في زيارة هي الأولى منذ سنوات طويلة، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الاثنين، في مدينة أضنة جنوبي البلاد.
خلال الزيارة، أكد شكري “تضامن القيادة والحكومة والشعب في مصر مع تركيا، واستمرار المساعدات لدعم تركيا وشعبها الشقيق”.
على مدار الأشهر الماضية، جرت محادثات على مستوى دبلوماسيين (نائب سفير) من البلدين وبحثت العديد من القضايا الخلافية، على المستوى الثنائي والإقليمي، استمرت في فترة وتوقفت في أخرى، غير أن الزيارة التي أجراها شكري اليوم توضح تقدم مستوى التفاهمات بين البلدين، وانتقالها لمستوى الوزراء.
وتعليقا على الزيارة، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة شكري لتركيا، تعني الانتقال لمرحلة جديدة على مستوى المحادثات التي جرت بين البلدين على مدار الفترات الماضية.
وأوضح أن المحادثات التي جرت بين اللجان المشكلة من البلدين على المستوى الدبلوماسي خلال الفترة الماضية، حققت تقدما في العديد من الملفات، وبهذا تنتقل المباحثات إلى المستوى الوزاري. لافتا إلى أن الزيارة تشير لتحسن بشأن المستوى السياسي بين البلدين في الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق بالملفات المشتركة التي ظلت محل خلاف كبير بين البلدين ومنها الملف الليبي، أوضح حسن أن التفاهم بين البلدين في هذا المحور توصل إلى محطات متقدمة بشأن خروج المرتزقة الأجانب والتوافق بين مجلسي الدولة والبرلمان، وتشكيل حكومة ائتلافية موحدة، وإجراء الانتخابات، وهي جميعها خطوات تفسر تأثير التفاهم بين البلدين مؤخرا، بحسب السفير المصري.
ويرى أن الخطوة المقبلة في ليبيا ترتبط بالتفاهمات حول توحيد الجيش الليبي، وحال التوافق في هذا الإطار، فإن الأمر يسهم في انتقال العلاقات بين البلدين لمرحلة هامة.
تأثيرات أخرى تترتب على التقارب (التركي – المصري)، إذ يشير حسن إلى أن التقارب العربي مع تركيا يدفع نحو الحوار بينها وبين دمشق لمعالجة الإشكاليات وحل الأزمات بين البلدين والقضايا الشائكة، وكذلك البحث عن معالجة القضايا الداخلية في سوريا.
مؤشرات إيجابية أخرى تتمثل في جوانب اقتصادية، حيث أعلنت القاهرة في وقت سابق على لسان المتحدث باسم مجلس الوزراء نادر سعد، أن تركيا بصدد افتتاح مصنعين باستثمارات تقدر بـ 100 مليون دولار.
وخلال زيارة شكري لتركيا أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن تطور العلاقات بين تركيا ومصر يصب في مصلحة الطرفين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين مع نظيره المصري سامح شكري في ولاية مرسين، جنوبي تركيا.
ووجه الوزير التركي الشكر إلى مصر حكومة وشعبا على تضامنها مع ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا في السادس من فبراير الجاري.
وردا على سؤال لوكالة “الأناضول” التركية الرسمية حول إمكانية عقد قمة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي، قال شكري: “بالتأكيد، ستكون هناك اتصالات في الوقت المناسب وفقا لرؤية الرئيسين”.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، قدم خلاله التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق واسعة في تركيا.
ويعتبر اتصال السيسي بنظيره التركي هو الأول منذ سنوات، والذي يأتي أيضا بعد مصافحة الزعيمين الأولى منذ سنوات، على هامش افتتاح نهائيات مونديال كأس العالم في قطر 2022، في وجود أمير قطر الشيخ تميم بن حمد.
واستمر التوتر بين البلدين لسنوات طويلة عقب سقوط حكم جماعة الإخوان في مصر عام 2014، وتفاقم الخلاف بسبب اختلاف المواقف في الأزمة الليبية.