Site icon مصر 30/6

روسيا تمهد لتحرير أوروبا من القيود الأمريكية

 

 

ذكر مقال نشرته صحيفة جارديان (The Guardian) البريطانية أن تداعيات يوم 24 فبراير الذي بدأت فيه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستستغرق سنوات أو عقودا لتظهر بأكملها، وأنها ستغير وجه أوروبا إلى الأبد.

فيما تواصل القوات الروسية تقدمها على عدة محاور في إطار عمليتها الخاصة في أوكرانيا وسط تصعيد الغرب الضغط الاقتصادي والسياسي على موسكو مقابل جهود لبدء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.

ما هي تبعات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على أوروبا؟

بقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي:

“ما يجري في أوكرانيا هي عملية انتشار جغرافي روسية، والسبب في ذلك أن هناك مقتضيات باتت تضغط على الجانب الروسي لتحقيق ما يطلق عليه بالحزام الضامن للأمن القومي كاستحقاق للمرحلة القادمة، فلدى روسيا الآن مصدر الطاقة الأهم والواعد في العالم والمتمثل بالغاز، وظهور هذا النوع من الطاقة يعني أن آليات الصراع ستتغير بعد أن كان النفط هو مصدر الطاقة الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، والعملية الروسية في أوكرانيا تندرج في إدارة هذا الصراع، فهي ليست عملية غزو كما يشاع، وإنما لإعادة الاعتبار للجغرافية الروسية، وذلك تأسيسا على ما حصل من تداعيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، الذي خسرت روسيا فيه جغرافية مهمة تمثل أمنها القومي، وهي عملية تمهد لظهور قطبية جديدة ترسم لمستقبل واعد.”

وأضاف الشريفي، “ستكون هناك ثنائية قطبية جديدة وبملامح اقتصادية تنكسر فيها هيمنة الولايات المتحدة على مصادر الطاقة ومعابرها، وواشنطن لا تسمح بذلك من خلال تصعيدها على قضية أوكرانيا، لكنها قضية تكاد أن تكون قد حسمت بأبعادها الأربعة، اجتماعيا وأمنيا وعسكريا ودبلوماسيا، إذ أن مواجهة روسيا عسكرياً أشبه بانتحار، لذا ستعيد الولايات المتحدة حساباتها فيما يتعلق بـ “الناتو” الذي أصبح يكلف الولايات المتحدة الكثير، ولم يعد مجديا استخدامه كورقة ضغط على الأطراف الأخرى، وهذا ما يساعد على ظهور أقطاب دولية متعددة، فالعملية الروسية تندرج ضمن إطار مشروع تحرير أوروبا من قيود الولايات المتحدة والذي من خلاله ستحقق أوروبا نهضة اقتصادية، عبر إسقاط مشروع مارشال الأمريكي الذي قيد أوروبا.”

Exit mobile version