قال عامي أيالون الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي أو ما يُعرف بـ”الشاباك” إن حركة المقاومة الإسلامية “حماس في غزة لن يتم تدميرها إلا عبر حل الدولتين.
سُئل أيالون إن كانت إسرائيل تربح الحرب ضد حماس، ليرد: “حسنًا، من الصعب جدًا جدًا أن أعطيك إجابة قصيرة وواضحة لأننا لا نناقش اليوم التالي (للحرب)، أي أننا لا نناقش جوهر النصر. لذا، إذا لم أتمكن من تعريف النصر، فأنا لست متأكداً من أن أي شخص يستطيع أن يخبرك بأننا نفوز بشيء لا نعرف بالضبط إلى أين نتجه.. لذلك، لدينا إنجازات كبيرة على الأرض، في ساحة المعركة. ولكن هناك فجوة كبيرة بين الفوز في المعركة والفوز في الحرب. لذا، ما لم نقرر بالضبط كيف سيكون اليوم التالي، أو ما هو معنى النصر في هذه الحرب ضد حماس، لا أستطيع أن أعطيكم إجابة واضحة”.
وحول رأيه بما يجري على الأرض في غزة، قال المسئول الإسرائيلي السابق: “ليس لدي أي رأي حول هذا الموضوع، إلا إذا كنت أعرف إلى أين سنذهب في اليوم التالي.. إذا كان المستقبل أو اليوم التالي سيكون وقف إطلاق النار لمدة شهر أو ثلاثة أشهر أو أي شيء آخر، فأنا أعلم تمامًا أنه بدون إطار الدولتين، لن يتم تدمير حماس. ستزدهر حماس من جديد..”
وأضاف: “علينا أن نفهم أن هذه الحرب تجري على جبهتين، الأولى هي ساحة المعركة، والأخرى هي حرب الأفكار، ولن تُهزم حماس إلا على الجبهة الثانية وحرب الأفكار، إن الهزيمة الكبرى التي ستتلقاها حماس هو مستقبل حل الدولتين.، وما لم نناقش مستقبل حل الدولتين، فلن تكون هناك طريقة لهزيمة حماس وخلق أفق سياسي أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين”.
وفيما يتعلق بالفهم الخاطئ للفلسطينيين من قبل الحكومة الإسرائيلية وربما الكثير من الإسرائيليين، قال أيالون: “هناك مستويان، أولاً، على المستوى السياسي، كان الفهم الخاطئ بقيادة نتنياهو خلال السنوات الـ 14 أو 15 الماضية وهو في السلطة. ونحن نسميها إدارة الصراع أو تقليص الصراع.. وكانت الفكرة أن علينا أن نحكم وننفصل، أي أن علينا التأكد من بقاء حماس في السلطة في غزة، ومن أجل القيام بذلك، قام بزيادة أو تمكين قوة حماس، مما سمح لقطر بإرسال الأموال، وكما تعلمون، فعل كل شيء من أجل بقاء حماس في السلطة، وعلى نفس المنوال، التقليل من قوة أبو مازن (رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس)، لأن أبو مازن لا يؤمن بالعنف. لذا، فإن الفلسطينيين.. وتصور حماس في عيون الفلسطينيين، رغم أن معظمهم لا يقبلون عقيدة حماس أو أيديولوجيتها الدينية، إلا أنهم يرون حماس باعتبارها المنظمة الوحيدة التي تناضل من أجل حريتهم.. لذا، فإن معظم الفلسطينيين، كما تعلمون، تركوا أبو مازن. واليوم لن يحصل أبو مازن على أكثر من 15 في المائة من التأييد بين الفلسطينيين..”
وأردف: “على المستوى الاستخباراتي، مرة أخرى، كانت فكرة ردع حماس خطأً فادحًا، لأنني كنت أقول: نحن نقيس الأجهزة وهم يقيسون البرامج. أي أننا رأينا بعد 21 مايو أنهم تعرضوا لهزيمة كبيرة على الصعيد العسكري، لأنهم فقدوا الكثير من المقاتلين والناشطين الإرهابيين والبنية التحتية العسكرية، لكنهم لا يهتمون. ما يهمهم هو دعم الشعب الفلسطيني. ورأينا أنه بعد هذه الهزيمة العسكرية، تضاعف دعم الشعب الفلسطيني، لذا فإن فكرة ردع حماس وأنها لن تهاجم، كما تعلمون، جعلتنا نعتقد أنه إذا لم يهاجموا، فقد قمنا بنقل جميع قواتنا إلى الضفة الغربية والشمال. وهذا ما أدى إلى أحداث 7 أكتوبر الرهيبة”.
وتأتي تصريحات أيالون بعد أن أدت الغارات الإسرائيلية على غزة منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر إلى مقتل ما لا يقل عن 26,751 شخصا وإصابة 65,636 آخرين، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس.
وعلى مدار أكثر من 100 يوم، شهد الفلسطينيون في غزة نزوحًا جماعيًا، وتحولت الأحياء إلى رماد وأنقاض، ومحت الحرب عائلات بأكملها، وأدت لزيادة في الأمراض الفتاكة، وتدمير النظام الطبي بسبب القصف. والآن يشكل الجوع والجفاف تهديدات كبيرة لبقائهم.