Site icon مصر 30/6

“سهله المدني” تكتب: حب نصنع نهايته

الكاتبة سهلة المدني
أفيش فيلم الراهبة

أول مقالة كتبتها عن الحب وأجدني اطمح ويزيد شغفي للكتابة عنه أكثر من ذي قبل، و في كل مقالة عنه لا أصفه كامل وكأنه يوجد شيء ناقص فيه لم أصل له بعد، نعم هذه حقيقة ولكن الذي يجعلني أقف مذهولة لكثرة القصص وأنواع الحب والتضحية المختلفة من أجله. فكل عاشق له رؤية وتضحية مختلفة في الحب، و أجدني أنشغل في هذا الجانب أكثر من اي جانب آخر لعل سبب ذلك شغفي والبحث عنه في كل شيء في حياتي، فالحب هو شيء أساسي لكل شيء في حياتي، وهذا من طبيعة البشر، وكل شيء يفعلونه بدافع حبهم له، وفيلم الراهبة للنجمة هند رستم جعلني أقف مذهولة هل هناك حب يصل للتضحية من أجله وانكار للذات من أجله؟ وأجدنى أنسجم وأنفعل وأندفع معه كأنه جزء يعيش داخلي مع إنه شخصية قدمتها نجمة كبيرة وهي هند رستم وهو اسم غنى عن التعريف،ورغم إنه أنتج عام 1965ومضي عليه 55عام وهو عمر فيلم الراهبة إلى إنه عمل فني يفوق الوصف لشدة الإبداع، والاجيال إن شاهدته سيلامس شعورها رغم إختلاف الجيل الذي نحن فيه الآن مع جيل هذا الفيلم، إلى أنه قريب من الحقيقة لأبعد ما يكون، قصة الفيلم وهي فتاة تساعد ابيها في مطعمه الذي يمتلكه ويعجبها رجل وهو يأتي لمطعم والدها وتقع في حبه، وصدفة تبعده من طريقها ويلتقي اختها الأصغر منها في العمر، ويقع في حب اختها الأصغر منها، وهي يتقدم رجل لخطبتها ويجبرها والدها على الزواج منه، ولا تقبل بالزواج منه فيعاقبها والدها ويطردها من منزله، والظروف التي تعيشها القاسية تجبرها أن تعمل في ملهى ليلي ويكون اسمها الفني سونيا، فينصحها مدير الملهي أن تأخذ بدون أن تعطي ويكون هذا قانونها الذي تتخذه في عملها في الملهى الليلي لكي تنجح، فيتردد عليها أثرياء وأصحاب المكانة الإجتماعية الرفيعة ويقعوا في حبها، وتجد كل الطبقات تلهث خلفها ومدير الملهى يعرض عليها الزواج ويتنازل لها عن الملهى ويعطيها كل ما يملك لكي تقبل الزواج منه، ومع ذلك ترفض الزواج منه، ومع الشهرة الذي وصلت لها وكثرة المعجبين لم تنساه ابداََ، وظل قلبها ملك له ولم تعترف له بحبها له، وعندما سمعت بخبر موت والدها قررت أن تستعيد اسرتها وتجعلهم يعيشوا معها في القصر الذي تعيش فيه، والرجل الذي تحبه جاء يطلب يد اختها للزواج، ومع ذلك تمالكت نفسها، ولم تكره اختها ولم تكن لها الضغينة، ولم تعاتبه ولم تنساه رغم هذا كله تمالكت نفسها، وقررت أن تعتزل الرقص الذي من خلاله أصبحت ثرية، وتنازلت عن ثروتها لاختها وأصبحت راهبة في الكنيسة واقتنعت إن هذا هو طريقها الذي سترتاح فيه، لأن الرجل الذي احبته لن يكون لها، ومع ذلك مهدت الطريق له لكي يكون لاختها، إنه حب نادر ويعتبر إنكار لذات فهي فضلت سعادته على سعادتها، وما جعلها تفعل ذلك لأن الحب الذي وصلت له هو من أشد أنواع الحب وهو حب الروح وهو من أشد أنواع الحب ويصعب نسيانه، مع إنه فيلم إلى أنني متأكدة إن هناك أناس قلوبهم هكذا تحب بدون إنتظار المقابل واسعاد من تحبه دون إنتظار المقابل، و إذا كانت هناك قلوب قاسية لا تعرف الرحمة، ولكن هناك قلوب في داخلها حب لا نهاية له ورحمة كبيرة لمن حولها، وما توصلت له هو أنه كان يجب أن تعترف له بأنها معجبة به فيمكن لو اعترفت له لم تكن لتخسره ابداََ، فالصمت أحياناََ يجعلك تخسر من تحبه حتى وإن كانت هي المبادرة فيمكن لو أنها اعترفت أما أن يبادلها الحب أو أن تنساه وتبدأ حياتها، فهي جعلت حبه يتطور في قلبها دون أن تدرك نهاية هذا الحب إلى أن اجتاحها ولم تعد تستطيع نسيانه، وبذلك جعلته يصل لحب الروح، ليس ذنب أن تحب دون مقابل ولكن الذنب أن تجعل من تحبه لا يعلم بمدى حبك له، وعندما تشاهد الفيلم تدرك إن حبها له أكثر من حب اختها له، فهي تحبه حب لا نهاية له بل إنه كل ما إنه يزيد أكثر و أكثر في أعماقها، لست ضد أن تحب بدون إنتظار مقابل، ولكن ضد أن لا تكون بجانب من تحبه ويدرك مدى حبك له، فالحياة كلها معاناة ومصاعب وأنت عندما تكون بجانبه تقف بجانبه عندما يتخلى عنه الجميع، وتكون قلبه وروحه عندما يحتاج لقلب وروح، وأن تكون بجانبه لأنه نادر في هذا الزمن أن تجد من يحبك لذاتك، والحب نحن من نصنع نهايته.

Exit mobile version