أخبار عربية ودولية
السفير “دياب اللوح”: إسرائيل تحكمها عقلية جنونية هسترية ..
- 956 مجزة إسرائيلية كلها طالت المدنيين
- يصعب التنبأ بنهاية هذه الحرب
- نتمسك بحقنا المشروع للدفاع عن النفس والأرض
- أميريكا تشارك بمجلس الحرب الإسرائيلي
- نطالب حكام الغرب بتحمل المسئولية التاريخية والإنسانية والسياسية والأخلاقية
- 150000 مستوطن مسلحين بالبنادق والآليات
حوارـ أحمد إبراهيم
في المحن تعرف الرجال، وفي الأزمات تظهر معادنهم،أما الحروب فتظهر مدي نبلهم وقدرتهم علي الصمود والتحدي، وهذا ما ينطبق علي الدبلوماسي دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة ..
. ماذا عن تطورات الأحداث بالأراضي الفلسطينية ؟
- بداية نشكر الشعب المصري الشقيق لمواقفه الأصيلة في مساندة وتضامنه مع نضال الشعب الفلسطيني، الآن مر شهر علي المجازر الإسرائيلية حولت قطاع غزة من سجن كبير لمقبرة جماعية، فلدينا الآن 10000 شهيد 70% منهم من الأطفال والنساء والشيوخ ولازال هناك الآلاف من المفقودين من بينهم 1500 طفل تحت ركام وأنقاض المباني التي دمرها القذف الإسرائيلي، و 30000 جريح، والقطاع منذ 7 أكتوبر يعد منطقة منكوبة دون غذاء أو ماء أو كهرباء أو أي مرافق خدماتية كالمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، هذا إضافة لخروج 53 مستشفي من الخدمة واحدة تلو الأخري، كمستشفي القدس والشفاء والأندونيسي ، كما تم قذف مقار منظمة الأنروا.
- ماذا عن المجازر الإسرائيلية ؟
- عدد المجاز الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والغزاوي تجاوز 956 مجزة كلها طالت المدنيين من أهل قطاع غزة، فقد تم تدمير 50 % من مباني القطاع، هذا إضافة لاستهداف كثير من المواطنيين المتوجهين للجنوب طبقاً للمطالبات الإسرائيلية بالتوجه لجنوب القطاع من أجل الماء والغذاء ولكنهم يقتلون الناس كما رأينا كلنا علي الشاشات والأشرطة المصورة.
- ما نتيجة هذه المجازر ؟
- قطاع غزة محاصر منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاط شليط يوم 25 يونيو 2006 وما واكب ذلك من عمليات تدمير شاملة والآن القطاع تحول لمقبرة جماعية، وهناك عائلات بأكملها شطبت من السجل المدني ومربعات سكنية تم تدميرها كاملة ومحوها من فوق الأرض.
- ما نتائج معركة السيوف الحديدية الإسرائيلية ؟
- نحن في حالة حرب ولا نميز بين فلطسيني وآخر، كل أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة تحت نيران القذف من البر والبحر والجو، وما قصفت به غزة حتي الآن يعادل ضعف القنبلة النووية في هيروشيما، ونحن الآن ندخل في تعداد القنبلة الثالثة، وإدعاء إسرائيل بأنها تستهدف المقاومين هو إدعاء باطل، فهم يستهدفون الأطفال والنساء وأحصائيات المؤسسات الدولية والأشرطة المصورة وحجم الدمار الكبير الذي تعرض لها القطاع تؤكد هذا.
- هل حققت إسرائيل أهدافها ؟
- لا، فإسرائيل كما تدعي بأن لديها أهداف استراتيجية وبنك أهداف من هذه العملية، ولكن الحقيقة هي أن إسرائيل تسيطر عليها عقلية جنونية هسترية تعتدي علي الشعب الفلسطيني في غزة من أجل العدوان والإنتقام فقط، فالقتل يطال كل الفلسطينين سواء بقطاع غزة أو بالضفة الغربية، مستخدمة أحدث آلة حربية من أجل قتل المواطنيين العزل وخلق حالة من الهلع والفزع ودفع الشعب الفلسطيني للهجرة والنزوح ولكن الشعب الفلسطيني رفض هذا المخطط منذ الخمسينيات والسبيعنيات ومصر أيضاً رفضته قديماً وحديثاً، لأن هذا من شأنه تصفية وشطب القضية الفلسطنية.
