خطوات دول «بريكس» للحد من هيمنة الدولار
قالت سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية، نائب رئيس بنك مصر السابق، إن تعاون دول بريكس يستوجب تطوير بعض الأسس والبنى التحتية لتتناسب مع الكيان الاقتصادي الجديد، حيث يجب وضع أساس لتقييم العملات بعيدًا عن التقييم مقابل الدولار، وتطوير نظم الدفع وإدارة تدفق البضائع والطاقة والمعلومات والموارد الأخرى كالمنتجات، الخدمات وحتى الطاقة البشرية حيث يجب وضع نظام مدفوعات، يتيح للدول الحالية والمتوقع دخولها التعامل من خلاله بالإضافة للوجستيات تعاملات هذه الدول مع بعضها، لافتة إلى أن عملات بعض الدول بالمجموعة لا تزال غير مدرجة لدى البنوك المركزية لدول أخرى داخل الكتلة.
وأضافت الدماطي لـ «المصري اليوم»، أن مصر يمكنها تقديم الكثير لاقتصادات دول بريكس مثل خدمات قناة السويس بعملاتها المحلية وكذلك الخدمات السياحية، والعديد من المحاصيل الزراعية، وصادرات الوقود أيضًا.
البنوك المركزية ستضاعف جهودها لوضع أسس التعاون بين دول بريكس
وتابعت أن البنوك المركزية من المتوقع أن تضاعف جهودها لوضع أسس وسبل التعاون بين دول بريكس في التبادل التجاري، مضيفة أنه على المدى المتوسط ستعقد الدول شراكات للتنمية الصناعية وتقليل الاستيراد، ما يؤثر إيجابًا على الميزان التجاري لدى مصر ودول المجموعة، بينما يحتاج ذلك الوقوف على أسس معينة متفق عليها مسبقًا تخص السياسات النقدية والمالية لدى دول الكتلة.
وأشارت إلى أن طبيعة الاستيراد في ظل القوة الاقتصادية بمجموعة بريكس، لا بد أن يكون لها دور في النهوض بالصناعة والتكنولوجيا، حيث يجب بذل جهد كبير لنجاح المنظومة وذلك من خلال خلق بنية تحتية قوية.
التبادل التجاري بين دول بريكس
وأوضحت أنه على المدى قصير الأجل ستستفيد دول المجموعة بالتبادل بالعملات المحلية بينما على المدى متوسط الأجل فإن المشاركة مع شركات هذه الدول في المجالات التي يحتاجها الاقتصاد القومي أهم ما يميز المرحلة، ولا بد من التجهيز لذلك بدءًا من الآن.
دول بريكس تتيح قروضا ميسرة بديلًا عن صندوق النقد
تطرقت نائب رئيس بنك مصر السابق، إلى أن بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة سيتيح أيضًا القروض الميسرة ليصبح بديلًا لصندوق النقد، حيث إن تأثير التجمع سيكون أبعد من التأثير على العملة فقط.
ولفتت إلى أن التفاؤل بشأن بريكس نتيجة معاناة الدول من ارتفاع التضخم نتيجة تراجع قيمة العملات مقابل الدولار، موضحة أن دور البنوك المركزية بدء ضم العملات الجديدة وتفعيل نظم الدفع وتقييم العملات.
هل تتخلص دول بريكس من استخدامها للدولار؟
وأكدت أن التبادل التجاري بالعملات مرحلة قصيرة الأجل، لكن الشراكات وزيادة الاستثمارات في المدى المتوسط، هو ما تجنح إليه الدول، لافتة إلى أن سعر الصرف للدولار مقابل العملات سيتراجع ويعني تراجع الدولار انخفاض التضخم الناتج عن ارتفاع قيمة الدولار مقابل العملات ما يزيد من تعاون هذه الدول ودعم حركة الإنتاج والمنتجات وهو ما يصب في زيادة الناتج القومي والذي من المتوقع له أن يرتفع.