدها الإسرائيليون، فهو يحدد الوقت والمكان ولا يريد أن ينجر إلى الحالة الموتورة التي تحاول إسرائيل دفعها باتجاه فتح القتال على مصراعيه”.
وفي رأي العزي، حمل الخطاب نقطة مهمة بالتأكيد على حرية القرارات التي يتخذها الحزب وكل أذرع المقاومة بعيدا عن القرار المركزي في إيران، وبالتالي هناك استقلالية لما يقوم به كل طرف من أطراف المقاومة وفق ما يراه مناسبًا.
واختتم حديثه بالقول إن “نصر الله يخشى المواجهة المباشرة التي قد تؤدي لتلقي ضربات موجعة من إسرائيل”.