Site icon مصر 30/6

روسيا تبني منشأة لصناعة المسيّرات بمساعدة إيران

 

قال مسؤولون في الاستخبارات الأميركية، إن روسيا تبني منشأة على أراضيها لتصنيع الطائرات المسيّرة بمساعدة إيران، الأمر الذي قد يكون له بمجرد اكتماله، تأثير كبير على الحرب في أوكرانيا.

ونقلت شبكة CCN الأميركية، عن محللين من وكالة استخبارات الدفاع قولهم لمجموعة من الصحافيين خلال مؤتمر صحافي، الجمعة، إن منشأة تصنيع الطائرات المسيّرة التي لا تزال قيد الإنشاء في الوقت الحالي من المتوقع أن تُزود روسيا بمخزون جديد من مسيّرات “أكبر من حيث الحجم” مما تمكنت من شرائه من إيران حتى الآن.

وأشارت الشبكة، الثلاثاء، إلى أن المحللين حذروا من أنه عندما يتم الانتهاء من المنشأة، على الأرجح بحلول أوائل العام المقبل، سيكون للطائرات المسيرة الجديدة تأثير كبير على الحرب.

وفي أبريل الماضي، كشفت الولايات المتحدة عن صورة التقطتها أقمار صناعية للموقع المخطط لمنشأة تصنيع الطائرات المسيرة المزعومة، داخل منطقة ألابوجا الاقتصادية الخاصة الروسية على بعد حوالي 966 كيلو متراً شرقي موسكو.

وقال المحللون إن إيران تنقل بانتظام معدات إلى روسيا للمساعدة في بناء المنشأة.

وأضافوا أنه حتى الآن، يُعتقد أن إيران زودت روسيا بأكثر من 400 طائرة مسيّرة من طراز “شاهد 131” و”شاهد 136″، ومسيّرات “مهاجر”، وهو مخزون استنفدته روسيا بالكامل تقريباً، على حد قولهم.

وأشار مسؤول كبير في وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، إلى أن روسيا تستخدم الطائرات المسيرة في المقام الأول لمهاجمة البنية التحتية الأوكرانية الحيوية وتوسيع الدفاعات الجوية.

وتستخدم إيران، بحر قزوين، لنقل الطائرات المسيّرة والذخائر وقذائف الهاون إلى روسيا، وغالباً ما تستخدم السفن التي توقف بيانات التتبع الخاصة بها لإخفاء تحركاتها، وفقاً لـ”سي إن إن”.

ضابط أوكراني يتفقد أجزاء من مسيّرة قالت كييف إنها إيرانية الصنع من نوع “شاهد-136” في خاركوف 

 “أدلة لا يمكن إنكارها”

كانت الولايات المتحدة حصلت على العديد من الطائرات المسيّرة التي أُسقطت في أوكرانيا وحللتها، وأكدت أن هناك “أدلة لا يُمكن إنكارها” على أن الطائرات المسيّرة إيرانية، على الرغم من النفي المتكرر من طهران بأنها توفر المعدات لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا.

وعرض محللو وكالة استخبارات الدفاع في الولايات المتحدة حطام الطائرات المسيرة التي تم انتشالها في أوكرانيا عام 2022 خلال المؤتمر الصحافي، الجمعة، وقارنوها مع الطائرات المسيّرة إيرانية الصنع التي تم العثور عليها في العراق، العام الماضي.

وذكرت “سي إن إن”، أن إحدى الطائرات المسيرة التي تم العثور عليها في أوكرانيا كانت أجنحتها ومحركها سليمة جزئياً، موضحة أنه إذا حكمنا من خلال شكلها وحجمها، فقد بدت وكأنها طائرة “شاهد 131″، وهي نفس طراز الطائرة المسيّرة إيرانية الصنع التي عُثر عليها في العراق.

وأزال المحللون المكونات من طائرة ووضعوها بسهولة في أخرى، ما يدل على أنه “لا يوجد فرق” تقريباً في تصميمها.

وكانت مكونات الطائرات المسيّرة الأخرى التي تم العثور عليها في أوكرانيا متطابقة تقريباً مع المكونات إيرانية الصنع التي تم العثور عليها في العراق، والفرق الوحيد الواضح هو أن المكونات التي تم العثور عليها في أوكرانيا كانت تحمل حروفاً سيريلية “صربية”، وكانت هناك عبارة مكتوبة باللغة الروسية على أحد المكونات تترجم تقريباً إلى “من أجل الجد” ، في إشارة إلى قتال روسيا ضد النازيين في الحرب العالمية الثانية.

وقال المحللون إنهم يسمحون للصحافيين برؤية الطائرات المسيّرة شخصياً لأنهم يريدون إعطاء صانعي السياسة والجمهور “أدلة لا يمكن إنكارها” على أن الطائرات المسيّرة إيرانية الصنع تستخدمها روسيا في أوكرانيا.

نفي إيراني

وأطلقت إدارة الرئيس جو بايدن، فرقة عمل موسعة، العام الماضي، للتحقيق في كيفية انتهاء المكونات الأميركية والغربية، بما في ذلك الإلكترونيات الدقيقة أميركية الصنع، في الطائرات المسيّرة إيرانية الصنع المستخدمة في روسيا.

من جانبها، نفت طهران بشكل قاطع توفير طائرات مسيّرة لروسيا خلال الحرب، وقال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في أكتوبر الماضي: “إيران لم ولن تقدم أي سلاح لاستخدامه في الحرب في أوكرانيا”، فيما أقر في نوفمبر، بأن إيران زودت روسيا بطائرات مسيّرة، لكنه أشار إلى أنها سُلّمت إلى موسكو قبل أشهر من بدء الحرب.

وذكر مسؤول كبير في وكالة استخبارات الدفاع، الجمعة، أن المحللين رأوا لأول مرة علامات على شراكة عسكرية روسية إيرانية متنامية في أبريل 2022. وكشف البيت الأبيض في يوليو 2022 أن إيران تستعد لتزويد روسيا بالطائرات المسيرة.

وقال المحللون إن وكالة استخبارات الدفاع عرضت أيضاً طائرة مسيّرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد 101” تم العثور عليها في العراق، وهي أصغر وأخف وزناً من “شاهد 131″، ولم يتم عرضها من قبل للجمهور.

وأضافوا أن هناك احتمالاً بأن تبدأ إيران في تزويد روسيا، بمسيرات “شاهد-101″، خاصة أنها مضغوطة بشكل أكبر وأسهل في الشحن.

ولفت أحد المحللين إلى أن الولايات المتحدة كانت لديها معلومات استخباراتية في أواخر العام الماضي، تُفيد بأن إيران تدرس تقديم صواريخ باليستية لروسيا، لكن يبدو أن هذه الخطة “تم تعليقها” في الوقت الحالي.

وقال المحللون إن إيران تستفيد من تزويد روسيا بمعدات عسكرية لأنها تستطيع عرض أسلحتها للمشترين الدوليين، وفي المقابل تحصل على المال والدعم من روسيا لبرامجها الفضائية والصاروخية.

لكن توفير الصواريخ الباليستية سيُمثل تصعيداً “هائلاً” في الدعم الإيراني للحرب الروسية، حسبما قال محللون، وليس من الواضح ما إذا كانت طهران مستعدة لتحمل هذه المخاطرة في هذه المرحلة من الصراع.

Exit mobile version