Site icon مصر 30/6

“سهله المدني” تكتب: العقاب العاطفي لروح من زجاج

لا نستطيع أن ننكر المشاعر بداخل المرأة للرجل، نعم هذه حقيقة لا يجب إنكارها أو الهرب منها، وأين ستجد الشجاعة لتبادر بحبها ورغبتها الجنسية؟. التي دوماً تهرب منها بسبب خجلها أو لعدم قدرتها على جعل الرجل يفهم رغباتها التي باتت تموت مع مشاعرها، وكيف ستجد الطريقة التي تجعل فيها الرجل يدرك اللذة الجنسية التي في داخلها له؟.  وكيف سيتقبلها ويدرك بأن هذا لن يقلل من رجولته؟. فبعض الرجال تعتقد أن الزوجة عندما تبادر بطلب العلاقة الجنسيةفإن ذلك سيقلل من رجولته، والبعض يريدها أن تبادر ولكن في الوقت الذي يريده هو دون أن يبوح لها به، وعندما لا تفعل ذلك يغضب منها ويعتقد بأنها لا ترغب به، وأنها لا تشتاق له. ويخلق معها صراع سري يجعلها لا تعلم به، فيعاقبها بتجاهل مشاعرها، وعدم بوحه بحبه وشوقه لها، وعدم تلبية رغباتها الجنسية والمادية والمعنوية، ويتجاهل ما يسعدها، وهي تجهل أنها في عقاب كبير، فصمته وبرود أعصابه أثناء حديثه معها جعلها لا تشك في أمره، فهي تعتقد أن هذه طباعه وأنها أدركت طباعه بعد الزواج، وهي في الواقع في مرحلة عقاب شديد وهي لا زالت في غيوبة عن هذا الواقع والأليم الذي جعلها تعيش فيه وهي لا تدرك ذلك، فالعقاب العاطفي هو ما يعتمد عليه أغلب الرجال من جميع طبقات المجتمع وبمختلف دياناتهم يعتمدوا عليه اعتقاد منهم أن ذلك سيجعل المرأة تشعر بالذنب، وستتغير وتدرك حاجته، وتلبيها له، ولكن هذا خطأ كبير فالمرأة تعطي دون تردد ودون حدود عندما تجد الحب مع الرجل الذي ستقضي حياتها معه، والحب يخلق منها فراشة تطير في الهواء وتعطي دون أن تشعر بالملل، فالعقاب العاطفي لا يخلق منها شيء مميز بل يصنع منها إمرأة محطمة، فتتحطم حياتها وحياة من حولها، والعلاقة الجنسية هي قرار يجب أن يتخذه الطرفين لأن نجاحها يعتمد على الرجل والمرأة، فإذا كان الرجل يرفضها والمرأة تريدها، فلن يكون هناك لذة وانسجام وحب فيها، وإذا كان الرجل يريدها والمرأة ترفض أيضاً سيحدث نفس الشيء، ولذلك تجاهل الرجل لرغبة المرأة لا يجعله يجد المتعة فيها، بل يكون هناك شيء ناقص فيها، فالحرارة والمتعة والشعور بحرارة الأنفاس واللذة والحب كل هذا لا يحدث إذا كانت المرأة لا ترغب بحدوثها، لذلك يجب أن يكون هناك توافق وتحديد وقت معين لها يتفق عليه الأزواج لكي تكون كلها حب ومتعة ولذة، فقرار المرأة فيها له دور كبير لجعلها تنجح، وكثير من الرجال يتجاهل متعة المرأة ويطلب منها ذلك وهي لا تريده، وأيضاً الزوجة يجب أن تحاول أن تعرف ما يعشقه زوجها في العلاقة الجنسية لكي تبادر به وتجعله يشعر بمدى حبها له، فالرجل لا يؤمن بكلمات الحب، لأن إيمانه بالأفعال، والأفعال بالنسبة له هي العلاقة الجنسية، وهي لغة الحب التي يؤمن بها ويجد السعادة والمتعة فيها،
ولا أستطيع أن أطلب من المرأة أن تخرق العادات والتقاليد والدين لكي تصل لقلب الرجل، لأنها لو فعلت ذلك فلن تصل له، لأن الرجل مهما كان يخرق كل هذه القوانين، ولكن مع ذلك يؤمن بها ولا يقبل بأن يتزوج امرأة تكفر بها، ومن قبل الزواج بمن تخرق القوانين سيفعل ذلك معها بالسر، ولن يستطيع أن يبوح به لخوفه وإيمانه بحقيقتها، وهذه حقيقة، ولكن أطلب من كل زوجة أن تنسى كل شيء المجتمع والعالم بأكمله عندما تكون بين ذراعي زوجها، وهذه حقيقة يجب أن تفعلها لكي لا تغرق في هموم الحياة وبذلك تنسى أنوثتها بسبب ذلك، والعقاب العاطفي هو سلوك يستخدمه الرجل مع المرأة سواء قبل الزواج أو بعده ويفعل ذلك لأن رغم القوة التي يمتلكها إلى أنه حساس جداً ويعتقد أن هذا تقليل من رجولته ولذلك يتجه للعقاب العاطفي وهذا ما يدفعه لفعل ذلك،والعقاب العاطفي في روح من زجاج لن يصنع منها ما تريده ولن يجعلها تحت سيطرتك فهجر المرأة يجعلها تنسى والصمت يجعلها تتمردد والقسوة تصنع منها روحاً قاسية لا ترحم من حولها وهذه الحقيقة التي يجهلها الرجل بأن هذا العقاب لن يكون سبب في جعلها تتغير بل سيكون سبب في جعلها تتمرد عليه وتهرب منه وتكرهه وتندم لأنها أحبته وهذه حقيقة يجب عليه إدراكها.

المرأة لا تؤخذ بقساوة الهجر وبعده، بل تأخذ بكلام الحب والله سبحانه وتعالى قال “ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض” صدق الله العظيم- ذلك لأن المرأة تخضع بالقول والرجل تارة يخضعها بقوله وترة أخرى يهجرها ويعتقد بأن ذلك يصنع منها خاضعة له فهو الهجر يخضعه والمراة عكسه يجعلها تتمرد عليه وهذه حقيقة يجب عليه ادراكها .

Exit mobile version