Site icon مصر 30/6

“سهله المدني” تكتب: سموم تخترق أرواحنا

لغة نهرب منها، ونحاول أن نجعلها تموت فالهروب لا ينفعنا بشيء، سوى أن نشعر بالشتات وهذه حقيقة.

فتكوين العلاقات في هذا الزمن أصبح بمثابة رحلة طويلة يمكن أن تأخذ منك الكثير.

وتخسر معها أكثر مما ستربحه وهذه حقيقة، وكل إنسان ربطتك به علاقة وثيقة، لو لديه سلوكيات غير سوية وأفكار سامة، يمكن أن تؤثر أفكاره وتصرفاته وبعض قراراته على حياتك، فيمكن أن تكون أنت متفائل وتنظر للحياة بنظرة إيجابية وهو عكسك متشائم وينظر للحياة بنظرة سلبية، وهذا يدفعك للوراء إذا لم تكن تثق بقدراتك، ويجعلك تشك ولا تؤمن برؤيتك في الحياة، وبعضهم يسرق أفكارك قبل تنفيذها، وتحويلها إلى واقع، فأنت تقول له ما تريد أن تفعله في المستقبل في حياتك العملية أو الشخصية، وهو يسبقك لذلك وبذلك يسرق أحلامك، وهذه النوعيات من البشر تكون غامضة ولا تثق في أحد، ويمكن أن تكون متشائمة وسارقة الأحلام، ويمكن أن تكون فيهم صفة واحدة، وبعضهم يصل من خلال نجاحك وتكون أنت وسيلة ليربح من خلالها، ولا تربح من خلاله أي شيء، فهو يستغل اسمك الناجح في العمل، وإن علاقته بك قوية، ويدخل في مجال أعمال كبيرة من خلال معرفته بك، ولا تربح منه أي شيء، ويمكن أن يحاول أن ينجح من خلالك وأن يجعلك تخسر كل ما وصلت له، وهذه الشخصيات يمكن أن تكون أيضاً متشائمة، وهذه النوعيات منتشرة بكثرة في العالم، ولا تكتفي بأنها متشائمة، بل إنها تبث السم الذي في داخلها في عقلك وفكرك وروحك، وبذلك تنتزع منك حياتك دون أن تدرك ذلك، ولا تخرج من غفلتك إلا بعد أن تشرب من السم الذي وضعته في روحك وفكرك، وحتى عندما تحدثها عن أمر يهمك سواء قصة حب تعيشها تحولها إلى قصة حزينة، وتتوقع لك توقعات حزينة وتخبرك بتجارب حزينة مرت في حياتها، وكانت نهايتها الفشل وبذلك تجعلك لا تشعر بقيمة ما لديك، وتحوله لك إلى نقمة، وأن تحدثت معها عن عمل تريد العمل فيه، وأنك تحبه وتشعر بأنك ستنجح فيه، تفعل معك نفس الشيء، واي شيء ستتحدث عنه ستحول نهايته إلى فشل، وبذلك أنت تشرب جرعات كبيرة من الموت البطيء دون أن تدرك ذلك. وهذه حقيقة لا يجب أن تهرب منها، ولا تجعلك تهرب من تكوين العلاقات، وهذه الشخصيات يمكن أن تجدها في جميع الطبقات المجتمع والديانات المختلفة وهذه حقيقة، ويجب أن تدرك أنها ستقتلك دون أداة جريمة، وأهم شيء ستقتله فيك هو روحك، وعندما تموت الروح يموت الإنسان معها، ويصبح مثل الحيوانات يأكل ويشرب وينام ولا يفعل أي شيء آخر، وحياتك أنت من تقررها، ودينك وضح لك كل شيء، وأحلامك تراها وتؤمن بقدرتك على تحقيقها، وهذا يجب ألا تنساه ما حييت، لا يمكن لك أن تعرف طباع من تعرفت عليهم لأول مرة، ولكن الوقت كافي لمعرفتهم جيداً، وقبل الاقتراب منهم خطوة معرفتهم عن بعد من خلال نقاشات عامة يشارك فيها الجميع تحدد مدى رؤيته وتوجهه في الحياة، والرؤية التي يؤمن بها هي التي ستحدد مدى اتفاقك معه، وهذه الشخصيات السامة، وأرى بأنها سامة لأن معرفتك بها ستدفعك أن لا تثق في أحد وستغلق قلبك كليا عن العلاقات، ويمكن أن تسبب لك بجرح عميق ينزف، ولن تستطيع أن تجد له علاج، لأنك ستكون صادق معها جداً ومحب لها، لأن الباطل له جولة وجولته يكون أثرها قاتل جداً في قلب الإنسان الذي يمر بجولة الباطل، ومع إنسان لا يعرف غير أن يقول ما ليس في داخله ، وبذلك سنكون ضحية لسموم تخترق أرواحنا.

Exit mobile version