خبير تقني يتوقع تطورات مقلقة للبشرية بعد الذكاء الاصطناعي

«الذكاء الاصطناعي سوف يتفوق في نهاية المطاف على الذكاء البشري، ما سيؤدي إلى تغيير الوجود البشري بشكل جذري، فالأطفال الذين يولدون اليوم سوف يتخرجون للتو من الجامعة عندما يحدث تفرد الذكاء الاصطناعي، وسيندمج البشر بشكل كامل ليصبحوا كائنات آلية خالدة بحلول عام 2045»، واحدة من أبرز توقعات راي كورزويل، الخبير التقني الذي يمتلك سجلا حافلا من التوقعات الصادمة.

يشار إلى أنه سبق أن تنبأ كورزويل، بظهور الآيفون، وأن الكمبيوتر سيهزم البشر في لعبة الشطرنج بحلول عام 1998، وابتكار برامج دردشة الذكاء الاصطناعي أمثال ChatGPT قبل ظهورها بـ20 عاما.

ويعود كورزويل الآن في كتابه الجديد «التفرد أقرب» إلى توقع ثورة هائلة من التغيرات في صناعة التكنولوجيا، حيث يندمج البشر بالكامل مع الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2045.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

مستقبل الذكاء الاصطناعي

يتوقع راي كورزويل، في كتابه الجديد «التفرد أقرب»، أن يندمج البشر بشكل كامل مع الذكاء الاصطناعي؛ ليصبحوا «كائنات آلية خالدة»، بحلول عام 2045، وأن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي سيجعل من الممكن إحياء أحبائنا وربط أدمغتنا بتكنولوجيا السحابة، في ما يسميه بـ«العصر الخامس» للذكاء البشري.

ويرى أن الفكرة وراء التفرد هى أن الذكاء الاصطناعي سوف يتفوق في نهاية المطاف على الذكاء البشري، ما سيؤدي إلى تغيير الوجود البشري بشكل جذري، متابعًا: «الأطفال الذين يولدون اليوم سوف يتخرجون للتو من الجامعة عندما يحدث التفرد».

وأضاف: «في نهاية المطاف، سوف تمكن تقنية النانو اندماج البشر ليصبحوا «كائنات آلية»، من أن تبلغ ذروتها في توسيع أدمغتنا بشكل مباشر باستخدام طبقات من الخلايا العصبية الافتراضية في تكنولوجيا السحابة وبهذه الطريقة، سيندمج البشر مع الذكاء الاصطناعي، وهذه هى الأعوام الأكثر إثارة في التاريخ كله».

ويقول إن الاختراقات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT تظهر أن التنبؤ الذي أطلقه عام 2005 في كتابه الأول «التفرد قريب» كان صحيحا.

توقعات الخبير التقني «الصادمة»:

الموتى سيعودون إلى الحياة

مستقبل الذكاء الاصطناعي

يعتقد كورزويل أن تقنية الذكاء الاصطناعي تعد بإعادة الموتى إلى الحياة، في البداية في شكل محاكاة تستنسخ شخصًا، ثم إعادتهم جسديًا إلى الحياة.

وبدأت محاولات كورزويل لإعادة والده الذي توفي عندما كان كيرزويل 22 عامًا باستخدام الذكاء الاصطناعي منذ أكثر من 10 سنوات، حيث أنشأ نسخة طبق الأصل من والده من خلال تغذية نظام الذكاء الاصطناعي برسائل والده ومقالاته وتأليفاته الموسيقية.

وبحلول نهاية عشرينيات القرن الحادي والعشرين، يتوقع كورزويل إنشاء نماذج غير بيولوجية «واقعية للغاية» لأشخاص، ومن ثم أجساد حية، موضحًا: «في نهاية المطاف، قد يتم وضع النسخ المتماثلة في أجسام بيولوجية معززة سيبرانية نمت من الحمض النووي للشخص الأصلي».

ويتوقع كورزويل أن البشر سوف ينتقلون إلى أجساد اصطناعية أكثر تقدمًا مما تسمح به البيولوجيا، وأنه بحلول أربعينيات القرن الحادي والعشرين، سوف يكون من الممكن صنع نسخة من شخص.

البشر يصبحون أكثر ذكاءً بـ«مليون مرة»

يقول كورزويل إننا على وشك الدخول في العصر الخامس من الذكاء، حيث يندمج الإنسان مع الآلات، وهو ما يحدث بسبب وصول الذكاء الاصطناعي على المستوى البشري ورقائق الدماغ مثل Neuralink التي يملكها إيلون ماسك.

ويعتقد كورزويل أنه في السنوات التي تلي عام 2029، سوف يتضاعف الذكاء البشري ملايين المرات من خلال اتصال البشر مباشرة بالآلات، متابعًا: «ستكون إحدى القدرات الرئيسية في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين أنه لن يصبح الذكاء الاصطناعي منافسًا بل امتدادًا لأنفسنا».

الخلود يبدأ في عام 2030

يتوقع كورزويل أن يبدأ البشر في تحقيق سرعة الهروب إلى الخلود بحلول عام 2030، وسوف يتم دعم ذلك من خلال تحقيق قفزات هائلة إلى الأمام في مجال العلاج الصحي.

ويكتب: أنه بحلول عام 2030 سوف تتمكن أجهزة محاكاة الذكاء الاصطناعي البيولوجية من إجراء التجارب السريرية في ساعات بدلاً من سنوات؛ ما يؤدي إلى تطوير أدوية جديدة وعلاجات لإطالة العمر، والتقنيات المدعومة والتي يصفها بـ«الجسر الرابع»، حيث يستطيع البشر «دعم أنفسهم» باستخدام التقنيات.

ويكتب: «إن الهدف على المدى البعيد هو الروبوتات النانوية الطبية (بديل الطبيب)، وسوف يتم تصنيع هذه الروبوتات من أجزاء على شكل ماسة مزودة بأجهزة استشعار وأجهزة تحكم وأجهزة كمبيوتر وأجهزة اتصال وربما مصادر للطاقة».

الحياة أرخص وأسهل

مستقبل الذكاء الاصطناعي

يعتقد كورزويل أن التكنولوجيا سوف تحدث ثورة في الحياة اليومية، حيث ستتمكن الروبوتات من بناء ناطحات السحاب بسرعة لا تصدق بمساعدة الطابعات ثلاثية الأبعاد التي تنتج أجزاء البناء.

وسوف تؤدي الاختراقات الأخرى المدفوعة بالذكاء الاصطناعي إلى خفض سعر الطاقة الشمسية، بمجال الطاقة الكهروضوئية؛ ما يؤدي إلى خفض سعر الطاقة، موضحا: «في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، سيكون من غير المكلف نسبيًا العيش على المستوى الذي يعتبر فاخرًا اليوم».

تطوير أدمغة البشر

يعتقد كورزويل أن أدمغة البشر سوف يتم تطويرها من خلال تكنولوجيا النانو، موضحا أن الأدمغة سوف يتم ترقيتها من خلال أقطاب نانوية غير ضارة يتم إدخالها إلى الدماغ من خلال مجرى الدم، وعندما نتحرر من قيود جماجمنا ونبدأ في معالجة المعلومات على ركيزة أسرع بملايين المرات من الأنسجة البيولوجية، فإن عقولنا سوف تصبح قادرة على النمو بشكل كبير؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى توسيع ذكائنا بملايين الأضعاف».