Site icon مصر 30/6

“سهله المدني ” تكتب: الرقص خلف ضوء الشمس

البحث عن المستحيل هو ما يجعلك ترى الحياة وكأنها سر من الصعب عليك معرفته، وبحثك عن الماضي يجعلك لا ترى الحاضر بنظرة جميلة، و النظر بطريقة تجعل من يراك وكأنك تسرق شيء وتريد أن تخفيه كل ذلك يجعل منك محط الأنظار بطريقة لا تعجبك، و كل ذلك يجعلك تبحث عن ما تجهله ولن تدرك تفاصيله مهما فعلت فلن تدركه جَيِّدًا، والرقص خلف ضوء الشمس و الموسيقى تجعلك تدرك بأنه شيء يصعب عليك معرفته جَيِّدًا إذا لم تكن تعشق هذا الفن وكان يسري في دمك حبه، فأنت جسدك سيكون مثل ما يفعله العازف على الكمان، فكل جزء من جسدك سيكون يتحرك مثل أنغام الموسيقى، و عازف الكمان يعزف بيده وأنت بجسدك وهذا يحتاج منك أن تعشقه بعمق لكي تنجح فيه،و تاريخ الراقصات عندما تبحث عنه ستجد الكثير من الأحزان والأفراح والأسرار، وكأنك بذلك تدخل في صندوق أسود يحوي أسرار كثيرة وهي تموت بموتهم ولا يعلم بها المقربين منهم، وكل ذلك يجعلك تحاول أن تدرك ما في جعبتهم، و أجساد ترقص خلف الموسيقى وكل حركة فيها تعبر عن ما يكمن في داخل الموسيقى، وكأن الراقصة تخرج من واقعها وتندمج في أعماق الرقص لدرجة تجعل البعض يراها تريد إثارة الذي ينظر لها وهي ترقص، والبعض يراها عكس ذلك و يؤمن بأنه فن جميل، و مهما تحدثنا عنه فلن تكفي مقالة واحدة لتعبر عن ما في داخله، وبعضهم هربت من أسرتها لكي تعمل راقصة لأن أسرتها لم يقبلوا بذلك لخوفهم من نظرة المجتمع لهم، وبعضهم دخلت في علاقة غير سوية مع رجل وطردها والدها من المنزل واضطرت أن تعمل راقصة، وبعضهم عملت ووجدت الدعم من أسرتها، وبعضهم ولدت يتيمة وليس لديها أحد يهتم لأمرها وفقرها جعلها تعمل في هذا المجال ، وبعضهم عشقته لدرجة كبيرة وأصبح بالنسبة لها هو حلم وتراه رسالة وفن له عشاقه وهي تؤمن بوجوده، و كل من دخلت الرقص لم تكن تعلم جَيِّدًا ما في داخله من أسرار كبيرة وعميقة يصعب البوح بها لشدة الحزن الذي وضعته في أعماق بعضهم وعندما تتذكرها تحزن كَثِيرًا، ومن دخلت في هذا المجال قبل دخولها فيه تعتقد بأن فيه نظرات إعجاب من بعض الرجال ويمكنها أن تهرب من هذا الإعجاب وكل شيء سيحدث حسب رغبتها، وهي لم تخرج القوة التي في داخلها ولم تتسلح جَيِّدًا قبل دخولها فيه، وبذلك يمكن أن تقع ضحية للتحرش أو الاغتصاب أو أن يتسبب لها بعاهة تدمر جمالها، وبعضهم يهددها بذلك و كل ذلك يمكن أن يحدث لها إذا لم تكن مستعدة لمواجهته جَيِّدًا ويمكن أن لا تقع فيه، ونظرة المرأة لها هي نظرة قاسية وبعضهم يعتقد بأنها توقع الرجال في شباكها وتكون بذلك مصدر قلق بالنسبة لهم، وإذا حاولنا أن ندخل في أعماقها سنجد بأنها تحاول أن تشعر الجميع بأنها سعيدة وهي عكس ذلك فهي في داخلها حزن كبير جِدًّا إذا أخرجته للعالم سيحزن لأجلها، فبعض النظرات التي ينظر لها بعض الرجال وهي ترقص وهي شبه عارية في داخل هذه النظرات رغبة غير سوية وهي يمكن أن تسبب لها بعض القلق، و مهما كان عمل المرأة فهي تحتاج للحب وهو ما يجعلها تشعر بالرغبة الجنسية إذا كانت في حالة حب نحو من تحبه، وهذا ما يجعل هذه المهنة ليس من السهل العمل فيها، وعندما نبحث عن نهاية الراقصات؟ فبعضهم بدأت في الرقص وعندما وقعت في الحب تزوجت واعتزلت المجال وأنجبت أطفال وتحجبت وكانت نادمة لدخولها لهذا المجال لأن الفقر هو الذي دفعها لذلك، وبعضهم عشقته لدرجة كبيرة وأصبح قلبها الذي تعيش به وكان هدفها هو إثارة الجميع بجمالها ورقصها الجميل وكانت نهايتها هو الموت وهي ترقص وماتت على أنغام الموسيقى التي تحبها، وبعضهم أكملت حياتها وهي راقصة وعندما كبرت في العمر أصبحت تعتزله فترة وتعود له وأكملت حياتها وهي ممتنة وسعيدة بتاريخها في الرقص وترى بأنه فن ورسالة ويجب أن يحترمها الجميع، وبعضهم دخلت فيه وعندما وجدت بأنه يحوي سهرات خاصة ويتطلب منها أن تدخل في علاقات غير شرعية مع بعض الرجال رفضت ولم تكمل فيه، وبعضهم دخلت فيه بشرفها ويكون معها زوجها في عملها وتعود معه للمنزل بعد أن تنهي عملها، وبعضهم خسرت شرفها فيه فهي لم تستند على رجل لكي يحميها فيه،و الرقص هو فن جميل حتى وإن كانت هناك نظرات غير سوية لدى البعض نحو من يعمل فيه يبقى فن لديه جمهور يعشقه بشدة وينتظره بلهفة كبيرة، ونستطيع أن نرى بأن التعطش الذي يحدث للبعض الرجال عندما يرى راقصة تتقن هذا الفن فهذا أجد سببه الزوجة، و يجب على كل زوجة أن تتقنه من أجل زوجها، فعندما تشعر بالجوع وتجد الطعام في منزلك لن تحتاج أن تخرج من منزلك، والرجل مهما حاول أن يخفى حبه للرقص فهو يحب أن ترقص له زوجته وهذا حقه الشرعي ولا يجب أن تغفل عنه أبداََ، و عندما تجد كل شيء في حياتك لن ترى الذي يكون خارج منزلك، وإن كان الرجل يحب مطاردة النساء فهذا ليس دافع لجعلك لا تهتمي لرغباته، والرقص هو فن يعشقه ويحبه جميع طبقات المجتمع، ومهما تحدثنا عن حياة الراقصات لن تكفيها مقالة واحدة، فهي كلها أسرار ونحتاج أن ندخل في أعماقها لأن في داخلها الكثير من الأسرار، ومهما اختلفت الديانات فهي تتفق على حب هذا الفن الذي هناك من يكفر بوجوده وجعل منه ذنب يعاقب كل من يعشقه ويعمل فيه، وهناك من يؤمن به ويرى بأنه رسالة وفن لا غنى عنه.

Exit mobile version