ذكريات أليمة وكانت جدا تسعدك ترى الآن فيها تناقضات، وتشعر وكأن مشاعرك تجهلها أتحب أم إنك وقعت في وهم أو سراب؟ و المسافات التي كنت تراها قريبة منه تجد بأنها لم يكن لها وجود، وتنظر لما كنت تعشقه فيه فهو لم يتغير أي شيء في ملامحه ولا في طباعه ولا شيء فيه فهو كما عرفته، ولكن مشاعرك تغيرت نحوه، ولم تعد كما هي فأنت كنت تراه بصورة غير الصورة التي هو فيها، كنت تراه وسيم رغم أنه يمتلك قليل جداََ منها، وكنت تراه ذكياََ ومختلف عن ما يفكر به الجميع، وعندما تعمقت فيه أكثر وجدته مثل كل البشر لا يختلف عنهم في شيء، وكنت ترى أن له نظرة ورؤية مختلفة عن الجميع، ومع ذلك عندما غرقت في معتقداته وجدتها مختلفة جداََ عن ما كنت تعتقده، وهذا بحد ذاته يجعل مشاعرك تتغير لأنك رسمت له صورة في خيالك ولم تحاول أن تحبه كما هو،المشكلة التي تجعل المشاعر تتغير هي معتقدات ليس لها وجود، ونجعل نحن لها وجود وهذا بحد ذاته يجعلنا نتوهم بأن ما نشعر به وهم، فهناك امرأة احبت رجل يكتب الشعر، ورسمت له صورة من خلال ما يكتبه فاعتقدت بأنه يؤمن بما يكتبه، وأصبحت لا ترى غيره ، وانهت حياتها في بحثها عنه وخسرت كل شيء من أجله وعندما اقتربت منه وجدته بعيد جداََ عن ما يقوله، فهو لا يمثله ما يكتب، وبدأت ترى عيوبه كاملة، وتأكدت بأنه لا يملك الجمال وأن جسده يحوي عيوب كثيرة، و رأت وتأكدت بأنها كانت مخدرة بوهم وأنها لم تحبه ولكنها احبت صورة في خيالها رسمتها له، وهذا بحد ذاته يجعلك تدرك إن الذي قضى على الحب هو بحثنا عن صورة في خيالنا، ولايمكن لنا أن نجد صورة في الواقع لمن نحلم به، فإما أن تحبه كما هو أو أن تنساه ولا تحلم بأن يكون كما تريد أنت ، فهو له رؤية يؤمن بها ولا يمكن أن يغيرها أحد مهما كان، وهناك رجل احب امرأة حب كبير ولكنه عندما أقترب منها وجدها مختلفة عن ما كان يحلم به وتأكد بأن ما كان يشعر به وهم وليس أكثر، وبذلك أصبحوا أجساد تنزف تحت الماء. فإذا وقعت في الحب لا ترسم له صورة في خيالك وتعشقه من خلالها فهذا سيحول حبك له إلى كره، ومن الأفضل لك أن تحبه كما هو أو أن تنساه وتؤمن بأنك وقعت في وهم وليس حب.