“زراعة القصب بالتقاوي”: يحقق الإكتفاء ويوفر المياه والعملة الصعبة
"القصير": زيادة إنتاجية الفدان من 33 :55 طن و خفض تكاليف الري والزراعة


العش: نستهدف إنتاج 400 مليون شتلة قصب سنويا
عامر: يوفر 7 مليار متر مكعب مياه نقية سنويا
كتب: أحمد إبراهيم
تسعي الدولة المصرية جاهدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالعديد من المحاصيل الاستراتيجية الهامة التي لا غني عنها لحياة المواطن المصري، ويأتي مشروع الاكتفاء الذاتي من سكر المائدة علي بأول قائمة هذه المشروعات، حيث تمثل زراعة قصب السكر هدراً كبيراً للمياة، بالإضافة إلي أنها من الزراعات التي لم تعد مجزية من الناحية الإقتصادية للفلاح والمزارع المصري، كما أن هذا المشروع سيوفر الكثير من العملة الصعبة التي تذهب لتغطية الفجوة بين العرض والطلب والتي تقدر بـ 654,28 مليون دولار.
حيث استعرض وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير تجربة معهد بحوث المحاصيل السكرية لزراعة القصب بنظام الشتل، والذي يستهدف التغلب على مشاكل الزراعة التقليدية، فضلا عن زيادة الانتاجية، وترشيد استخدام المياه، كذلك رفع كفاءة استخدام الأسمدة وعدم إهدارها.
وأكد الوزير القصير علي ضرورة تكثيف حملات التوعية بمنظومة التحول للري الحديث، وتعريف المزارعين بالفوائد التي تعود عليهم من اتباع نظم الري الحديثة، فضلا عن العمل على تيسير الاجراءات على المزارعين، للتحول الى النظم الحديثة للري.
وصرح الوزير القصير بضرورة أن تكون كافة المساحات المنزرعة بالجهات التابعة للوزارة ومنها مزارع قطاع الانتاج والمحطات البحثية، نماذج يتم الاسترشاد بها في منظومة التحول للري الحديث.
واوصي الوزير القصير باستخدام الميكنة الحديثة بداية من الزراعه وحتي الحصاد، فضلا عن توفير نفقات مكافحة الحشائش، ورفع كفاءة استخدام الأسمدة وعدم إهدارها بنسبة تصل إلى 30%، كذلك ترشيد استخدام المياه بما لا يقل عن 35% مقارنة بالزراعة التقليدية.
حيث شملت الفوائد أيضا تقليل الفاقد خلال مراحل الانتاج، وتوفير تكاليف الطاقة المستخدمة، فضلا عن انها تسمح بتحميل محاصيل اخري مع زراعات الغرس و الخلفات، حيث تؤدي في النهاية الى زيادة دخل المزارع وتحسين مستوى معيشته.
وتضمنت خطة وزارة الزراعة للتوسع في زراعة القصب بالشتل، ثلاث محاور رئيسية تمثلت في انشاء حقول لانتاج التقاوي المعتمده الخاليه من الافات و الامراض، وانتاج الشتلات باستخدام التقاوي المعتمده و توفير متطلبات التوسع في نظام الشتل لمساحات الغرس، وتنفيذ الري الحديث في المساحات المزروعة بالشتل.

وأشار الدكتور أيمن العش مدير معهد المحاصيل السكرية، أن استخدام الطرق الحديثة من زراعة قصب السكر بالتقاول بدلا من الزراعة التقليدية بالعيدان سيحقق العديد من الفوائد للدولة المصرية وللمزارع ولزراعة قصب السكر، فمن حيث وفرة المياة ستحقق هذه الطرق الحديثة من الزراعة والري وفراً يقدر بـ 40 % من المياة المستخدمة بالطرق التقليدية ، هذا بالإضافة إلي زيادة إنتاجية الفدان الواحد بما يزيد عن 50 % من إنتاجية محصول قصب السكر للفدان الواحد.
وأبدي العش سعادته بهذا المشروع القومي الضخم الذي يرعاه الرئيس السيسي و ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، خصوصاً وأن هذا المشروع يدعم زراعة قصب السكر وحقق لها نقلة كبيرة، فهذا المشروع يحقق ربحية تقدر بـ 10000 جنيه بالفدان الواحد، وهو ما يعد نقلة للمزراع المصري بالصعيد، وأيضا بإقتصاديات زراعة قصب السكر التي تدهورت بشدة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب إرتفاع تكاليف الإنتاج من سماد وري وأيدي عاملة.
ونوه العش أنه جاري البدأ بأولي محطات زراعة قصب السكر بالتقوي بطاقة 15 مليون شتلة، والمرحلة الثانية محطة وادي الصعايدة بمحافظة أسوان بطاقة 80 مليون شتلة، ومن المستهدف أن نصل لطاقة400 مليون شتلة سنويا.
وألمح العش أن المستهدف حاليا سد الفجوة في المحاصيل المنتجة للسكر سواء من البنجر أو قصب السكر، ويمكن لمصر أن تحقق الاكتفاء الذاتي من القصب خلال 3 سنوات.
وأضاف الدكتور مصطفى عبدالجواد رئيس مجلس المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية الأسبق أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ممثلة فى معهد المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، بدأت نشر وزراعة أصناف جديدة لقصب السكر، وتدعيم مزارعى القصب الملتزمين بزراعة الاصناف الجديدة بخدمات وتقاوى بالمجان، بهدف زيادة الانتاج المحلى والحد من الاستيراد وترشيد استهلاك المياه، وبديلا لصنف «س 9» الذى يزرع منذ 1983.
وأكمل عبد الجواد إنه يتم حاليا نشر صنف جديد لقصب السكر جيزة 3 بديلا عن صنف «س 9» لرفع إنتاجية السكر من وحدة المساحة المزروعة وترشيد استهلاك المياه المستخدمة فى الرى، وتحقيق أعلى ربح للمزارع وتقليل تكلفة الإنتاج، مؤكدا أن مصانع السكر تقوم حاليا بتجارب على صنف جيزة 4 ليتم نشر الموسم الجديد.
وأضاف رئيس المحاصيل السكرية، أن نشر صنفين جديدين وخاصة جيزة 3 يعطى انتاجية كبيرة من القصب والسكر ويزرع حاليا ويوفر المياه بنسبة 20% ومبكر النضج، بالإضافة إلى ادخال صنف جيزة 4 يتم حاليا تجربته بمصانع السكر، لدخوله فى المنظومة قادرا على إعطاء إنتاجية كبيرة بخلاف الصنف س 9، موضحا أنه على الرغم من أن هناك برامج توعوية بالأصناف الجديد فى الحقول إلا وتوزيع صنف تقاوى صنف 3.

وقال دكتور عصام عامر الاستاذ بمعهد المحاصيل السكرية، أن أبحاث المشروع تم البدأ بها منذ أكثر من 10 سنين، وتم تجربة المشروع لأكثر من خمس سنوات، وقمنا بتطوير المشروع علي عدة خطوات
وأضاف عصام أن متوسط إنتاج فدان قصب السكر هو 40 طن بالزراعات التقليدية، أما في حالة الزراعة بطريقة الشتلات فمن المتوقع أن تصل انتاجية الفدان لـ 60 طن بمعدل زيادة قدرها 20% وهو ما يحقق دخل إضافي للمزارع، وأيضا توفير عملة أجنبية في حال تقليل وعدم استيراد السكر.