Site icon مصر 30/6

خطة مصر لزيادة التصنيع المحلي وتقييد استيراد ‏السلع الاستفزازية

‏السلع الاستفزازية

وضعت مصر ملف زيادة العوائد الدولارية على رأس أولوياتها خلال الآونة الأخيرة، وذلك حتى تضمن الحفاظ ‏على استقرار أسعار الصرف وزيادة قوة الجنيه، وهو ما يتوزاى مع استراتيجية تقليل فاتورة الواردات التي ‏تستحوذ على حصة كبيرة من الحصيلة الدولارية المتاحة، الأمر الذي ظهر بقوة في التوجيهات الجديدة من البنك ‏المركزي المصري للبنوك العاملة في القطاع المصرفي، بعدم توفير العملة الأجنبية لتمويل السلع الترفيهية إلا بعد ‏الحصول على موافقة مسبقة منه.‏

وكشفت مصر عن تحركها بقوة نحو تعميق التصنيع المحلي وإحلال المنتجات المصرية بدلا من المستوردة، بما يرفع ‏من الناتج المحلي من جانب، ويزيد الصادرات ويقلص فاتورة الاستيراد من جانب آخر، وخاصة فيما يتعلق ‏بالسلع الترفيهية، أو ما يعرف بالسلع الاستفزازية، وهو ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس ‏الجمهورية خلال افتتاح محطة قطارات صعيد مصر في بشتيل أمس، إذ أكد أنه إذا أردنا تجاوز تحدي الدولار ‏يجب تصنيع نسبة كبيرة من المنتجات محليا وهذا أمر ليس سهلا، مشيرا إلى أن عدد من السلع والمنتجات ‏غير الضرورية التي يتم استيرادها من الخارج تمثل فرصًا واعدة لرجال الأعمال لتوطين هذه الصناعات في مصر‎.‎

تصريحات الرئيس السيسي فتحت الباب بقوة أمام التساؤل حول مدى الأهمية حاليا، هل هو تمويل استيراد ‏السلع الترفيهية أم تمويل مصانع لإنتاج البديل؟

وهو ما طرحناه على الخبراء للتعرف على رؤيتهم ‏للإجراءات والسياسات التي سيتم اتباعها خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع تحركات البنك المركزي المصري، ‏وتوجيهات الرئيس السيسي للوصول إلى أهداف الدولة الرامية إلى وضع مصر بقوة على الخريطة الصناعية ورفع ‏قيمة الجنيه أمام الدولار.‏

وقال الرئيس السيسي: “لما بنتكلم على 9 مليارات دولار تكلفة استيراد الموبايل، غير تكلفة استيراد الأدوية، في أدوية ‏ممكن منقدرش نوفرها في مصر، لكن يا ترى كل الأدوية اللي بنستوردها منقدرش نصنعها في مصر”، والناس ‏بدل ما تجيب الكلام ده وتعمله في مصر وتدخل في متاهات مع أرض وتمويل ونقل تكنولوجيا من برا عشان ‏يطلع المنتج، يقولك أشتريها أسهل، الدولة محاولتش تشتغل بجدية وصلابة وصرامة”.‏

الدكتور على الادريسي، الخبير الاقتصادي أكد أن ما شهدته مصر خلال العامين 2022 و2023 من خروج الكثير من الأموال ‏الساخنة بسبب التوترات العالمية مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، أدى إلى وضع البنك المركزي المصري ‏سياسات جدية للحفاظ على الحصيلة الدولارية وتوجيهها إلى السلع الاستراتيجية الأساسية، إذ صدر قرار في ‏العام 2022 بوضع قيود على استيراد 13 سلعة رفاهية، ومن ثم بعد زيادة الحصيلة الدولارية عقب توقيع صفقة رأس الحكمة بدأت الحكومة في حصر  ‏كل الطلبات المعلقة للسلع المحظور وسمح بتدبير العملة لها حتى لا يتضرر التجار‎.‎

وأضاف أن التوجيه الأخير الصادر عن البنك المركزي المصري لا يمثل ضرر على التجار أو السوق، بل إنه ‏سيتم تحديد احتياجات الأسواق من هذه السلع والسماح بتوفير السيولة لها بموافقة من البنك المركزي، وهو ما ‏سيقرره بحسب الحصيلة المتاحة لديه.‏

وتابع، أنه من المتوقع أن يتم السماح باستيراد السيارات وبعض الأجهزة الكهربائية، والملابس، ثم سيتم ‏العمل تدريجيا على خفض معدلاتها، بالتوازي مع توفير منتجات بديلة محلية، لافتا إلى أن ملف تصنيع السيارات ‏محليا هو الخطوة الأكثر قوة والتي سيكون لها أثرا كبيرا على سعر الجنيه أمام الدولار في السنوات المقبلة.‏

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد شوقي الخبير المصرفي، أن الأولوية حاليا في مصر هو توطين التصنيع وزيادة الاعتماد على المنتجات ‏المحلية، وهو ما سيصب في صالح الناتج القومي وإقامة العديد من المصانع وتوفير ملايين فرص العمل، مع ‏جذب كبرى الشركات الأجنبية للعمل في مصر والاستفادة من موقع مصر في فتح باب التصدير لتلك ‏الشركات إلى السوق الإفريقية.‏

وتابع أن القرار الصادر عن البنك المركزي المصري بحظر استيراد السلع الترفيهية إلا بموافقة منه، يأتي نظرا ‏لزيادة الطلب على الدولار وهو ما تزامن مع زيادة حدود الائتمان على البطاقات وسداد الحكومة 23.8 مليار ‏دولار من أعباء خدمة الدين الخارجي من الفوائد والأقساط خلال 9 شهور في الفترة من يوليو 2023 حتى ‏مارس 2024، الأمر الذي قد يزيد الضغط على الدولار، مما دفع البنك المركزي لتلك القرارات لمنع ارتفاع ‏أسعار العملات أمام الجنيه، أو فتح باب جديد لعودة السوق الموازية التي تم القضاء عليها.‏

Exit mobile version