ساعات حاسمة ترهن مصير الحرب في غزة وسط ترقب الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة لنتائج اليوم الثاني من مفاوضات هدنة تفضي إلى وقف دائم للحرب في القطاع، بموجب جولة تفاوض ترعاها مصر توصف بالأصعب.
وبينما تسعى مصر جاهدة لإنجاح التوصل لاتفاق عبر مبادرة توافقية، وفيما أبدت حركة حماس وكذلك الوسطاء روحا إيجابية للتعامل مع المقترح المصري؛ يسعى رئيس وزراء الاحتلال لإلقاء كرة من نار لإفشال المفاوضات.
في ضوء ذلك أعلن مفاوضي حركة حماس مخرجات اليوم الأول للمفاوضات، مؤكدا أن «حماس» أبدت مرونة غير مسبوقة وتعاملت مع المقترح المصري بروح إيجابية وقدمت بموجب ثقتها في القاهرة تنازلات عديدة لكنها تمسكت بتقديم الولايات المتحدة ضمانات لأن يفضي الاتفاق في مرحلته الثالثة إلى وقف الحرب، وطالبت الولايات المتحدة بتقديم ورقة مكتوبة لضمان ذلك.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» في تقرير لها أمس، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ألغى زيارة الوفد المفاوض إلى القاهرة أمس بقرار فردي دون تنسيق مع أعضاء مجلس الحرب «كابينيت»، موضحة أن ذلك القرار أثار غضبا في أوساط اعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي المنقسم بشأن الانخراط في التفاوض منوهة إلى احتمال الذهاب لحل حكومة نتنياهو.
الأمر الذي أكده بيان رسمي لمكتب رئيس وزراء الاحتلال الذي جاء فيه أن نتنياهو يعقد إحاطات منتظمة وروتينية مع رؤساء الأجهزة الأمنية، وان قراره بإلغاء زيارة الوفد المفاوض إلى القاهرة هذا لا يتطلب استدعاء وزراء.
وفي قراءة بمستقبل المفاوضات في ظل الجهود المصرية الحثيثة لإنجاها وصف المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، نتائج المفاوضات بأنها «أشبه برصاصة في الرأس» موضحا أن كل طرف يريد أن يخرج منتصرًا.
واعتبر المحلل الفلسطيني أن كل الأطراف معنية بوقف الحرب بدءا من الأشقاء في مصر وقطر مرورا السداسية العربية التي دخلت على خط التفاوض ثم وصولا إلأى بالولايات المتحدة فيما الاحتلال متمثلا في شخص نتنياهو وائتلافه المتطرف بزعامة ين جفير وسموتريش متمسكا بمواصلة الحرب مهما كان ثمنها.
تنازلات ومرونة غير مسبوقة
وأكد الرقب أن المقاومة الفلسطينية، أبدت مرونة غير مسبوقة في هذه الجولة من التفاوض وقدمت بدافع ثقتها في القاهرة تنازلات كبرى.
وأوضح الرقب أن المقاومة تنازلت عن مطلبها بتبييض سجون الاحتلال مكتفية بإطلاق عدد من الأسرى، كما تساهلت في إبعاد قياداتها من الأسرى الذين سيطلق سراحهم من الضفة إلى غزة مع تمسكها برفض الإبعاد خارج الأراضي الفلسطينية؛ ما يعد تغيرا مهما وتنازلًا لم يكن مطروحًا أما الملف الثالث فهو قبولها بالانسحاب التدريجي لقوات الاحتلال من القطاع بدلا من الانسحاب الفوري والمباشر، فيما تمثل التنازل الأكبر بالنسبة للرقب بقبول حماس بإطلاق جميع الإسرائيليين على مراحل
نتنياهو قد يلقي كرة من نار لإفشال التفاوض
وأكد الرقب بأن مطالبة حماس الولايات المتحدة بورقة ضمانات مكتوبة بأن الاتفاق سيُفضي إلى وقف الحرب من حقها لأنها لا تمتلك أوراق قوة في المفاوضات بعد ملف الأسرى.
وأضاف أن الولايات المتحدة معنية بإنجاح هذه الاتفاق لأنها تريد التفرغ للانتخات من جانب وتهدئة الشارع الأمريكي الغاضب -خاصة طلبة الجامعات من جانب آخر ليتبقى الطرف التالت المتمثل في الاحتلال والمنقسم بطبيعة الحال بين نتنياهو وائتلافه الذي لا برغب بوقف الحرب مهما كان الثمن وبين فريق آخر يريد إنجاح التفاوض يتمثل في بيني جاننتس وأيزن جوت وقيادات الأجهزة الأمنية والعسكرية التي ترى أنها لم تحقق انتصارًا مهما طال أمد هذه الحرب وتدرك ـن الحصول على الأسرى لن يكون إلا بالتفاوض.
وأكد الرقب أن نتنياهو قد يلقي كرة من نار لأفشال المفاوضات لأنه يدرك ـن وقف الحرب نهاية لمشواره السياسي وأنه كان يطمح أن يأتي إفشال الهدنة من قبل المقاومة ليتهرب من والمأزق الذي بات فيه بسبب حكمة المقاوم مضيفا:«للاسف الشديد رغم التباين بين الموقفبن السياسي والعسكري في دولة الاحتبل إلا أن الغلبة في دولة الاحتلال للجانب السياسي فحال لم ينجح الجانب الاملريكي في اقناع نتياهو، سيلقي الأخير كرة من نار لإفشال التفاوض».
3 مراحل تتضمنها المبادرة المصرية
يأتي ذلك بينما يترقب الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة رد الاحتلال الاسرائيلي على المبادرة المصرية التي اقترحت هدنة تستمر لـ١٢٤ يوما تتضمن ٣ مراحل يتخللها صفقة لتبادل الأسرى وإعادة النازحين الفلسطينين إلى شمال القطاع وانسحاب الاحتلال من ممر نتساريم ثم الجلوس على مائدة التفاوض بشأن وقف مستدام للحرب.
وتقبلت حماس المقترح المصري شريطة تقديم الولايات المتحدة ضمانات لانخراط اسرائيل في وقف شامل ومستدام للحرب الامر الذي رفضه نتنياهو معتبرا أن حماس تعيق مسار التفاوض.
ووفق وسائل إعلام عبرية فإن الولايات المتحدة تضغط على نتنياهو لتمرير اتفاق الهدنة، كما أفادت صحيفة معاريف بأن رفض نتنياهو المبادرة المصرية وتعنته في الانخراط في هدنة يؤدي إلى تبادل الأسرى قد يؤدي إلى حل حكومته.