أخبار عربية ودولية

شبكة أنفاق غزة فاقت التقديرات الإسرائيلية قبل الحرب مئات المرات

الجيش الإسرائيلي أخفق في الكشف عن الأنفاق الهجومية لحركة المقاومة

أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى أن شبكة الأنفاق التي بَنَتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة فاقت التقديرات الإسرائيلية قبل الحرب مئات المرات، وأن الجيش الإسرائيلي فوجئ بأن حجم شبكة الأنفاق في القطاع «يفوق تقديرات القادة العسكريين بنحو 600%»، في حين كانت التقديرات تشير قبل الحرب إلى وجود نحو 100 إلى 200 كيلومتر من الأنفاق.

أنفاق غزةأنفاق غزة

وكانت الصحيفة لفتت، في تقرير سابق، إلى أنه منذ نهاية عام 2020 لم يكن لدى المقاومة أي نفق هجومي باتجاه المستوطنات في غلاف غزة، لكن اكتُشف خطأ تلك التقديرات خلال العملية البرية في غزة.

اللواء هشام الحلبي: «الجيش الإسرائيلي لم يحقق أهدافه»

أبوعبيدة: مصير عدد من الأسرى الإسرائيليين بات مجهولًا

أبوعبيدة: ما يعلنه العدو عن بطولات موهومة هو محل سخرية لأصغر طفل فلسطيني

«خسائر الحرب تجاوزت 50 مليار دولار».. لماذا سحب جيش الاحتلال الفرقة 36 من قطاع غزة؟ 

واستخباراتية

قالت الدكتورة نادية حلمى أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف: رغم الدعاية الإعلامية الإسرائيلية عن وضع خطة لضرب وتدمير كافة أنفاق حركة حماس في غزة، إلا أن الجيش الإسرائيلى أخفق في الكشف عن الأنفاق الهجومية التي حفرتها حركة المقاومة الإسلامية حماس باتجاه مستوطنات «غلاف غزة» ضمن التحضيرات لمعركة «طوفان الأقصى».

وأضافت أستاذ العلوم السياسية: ويضاف ذلك إلى الفشل الاستخباراتى لتل أبيب في التحذير ومنع الهجوم المفاجئ لكتائب القسام على منطقة الغلاف والبلدات الإسرائيلية في الجنوب يوم السابع من أكتوبر الماضي، كما جاء استعراض وسائل الإعلام والصحافة العبرية لكافة تلك الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في الكشف عن الأنفاق الهجومية باتجاه مستوطنة «غلاف غزة»، والتى واصلت حركة حماس حفرها في مارس ٢٠٢٣، وذلك ضمن التحضيرات للهجوم المفاجئ، دون أن تكتشف مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تلك الحفريات، وهو ما يلقي باللوم والتقصير على الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية.

دور رئيسي في أحداث غزة

وأكدت «حلمي»على فشل المخطط العسكرى الإسرائيلى في تفكيك المسار السرى أو ما يعرف بـ(شبكة الأنفاق) أو كما يسميه بعض الخبراء في الجيش الإسرائيلى «معكرونة حماس»، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في أحداث غزة، والذى يطمح الجيش الإسرائيلى في تفكيكه، أو على الأقل جزء كبير منه في وقت قليل، وهذا بالضبط ما ظهر في اجتماع لكبار الضباط بالجيش الإسرائيلى، ومطالبة عدد من كبار الجنرالات في تل أبيب بضرورة التوقف عن الحديث عن الحرب فوق الأرض وتحتها، لأنه «من الواضح أن عدونا تحتها وهذا هو مكان الحملة، وأي محاولة للقول إننا انتصرنا وسيطرنا فوق الأرض لا تعكس الوضع حقًا»، وهو ما نقلته عنهم صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية».

بين ٥٠٠ إلى ٦٠٠ كيلومتر من الأنفاق

وأوضحت أن تقديرات الجيش الإسرائيلى أنه لدى حماس ما بين ٥٠٠ إلى ٦٠٠ كيلومتر من الأنفاق تحت الأرض في قطاع غزة، في الوقت الذي أشارت فيه التحقيقات الإسرائيلية إلى أنهم في إسرائيل لم يكونوا على دراية بهذا العدد الكبير من الأبواب الجانبية التي صممت لوقف أي محاولة لتفجير الأنفاق، ومقدار خطوطها المتعرجة والتغييرات المفاجئة في الاتجاهات المحيطة بها وتتبع مسارها، مع الاعتراف العسكرى والاستخباراتى الإسرائيلى في وقت لاحق إعلاميًا بأن طريقة تصميم الأنفاق من خلال خبراء الحفر التابعين لحماس معقدة، وتوصلهم إلى استنتاج بأن هذه التعرجات والتغيرات المفاجئة بها ستصعب على الجيش الإسرائيلى اكتشافها وتدميرها، وكذلك الاعتراف التام من قبل الجيش الإسرائيلى، الذي أقر بمدى صعوبة تفجير الأنفاق واكتشافها دون تعريض جنوده للخطر، أو ضمان تدميرها دون انهيار أحياء سكنية بأكملها، وهو ما يشير إلى أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل، قد أهملت شبكة الأنفاق بغزة وبدت وكأنها مشكلة قد حلت، وذلك بمجرد أن أغلق السياج الأرضي بوجه الأنفاق الهجومية المؤدية إلى إسرائيل.

وأشارت «حلمي» أنه برغم تخطيط الجيش الإسرائيلى بوضع خطة عمل لمدة تصل إلى عامين لتفكيك الأنفاق، إلا أن تلك الخطة قد صيغت بشكل ضبابى وغامض، خصوصًا بكل ما يتعلق بتعميق السيطرة الإسرائيلية بالقطاع، وهو ما لن يتحقق بسبب المعارك والضغوطات الدولية، ما سيدفع الجيش للانسحاب إلى السياج الأمنى، وبالتالى عدم إنجاز الخطة بشكل تام، وهو ما يعكس فشل الخطاب الدعائى والإعلامى لإسرائيل بشكل ذريع، سواء في مواجهة معضلة الأنفاق الفلسطينية لحركة حماس أو فيما يتعلق بمواجهة قوة كافة الخطابات التعبوية والشعبية والدعائية لحماس في حصر أعداد القتلى والجرحى الإسرائيليين وإظهار مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين أمام كافة وسائل الإعلام والصحف العالمية.

وهنا يمكننا فهم كيف نجحت المقاومة الفلسطينية في إيصال رسالة مفادها أن كل ما يقال عنها في الإعلام الغربى أو من قبل ادعاءات الاحتلال الإسرائيلى، فهو باطل وعكس الحقيقة، خاصةً فيما يتعلق بالتعامل مع الأسرى والرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين لديها، وإظهار مدى إنسانية المقاومة الفلسطينية عالميًا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights