.. يبدو أن إدارات الدعاية والإتصال المؤسسي بالجهاز المصرفي أصبحت تمتلك خبرة وقوة هائلة في صناعة الترويج والاتصال بالجماهير، فمع شهر رمضان الكريم؛ شهر الفرجة ومتابعة كل ما هو مرئي من فن ودراما وأيضاً من مادة تروجية إعلانية ..
تجد أن إعلانات أغلب المؤسسات المصرفية والبنوك العاملة بمصر، أصبحت تتصدر قائمة الإعلانات الأنجح والأكثر إقناعاً بين مصنعي ومنتجي المادة الإعلانية – وكلاء الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية الكبري – الحريصة علي كسب أكبر مشاهدة لإعلاناتهم، بما بها من منتجات تسعي لترسيخ مكانتها الإستهلاكية في ذهنية وعقلية المشتري المصري والعربي ..
.. مدرسة طلعت حرب ..
وإن كانت المادة الإعلانية الجماهيرية ذات المضمون القوي والكلمات الغنائية النشطة الشيقة المدعومة بمزيج بصري معبر وممتع جميل الصورة والتفاصيل، هو أهم ملامح وأكثر ما يميز كافة الإعلانات التي قدمها بنك مصر خلال الأعوام الماضية ..
فإنه هذا العام ومع إعلانه الجديد “مذهل – مدهش” قدم بعداً جديداً للمادة الإعلانية المرئية والمسموعة، فلقد تضمن كلمات وصور إعلانه الجديد أبعاداً حضارية تؤرخ لقيمة إنسان مصر وإسهاماته الحضارية عبر عصور شتي تاريخية ومعاصرة، سواء بمجالات العمارة أو الصناعة أو الفن أو حتي بالرياضة ..
مدرسة إعلانية ترويجية جديدة ذات أهداف اجتماعية ثقافية، يدشنها قادة الإتصال المؤسسي ببنك مصر، صانعين توجهاً إعلانياً ذا أبعاداً وقيم حضارية جمالية لا إعلانات تجارية تروجية ذا أهداف اقتصادية بحته ..
ولما لا وهم أحفاد طلعت بيك حرب مؤسس الاقتصاد المصري الحديث وأحد أباء الدراما الهادفة وحجر الزاوية لصناعة السينما المصرية العريقة …
.. صورة وطن ..
فبذكاء شديد وحرص بناء، تم تقديم أغنية إعلانية ذات معانٍ تراكم في شخصية المصري وتقدم صورة حقيقية لأهل وطن ذوي انجاز تاريخي هائل في كافة مجالات ونواحي الحياة .. انجاز حققه بالكفاح وبالصبر والإصرار ..
وهذا ما راكمت له كلمات ومطلع أغنيته “مذهل – مدهش” والتي تقول ..
مین قال مغلوب مين قال محاولتش صبرك أيوب ماسك ومسيبتش
لو حمل الدنيا ثابت ومميلتش قدها وقدود شايل ومشيلتش
وكعادة كلمات أغاني إعلانات بنك مصر، التي توثق قدرات إنسان مصر وشموخه وإيمانه العميق بنفسه وبقدراته المذهلة علي التحدي والصمود والنجاح، تأتي هذين الشطرتين، والتي جاءت كلماتها كالتالي ..
أنا مين زيي أنا مذهل مدهش
لو هدوا الدنيا أنا متهدش
عشت وشوفت ولسه مخوفتش علشان مذهل مبهر مدهش
إعلان ذكي يداعب أحاسيس الجماهير مخاطباً مشاعر الشموخ والتحدي بالشخصية المصرية مثيراً لسلوك جمعي محفذ إيجابي تجاه المؤسسة محققاً إرتباطاً روحياً معها، صانعاً إنطباعاً وجدانياً مطمئناً تجاه البنك ..
ولم تكتفي كلمات أغنية “مدهش – مذهل” بهذا القدر من المعاني التي تراكم وتصنع تراث ثقافي ووجداني يحقق صالح الشخصية المصرية ويراكم في اتجاه تطورها وتقدمها للأمام ..
حيث جاءت كلمات المقطع الأوسط من الأغنية لتعبر عن الثقة والتمسك بالأمل والإيمان بأن ما هو قادم لا شك سيكون جميلاً محملاً بالفرحة والأمل .. حيث جاءت كلمات شطراته كالتالي …
لسه ألف كلمة متقالتش لسه 100 بطولة متحكتش
لسه فرحة متشالالي لسة ناوي والحكاية منتهتش
لسه فرحة.. متسابالي
جاية جاية.. مكتوبالي
لسه دنيا متشالالي
لسه ناوي والحكاية منتهتش
.. إن إعلان “مذهل – مدهش” إعلان بناء، استثمر كل ما هو متاح من كلمات محفزة سهلة قريبة من الذهن وموسيقي شيقه لزيزة وأماكن تصوير، تعد علامة قريبة من زكريات وعقلية المصريين ..
ليسهم في تقديم قيم حضارية وثقافية، مستثمراً تأثيره التجاري، بنشر المعرفة للأجيال الصغيرة الحالية والقادمة، صانعاً وعي جمعي، بتعريفهم بقامات وعلامات مصرية .. فعمليات الإعادة والتكرار تحدث بالغ التأثير علي السلوك وتعزيز المشاعر الإيجابية..
وحقيقة يجب ألا يقتصر دور المادة الإعلانية علي الوظيفة الاقتصادية التجارية البحته، ولكن يجب أن يكون لها وظائف ومهام أخري أكثر أهمية إجتماعية وثقافية لترسيخ القيم والمعايير والأهداف المجتمعية بالعقل الجمعي لدي الجماهير والتقاليد الثقافية والتاريخية، وهذا ما حققه إعلان “مذهل – مدهش” لبنك مصر ..