- ولكن ماذا يمكن لمواطن أعزل يواجه آلة حربية أن يفعل؟
- إسرائيل ألقت ما يزيد عن 20000 طن من القنابل فوق قطاع غزة، وحينما يتم قذف منزل فهو يدمر محيط يتراوح ما بين 800 إلي 1000 متر مربع، وآخر مجزرة فجر اليوم بمخيم المغازي تم قذف مربع سكني بأكمله واستشهد به 54 شهيد وعشرات من المصابين، ومئات تحت الأنقاض، والشعب الفلسطيني متمسك بالبقاء علي أرضه ولن يقبل بمشروع التهجير ولن يغادر وطنه ولن يسمح بحدوث نكبة جديدة.
- متي ينتهي العدوان الإسرائيلي؟
- من الصعب التنبأ بالمدي والسقف الزمني لهذا العدوان ولكني باسم الشعب الفلسطيني قيادة وشعباً أطالب بوقف هذا العدوان فوراً، ولكن إسرائيل ومن خلفها أميريكا رفضا كل الوسطات والجهود المبذولة من مصر والأردن والسعودية كما رفضا حتي وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية والتخفيف من حدة المعاناة التي يمر بها المواطنيين بقطاع غزة، ولكن تصريحات وزير الخارجية الأميريكي بلينكن ووزير الحرب الإسرائيلي، بأن الحرب مستمرة ولا يوجد وقف لإطلاق النار، وأن الحرب قد تستمر لعام وهذا يعني مزيد من التدمير والمزيد من جرائم الحرب والمجازر، وهذا هو الهدف الحقيقي من هذه الحرب، وهو إبادة الشعب الفلسطيني بأكمله.
- هل إسرائيل قادرة علي الحرب لعام؟
- ما يقال غير الواقع بالتأكيد، وإن هم يعنون ما يقلون، وهذا ما سيثبته القادم من الأيام، ولكن من الناحية السياسية نحذر من خطورة عمليات الإبادة الجماعية، التي ستزعزع الإستقرار والأمن في المنطقة بأكملها، بل وفي العالم أكمل.
- ماذا عن خطاب قائد حزب الله؟
- نحن في فلسطين من حيث المبدأ نؤمن بالحق الفلسطني في الدفاع عن النفس، ونتمسك بحقنا المشروع للدفاع عن النفس و الأرض، ونتمسك بالشرعية الدولية وبقواعد القانون الإنساني الدولي وبمبادئ إتفاقية جنيف الرابعة ونطالب كافة الأطراف وتحديداً إسرائيل وأميريكا بالإلتزام بهذه المنظومة من القوانيين والشرائع الدولية لتوفير حماية عاجلة للشعب الفلسطيني والعمل الفوري والعادل لوقف هذه الحرب ، حتي لا تكون المنطقة بأكملها علي أعتاب حرب جديدة ولا مصلحة لأحد في إتساع رقعة هذه الحرب، ونطالب بفتح أفق سياسي جاد ينهي الإحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة الدولة الفلسطنية المستقلة ذات السيادة الكاملة المتصلة جغرافياً القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف.
- ما تقيمك للموقف العالمي وتضامن الشعوب الإنساني؟
- حقيقة هناك تطور نوعي ومهم بالرأي العام العالمي و الأميريكي تحديداً، وهذا بفضل مجهود الجاليات الفلسطنية والمصرية والعربية والإسلامية والمنظمات الصديقة بهذه الدول لصناعة اختراق جاد في الرأي المحلي بهذه الدول، ونتطلع أن يمارس الإعلام الغربي دوره في التأثير علي نمطية تفكير صناع القرار في مراكز صناعة القرار بهذه الدول، ولاحظنا بعض التغيرات في تصريحات بعض المسئولين بالبيت الأبيض ولكنها ليست ذات مغذي كبير أو جوهرية، طالما ليس هناك وقف لإطلاق النار خوفاً من إعطاء الفرصة لإعادة تموضع حركات المقاومة علي الأرض وإعادة التقاط أنفاسها بالحرب في غزة، وهذا ادعاء ليس بمحلة ولكن هذا بمثابة إعطاء الضوء لإسرائيل لتحقيق المزيد من بنك الأهداف التي وضعته من بدأ الحرب، وأميريكا تشارك بمجلس الحرب الإسرائيلي، فأميريكا طرفاً بهذه الحرب وتصب الزيت علي النار وتشعل المنطقة، ونطالب الشعوب الغربية بالضغط علي حكامهم لتحمل المسئولية التاريخية والإنسانية والسياسية والأخلاقية والالتزام بقواعد القانون الدولي في إدارة هذه المعركة والصراع مع إسرائيل لوضع المنطقة علي أعتاب مرحلة جديدة من الأمن والسلام.
