كثيراً ما يشعر أغلب العاملين بالوسط الصحفي وتحديدا الصحافة الفنية بالمفاجأة حينما يقتربون من نجم كوميدي لامع ويكتشفون أن الضحكة أو القفشة اللذيذة الحلوة نادرة وعزيزة وأن الرسمية والجدية غلبت علي اللقاء وأن الدقائق التي مضت مع هذا النجم الكوميدي الذي أذهل الجماهير في أفلامة أو علي خشبة المسرح مضت ثقيلة وبالعافية، ماعدا الفنان والكوميديان “سمير غانم” صاحب الضحكة الدائمة والقفشة الحاضرة وزعيم مدرسة الفارس.
تاريخه
سمير غانم أو سموره هو إبن لأحد العائلات التي ينتمي أغلب رجالها لجهاز الشرطة المصرية، ويبدو أن سموره كان من الممكن أن يكون واحداً من أبناء هذا الجهاز الوطني.
إلا أن الأقدار غيرت مساره وتحول لممثل وفنان مسرحي تخصص في الكوميديا،
ذلك حينما إلتقى بكلا من زملاء الدراسة ورفاق الدرب “جورج سيدهم والضيف أحمد”، وكونوا معا فرقة” ثلاثي أضواء المسرح” الكوميدية الشهيرة، والتي تخصصت في تقدم كوميديا الفارس، وهي نوع من الكوميديات التي لا تعتمد علي نص مكتوب أو بروفات مسبقة،
فهي كوميديا وليدة اللحظة يغلب عليها الإرتجال، وهو ما يحتاج لممثل قوي يجيد الإمساك بأدواته قبل أن يكون كوميدياً يجيد صناعة الإفيه والموقف لتحقيق الإضحاك المطلوب.
حب مافيش ذيه
شكلت قصة حب وزواج” سموره” من الفنانة “دلال عبد العزيز” حالة فريدة بين الزيجات الفنية، فالإثنان نجحا في الإبتعاد عن المشاكل التي تعصف بأغلب الزيجات الفنية وتمكنا من المسير حتي اليوم بل وأنجبا فنانتين كوميديتين يقدمون لنا الضحك والفرفشة من حين لآخر.
ولقد بدأت علاقة الطرفين حينما قام رفيق وصديق عمره الفنان الراحل ” جورج سيدهم” بترشيح الوجه الجديد والفنانة ” دلال عبد العزيز” للمشاركة فى بطولة مسرحية “أهلا يا دكتور”.
التي كان يقوم ببطولتها الفنان سمير غانم، ومن هنا كانت بداية رحلة وقصة الحب العجيبة،
دلال مغرمة بسموره وهو لا يبالي، لكنها الشرقوية الجميلة صاحبة الموهبة العظيمة والإصرار الكبير، تظل وراءه حتي توقعه في شباك حبها ثم تقتاده لعش الزوجية.
مشوار فطوطة
مشوار “سموره” الفني غني وثري جدا، خصوصا وأن الفنان سمير غانم قد قدم العديد من الفوازير الرمضانية وكان أشهرها فوازير فطوطة والتي قدمها لعدة أعوام متتالية، ولقد تمتعت هذه الفوازير بخفة الظل والإضحاك وتقديم المعلومة مع طرح السؤال للمتفرج، وهو ما ربط بين شخصية فطوطة أو الفنان سمير غانم وبين شهر رمضان المعظم .
كما قدم “سموره” ما يقرب من 50 عملاً مسرحياً كوميدياً منذ بداية مشواره الفني مع ثلاثي أضواء المسرح.
والتي بدأها بمسرحية “طبيخ الملايكة” وكان آخرها “الزهر لما يلعب” وأشهرها مسرحيات “المتزوجون و قصة الحي الغربي، موسيكا في الحي الشرقي وجوليو ورومييت” وغيرهم الكثير من الأعمال المسرحية المضحكة التي أسعدت الملايين.
هذا بالإضافة إلي أن مشوار “سموره” مع السينما ثري وكبير فلقد قدم ما يقرب من 160 فيلما سنمائياً من أشهرها ” 30 يوم في السجن، شاطئ المرح، الزواج على الطريقة الحديثة”، بحقبة الستنيات، ثم بسبعنيات القرن الماضي قدم العديد من الأفلام السينمائية والتي كان من أشهرها، “خلي بالك من زوزو، أضواء المدينة، ممنوع في ليلة الدخلة، أميرة حبي أنا، فيفا زلاطا، ألف بوسة وبوسة، البعض يذهب للمأذون مرتين”،
ثم بالثمانينيات قدم أفلام “يارب ولد، سمورة والبنت الأمورة، إحنا بتوع الإسعاف، الرجل الذي عطس، المنحوس”،
لتتوالي أعمال النجم الكوميدي الراحل والتي كان آخرها أفلام الحرب العالمية الثالثة بالعام 2014 ، ثم المشخصاتي 2 بالعام 2016،
وآخرها فيلم عقدة الخواجة بالعام 2018.
كما قدم “سموره” ما يزيد عن التسعين مسلسلا درامياً للإذاعة وللتلفزيون، والتي من أشهرها “حكاية ميزو، بكيزة وزغلول، أهلا فطوطة، عريس بالصدفة، معكم علي الهواء هايم عبد الدايم، جوز ماما مين، الكبير قوي، شربات لوز، في اللا لا لاند، عزمي وشيريهان، سوبر ميرو”.
وكان آخر ظهور “لسموره” بإعلان خفيف الظل لإحدي شركات الإتصالات مع إبنته الفنانة الكوميدية إيمي سمير غانم.
سلوكياته
كان من حسن حظي أن إلتقيت بالنجم الكوميدي الراحل، وفي كل مره كنت دايما ما أجده مبتسماً باشاً جاهزا للقفشة والضحكة، فهل منا من ينسي قفشاته اللذيذة والتي رسخت في أذهان الجماهير العربية مثل ” لو العريس متنين تبقي العروسة متينه، قُلة حبنا”، وغيرها من القفشات الكوميدية الجميلة الساخرة، وحقيقة لم ألمحه مرة يتحدث أو يغتاب أحداً، فلقد كان متسامحاً ونقياً صادقاً .
رحم الله فنان الضحك سمير غانم وأسكنه فسيح جناته.