روسيا: تعتبر السفن المتجهة لأوكرانيا سفن عسكرية
سفن تجارية عاملة في إطار اتفاق الحبوب تنتظر عبور مضيق البوسفور قبالة شواطئ إسطنبول بتركيا
هددت وزارة الدفاع الروسية، بأنها ستعتبر جميع السفن المبحرة إلى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، ناقلات عسكرية محتملة، وذلك في أعقاب انتهاء اتفاق حبوب البحر الأسود، في حين تحاول أوكرانيا إنشاء طريق ملاحي مؤقت لتصدير الحبوب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشر على تطبيق “تليجرام”، إن الأجزاء الجنوبية الشرقية والشمالية الغربية من المياه الدولية في البحر الأسود، “غير آمنة للملاحة”، وإن الدول التي ترفع السفن المتجهة للموانئ الأوكرانية أعلامها، ستُعتبر أطرافاً في الصراع إلى جانب أوكرانيا، وذلك اعتباراً من الساعة 21:00 بتوقيت جرينتش.
من جهتها، قالت أوكرانيا في خطاب رسمي، يوم الأربعاء، إلى المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، إنها ستنشئ طريقاً ملاحياً مؤقتاً للحفاظ على حركة شحن الحبوب، وذلك بعد انسحاب روسيا من اتفاق يسمح لكييف بتصدير الحبوب عبر ممر بحري آمن تدعمه الأمم المتحدة، بحسب وكالة “رويترز”.
وكتب فاسيل شكوراكوف، القائم بأعمال وزير شؤون المجتمعات والأقاليم وتطوير البنية التحتية، في الخطاب المرسل إلى المنظمة البحرية الدولية، والذي يحمل تاريخ 18 يوليو، أن أوكرانيا قررت إنشاء طريق بحري مؤقت.
وأوضح أن الهدف من الطريق المؤقت يتمثل في تسهيل عملية إزالة العقبات التي تعترض الشحن الدولي في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود.
وقال شكوراكوف إن الطريق الجديد الذي ستنشئه البلاد، سيقود السفن إلى المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة لرومانيا، وهي إحدى دول البحر الأسود المجاورة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اعتبر أن اتفاق حبوب البحر الأسود يمكن استمرار العمل به من دون مشاركة روسيا، مشيراً إلى أنَّ أوكرانيا تعمل على إيجاد خيارات للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالإمدادات الغذائية.
وأعلنت روسيا الاثنين، تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، مشيرة إلى أن الاتفاق “انتهى عملياً”، وذلك وسط تنديد غربي بالخطوة الروسية.
وذكرت روسيا في رسالة إلى المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن انسحابها من الاتفاق يعني “إلغاء ضمانات سلامة الملاحة التي أصدرها الجانب الروسي”.
وأضافت في الرسالة التي اطلعت عليها “رويترز”، أنها “ستتخذ الإجراءات الاستباقية اللازمة لإحباط التهديدات التي يشكلها نظام كييف في المنطقة، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات المسلحة ومحاولات الهجوم على أهداف عسكرية ومدنية روسية”.
وتم تمديد الاتفاق عدة مرات، ويهدف إلى تخفيف وطأة أزمة الغذاء العالمية من خلال السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية التي عطلتها الحرب في أوكرانيا بأمان عبر موانئ البحر الأسود.
وهدَّدت روسيا مراراً بإنهاء العمل بالاتفاق إذا لم يتم حل “جميع المسائل المعلقة” في الاتفاق. ورهنت روسيا عملية التمديد بتنفيذ عدة مطالب، منها إعادة ربط المصرف الروسي المتخصص بالزراعة “روسيلخوز بنك” بنظام “سويفت” المصرفي العالمي، واستئناف عمليات تسليمها آلات زراعية وقطع غيار، وإزالة معوقات تأمين السفن والوصول إلى الموانئ الأجنبية.
هجمات روسية
وفي سياق متصل، قال وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي، الأربعاء، إنَّ جزءاً “كبيراً” من البنية التحتية لتصدير الحبوب في ميناء تشورنومورسك بمنطقة أوديسا، تضرر جراء هجوم روسي.
وأضاف أن الهجوم دمَّر أيضاً 60 ألف طن من الحبوب في الميناء، كان من المفترض تحميلها وشحنها.
وقال سولسكي على تطبيق “تيليجرام”، إن “الهجوم الليلي أخرج جزءاً كبيراً من البنية التحتية لتصدير الحبوب في ميناء تشورنومورسك من الخدمة”.
ونفذت روسيا هجمات على أوديسا وعلى تشورنومورسك القريبة منها، بعد انسحابها من اتفاق الحبوب الاثنين، وفقاً لـ”رويترز”.
وقالت أوكرانيا إن تلك الهجمات تعمدت استهداف البنية التحتية للميناء وأرصفة تصدير الحبوب، على حد وصفها.
صندوق النقد يحذر
من جهته، اعتبر صندوق النقد الدولي أن انسحاب روسيا من الاتفاق يفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمي، ويخاطر بزيادة تضخم أسعار الغذاء، خاصة بالنسبة للبلدان المنخفضة الدخل.
وقال متحدث باسم الصندوق إن المؤسسة المالية الدولية ستواصل المراقبة الدقيقة للتطورات الراهنة في المنطقة، وتأثيرها على الأمن الغذائي العالمي.