- ماذا عن القمة العربية القادمة بالسعودية ؟
- يوم 11 نوفمبر القادم ستعقد قمة عربية علي مستوي القادة العرب، وفلسطين طالبت بعقد هذه القمة لأن كل الجهود والمساعي المبذولة فشلت في الوساطة وإيجاد حل لهذا القتل المستمر، ووقف الحرب، ونأمل من القمة تحديد استراتيجية عربية لوقف الحرب، والتحرك علي المستوي الدولي، فالشعب الفلسطيني يطالب بوقف الحرب بشكل فوري وعاجل وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وفتح أفق سياسي عادل يفضي لحل الدولتين، ولدينا العديد من المبادرات الهامة كالمبادرة العربية للسلام، ومبادرة الرئيس عباس أبو مازن، ورؤية حل الدولتين المدعوم من الدول العربية والصديقة بما فيها الإدارة الأميريكية والرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن.
- ماذا عن الأكاذيب الإسرائيلي ؟
- لازال هناك العديد من الوسائل الإعلامية الدولية تساند إسرائيل في حربها ضد غزة، وهناك العديد من الروايات الكاذبة والمزيفة التي روجهتا إسرائيل من خلال آلة إعلامية ضخمة من قنوات وإذاعات، ولكن هناك تراجع بالموقف الدولي لمساندة إسرائيل، وهذا ما ظهر من خلال تحرك عديد من شعوب العالم.
- ما مدي قدرة المقاومة علي الصمود ؟
- لا يوجد لدي بيانات دقيقة بقدرة المقاومة علي الصمود، والشعب الفلسطيني لا مصلحة له في هذه الحرب، والعزل يريدون وقف الحرب، فلا أحد سيجني خيراً من إتساع رقعة هذه الحرب، وإسرائيل تريد تحويلها لحرب دينية من أجل إفراغ الأرض من سكانها وشطب منظومة الحقوق المدنية والإنسانية للشعب الفلسطيني بأكمله، حتي من يعيشون منهم داخل إسرائيل، ونحن لا نتحدث عن بناء الجيوش أو حتي عن استمرار الحرب ولكن نريد السلام.
- هل نتنياهو قادر علي وئد المقاومة ؟
- الحديث عن المقاومة يعني الحديث عن شعب، ونحن نتمسك بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، والسلطة الفلسطينية رفعت شعار المقاومة السلمية وسعت له، ورغم ذلك تعرضنا للقتل اليومي بالضفة الغربية والقدس وفي غزة، ومحاولات نتنياهو إسقاط حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وتقرير مصيره لن تحدث أبداً، فخلال شهر فقط قدمنا 10000 شهيد، وخلال عام سنقدم 100000 شهيد ومليون مصاب في حال استمرار الحرب، والشعب الفلسطيني في صمود أبدي وقادر علي الدفاع عن أرضه إلي الأبد ودون حدود، وهو شعب أعزل وغير مسلح ولكنه لن يترك أرضه.
- لماذا ارتفعت وتيرة اعتداءات المستوطنين مؤخراً ؟
- الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية نقل سلطاته وصلاحياته الميدانية والعسكرية لعصابات من المستوطنين المسلحين، فهم الآن يسيطرون علي الطرقات ويعتدون علي المواطنين والمزارعين ويحرمون ممارسة الحياة الطبيعية للمواطن الفلسطيني ويصادرون أراضيهم ومنتجاتهم، ويحرقون منازلهم، بل يحرقون قري بأكملها، ويوجد بمستوطنات الغلاف 700000 مستوطن منهم 150000 مستوطن مسلحين بالبنادق والآليات، والجيش الإسرائيلي يوفر لهم التدريب والحماية، ونطالب بتوفير حماية عاجلة للشعب الفلسطيني. معالي السفير والزميل أحمد إبراهيم