تتحدث تقارير عن مخطط أمريكي لفرض الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، عبر إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البرية بين البلدين بعد نجاح الترسيم البحري.
ونقل تقرير عبري، ما أسماه بخطة إدارة بايدن لوقف فتيل الحرب بين لبنان وإسرائيل، عبر تفاهمات جديدة بين الطرفين تعطي حافزا لحزب الله للموافقة على الخطة التي ترتكز على التنفيذ الجزئي لقرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية.
وبحسب القناة 24 الإسرائيلية، فإن التفاهمات الجديدة ستتضمن التزام الجانبين بوقف تبادل إطلاق النار الذي تشهده المنطقة الحدودية منذ 7 أكتوبر، حيث لن يطلب من “حزب الله” سحب قواته شمال نهر الليطاني كما يتطلب القرار 1701، ولكن فقط إلى مسافة 8-10 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية نجاح الخطة الأمريكية في ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وإجبار حزب الله على وقف مشاركته في حرب غزة.
موقف ثابت
اعتبر المحلل السياسي اللبناني ميخائيل عوض، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تنجح بفرض إرادتها وشروطها وما يطمئن إسرائيل على الحدود الشمالية، هذا القرار نهائي ثابت لا حياد عنه، ولا تغيير، وقد أعلنه حسن نصرالله، أن الجنوب أرض لبنانية، وقوة الرضوان من أبناء الجنوب وحقهم في الحفاظ على حقوقهم.
و”يعتبر كذلك حزب الله أن إسرائيل دولة معتدية دمرت لبنان ولا تزال تحتل أجزاء من بحره وأرضه، وحزب الله والمقاومة ليسا معنيين بتأمين الإسرائيليين والمستوطنين للعودة إلى شمالي فلسطين”.
ومضى قائلًا: “ليس هناك أي حديث أو تفاوض حول العروض قبل أن تقف الحرب الإسرائيلية في غزة، وتنسحب إسرائيل من هذه الأراضي، وبعدها لكل حادث حديث”.
ترسيم قريب
بدوره اعتبر أسامة وهبي، الناشط المدني اللبناني، أن اتفاق ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل بدأ قبل حرب غزة، وبعد نجاح الترسيم البحري، وكانت المفاوضات تسير على قدم وساق، وكان المبعوث الأمريكي يذهب بين البلدين، وكان على وشك التوصل لاتفاق، حتى جاء “طوفان الأقصى” وقلب الطاولة على الجميع، وذهبنا لحرب لم تكن في حسبان “حزب الله” وإسرائيل.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، هناك جهود جبارة وكبيرة تبذل باتجاه الترسيم البري والانسحاب من الغجر ومزارع شبعا لإبعاد حزب الله وتنفيذ القرار 1701، بالتالي عودة الهدوء للحدود بين لبنان وإسرائيل.
وقال إن هناك نوايا جيدة، وإشارات تشي بأن هذا الاتفاق قد يبصر النور خلال أسابيع أو أشهر، والإشارة التي أرسلها الرئيس نبيه بري لحليفه حزب الله عندما توجه للجنة الخماسية المعنية بانتخابات الرئاسة اللبنانية وقال لهم الرئيس مقابل القرار.
وبحسب وهبي “هذا يعني أن الأمور إن ذهبت باتجاه انتخاب مرشح الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، وهو سليمان فرنجيه أو مرشح يرضي الطرف، فإن حزب الله مستعد للذهاب إلى الانسحاب العالمي من جنوب نهر الليطاني تطبيق القرار 1701 والذهاب للترسيم البري وإنهاء هذا الصراع على الحدود بين لبنان وإسرائيل”.
من جانبها لفتت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن “إسرائيل تفضل إنهاء الصراع على الحدود اللبنانية بشكل دبلوماسي”، مؤكدة في الوقت نفسه استعداد بلادها للتعامل مع جميع السيناريوهات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، وليد أبو حية، لوكالة أنباء “العالم العربي”، إن إسرائيل لا تريد فتح جبهة حرب أخرى في لبنان، وأنها غير معنية بفتح جبهة أخرى أو بتوسيع الحرب مع لبنان أو مع حزب الله في الجبهة الشمالية”.
وأضاف أبو حية: “أتمنى أن يكون هناك حل دبلوماسي وأن يتم تطبيق القرار 1701 (قرار وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في أغسطس/آب 2006) وإبعاد حزب الله إلى شمالي منطقة الليطاني بعيدا عن الحدود الإسرائيلية”.
وكشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال في لبنان عبد الله بوحبيب، في وقت سابق، عن رفض لبنان إعادة “حزب الله” إلى ما وراء منطقة الليطاني، مؤكدا أن ذلك سيؤدي لتجدد الحرب.
وقال بو حبيب، في حوار مع صحيفة “نداء الوطن”، إن لبنان لن يقبل إلا بحل كامل لكل قضايا الحدود مع إسرائيل، مؤكدا إصرار بلاده على تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الاثنين، من “أن الوقت ينفد لحل دبلوماسي في جنوب لبنان”. وقال كاتس، خلال لقائه بنظيره الفرنسي، ستيفان سيجورني: “إذا لم نتوصل لحل دبلوماسي بشأن لبنان فسنتحرك عسكريا لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان”.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، الأحد الماضي، بتصعيد المواجهات المتواصلة منذ 8 أكتوبر الماضي، بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وتشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان توترًا مستمرًا، فضلاً عن مواجهات شبه يومية بين القوات الإسرائيلية و”حزب الله” اللبناني، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في أكتوبرج الماضي، إثر الهجوم الذي شنته “حماس” على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محيطة بالقطاع.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على القطاع بدء عملية “طوفان الأقصى”.