لقي نحو 229 شخصًا حتفهم جراء انزلاق للتربة في جنوب إثيوبيا، أمس الإثنين، بعد هطول أمطار غزيرة على المنطقة.
وقعت الكارثة في جوفا- وهي منطقة ريفية جبلية – تبعد أكثر من 450 كيلومترًا عن العاصمة أديس أبابا. وحسبما أفادت إدارة شئون الاتصالات بالمنطقة فإن حصيلة الضحايا اشتملت على 148 رجلًا و81 امرأة.
كارثة انزلاق التربة في إثيوبيا
ثارت مخاوف لدى المواطنين بشأن إمكانية تأثير هذه الانزلاقات على سد النهضة، وهل يمكن أن تؤثر هذه الانزلاقات على بنية السد وتهدد استقراره؟
الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أوضح أن الانزلاقات الحالية لن تؤثر مباشرة على سد النهضة، لكن الأزمة تكمن في أن مياه الأمطار من هذه المناطق تحمل معها كتلًا صخرية تصل إلى السد وتترسب فيه، مضيفًا أن هذه الكتل تقلل من عمر السد، إذ يقاس عمر السد بكمية الطمي التي تملأ بحيرته، وأن الحسابات أظهرت أن الطمي يقلل من السعة التخزينية للسد بمقدار مليار متر مكعب كل خمس سنوات.
وأكد «شراقي» أن سد النهضة بعيد عن الانزلاقات الأرضية الحالية في إثيوبيا، موضحًا أن هناك نوعين من الجبال في إثيوبيا الأول يتكون من طبقات، وهو الذي تحدث فيه الانزلاقات الطميية وامتصاص المياه، ما يؤدي إلى ما يُعرف بـ «الانزلاق الأرضي» والآخر فهو جبال بركانية، والتي لا تشهد انزلاقات أو امتصاص للمياه، ولكنها قد تتعرض لتساقط كتل صخرية.
احتمالية انهيار سد النهضة
وبحسب «أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية» أن سد النهضة يمثل خطرًا كبيرًا بسبب تصميمه الإنشائي، إذ يتألف السد من سد رئيسي خرساني يمتد على مجرى نهر النيل الأزرق بطول 1800 متر وارتفاع حوالي 145 مترًا، وسد مكمل «سرج» يمتد على طول 5 كم بارتفاع نحو 50 مترًا، مشيرًا أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن السد مقعر في اتجاه المياه، وهو تصميم مخالف لضوابط السدود العالمية، هذه العوامل تجعل السد معرضًا لمخاطر كبيرة، إذ قد لا يتحمل كميات التخزين الكبيرة، خاصةً في حالات الفيضانات الشديدة أو الأمطار الغزيرة، ورغم أن السد قد لا ينهار في خلال الفترة المقبلة، إلا أن هناك احتمالاً لانهياره بعد 5 إلى 10 سنوات.
وعلق «شراقي» على «الانزلاق الإرضي» قائلًا إن المناطق الجبلية في منابع حوض النيل تشهد بشكل متزايد انزلاقات أرضية خلال موسم الأمطار والفيضانات، موضحًا أن الأمطار الغزيرة تتسبب في تسرب المياه إلى الطبقات الأرضية، ما يؤدي إلى زيادة وزنها نتيجة امتصاص كميات كبيرة من المياه، وأوضح أن الطبقات الأرضية غالباً ما تكون مائلة بدلاً من أن تكون أفقية، لكنها تميل بسبب الزلازل التي تؤثر على المنطقة، وتزيد المياه المتسربة من تأثير الجاذبية عليها، ما يسهل حركة الطبقات الطينية العليا ويسبب حدوث انزلاقات سريعة، كما رأينا في منطقة غوفا بجنوب إثيوبيا.
تحذير من انزلاقات قادمة
وأكد الدكتور عباس شراقي أنه لتجنب الحوادث المأساوية مثل الانزلاقات الأرضية، يجب على إثيوبيا متابعة المدن والقرى الجديدة والمناطق المحتمل وجود انزلاقات صخرية بها، وأضاف أن مناطق التي حدثت بها الكارثة لا تخضع للتصاريح الحكومية، والدولة لا تمتلك السيطرة الكافية على هذه المناطق باعتبارها فقيرة وعشوائية، مما يجعلها عرضة لأي انزلاقات أرضية.
وأشار «أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية» إلى أن إثيوبيا الآن في موسم الأمطار، وهناك مناطق جبلية مشهورة بحدوث الانزلاقات حيث توجد عليها قرى كاملة، وأن هذه الانزلاقات قد تحدث بمساحات كبيرة، مما يؤدي إلى انزلاق الطبقات التي تُبنى عليها المباني، وقد تنزلق هذه الطبقات باتجاه طرق أو مبانٍ، مما يتسبب في كوارث تدمّر القرى.
انزلاقات التربة تضرب إثيوبيا
أعلنت السلطات الإثيوبية اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة انزلاق التربة في جنوب إثيوبيا إلى 229 قتيلًا، وذلك وفقًا لما نقله موقع «سكاي نيوز عربية».
ووفقًا لإدارة شئون الاتصالات في منطقة جوفا التي وقعت بها الكارثة، فقد لقي 148 رجلًا و81 امرأة مصرعهم في الحادث، تقع منطقة جوفا الإدارية على بعد حوالي 450 كيلومترا عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.