بدا واضحا خلال فترة الحرب على غزة، أن قادة إسرائيل يبحثون عن نجاح – حقيقي أو مزيف- من أجل تصديره للجمهور، والتسويق نحو انتصار على الأرض لتقليل حجم الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها دولة الاحتلال منذ انطلاق طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي.
خلال الأيام القليلة الماضية، زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، استهدافها رجل الأعمال الفلسطيني صبحي فروانة، وجاء في بيان جيش الاحتلال: «أن فروانة وشقيقه يمتلكان شركة صرافة، وأنه قتل في قلب مدينة رفح بتوجيه من هيئة الاستخبارات والشاباك، فقدرة الجناح العسكري لحماس على ممارسة القتال تتوقف على الأموال المحولة إليه عبر الصرافين».
وتابع البيان المشترك للموساد وجيش الاحتلال على أن مقتل فروانة يضر بشكل ملحوظ بقدرات حماس القتالية، إذ إن الأموال تستخدم لدفع رواتب مقاتلي الحركة أثناء الحرب.
ماذا نعرف عن صبحي فروانة؟
– شاب في العقد الرابع من عمره من سكان محافظة خان يونس.
– يملك مجموعة شركات صرافة تحت اسم «همسات».
– رئيس مجلس إدارة والمشرف الرياضي لنادي اتحاد خان يونس.
– الاحتلال الإسرائيلي يزعم أنه أحد أهم ممولي حماس وساهم في إيصال عشرات الملايين من الدولارات إلى الحركة.
– تم استهدافه بطائرة استطلاع في منطقة خربة العدس شمال رفح، أثناء استقلاله سيارته الخاصة من نوع جيب.
ذكرت وكالة أنباء وفا التابعة للسلطة الفلسطينية أن الغارات الإسرائيلية فجر الثلاثاء في رفح وخان يونس أسفرت عن مقتل 25 شخصا على الأقل، من بينهم صبحي فروانة.
ما هي مصادر تمويل حماس؟
يقول أستاذ السياسة الدكتور طارق فهمي، أن هناك مصادر تمويل غير رسمية تعتمد عليها حماس بشكل كبير في زيادة قدراتها العسكرية، يأتي على رأسها التعامل في الأسواق الخارجية عبر وسطاء وعملاء ومن خلال العملات المشفرة إذ يصعب تتبعها مثل الـ«بتكوين»، لافتا إلى أن العديد من الدول والجماعات مثل حزب الله والجهاد الفلسطيني، تعمد إلى التعامل بالبتكوين لتغطية نشاطاتها الداخلية، وتعتمد على العملات المشفرة لتحقيق ذلك فيما يعرف باقتصادات المنظمات غير المشروعة.
وأضاف فهمي في تصريحات صحفية له: «من الواضح أن حماس استفادت من تجربة حزب الله في غسل الأموال والتغطية على مصادر تمويلاتها، كما تقوم حماس بتشغيل بعض الأموال في سلسلة بعض المشروعات الخدمية وعلى سبيل المثال (الجمعيات الاستهلاكية، ومعارض السيارات، ومحال الكمبيوتر).
ويتابع أستاذ السياسة: «كما تتحصل حماس على بعض مصادر تمويلها من إيران، ويوجه هذا التمويل بالأساس إلى القطاع العسكري وليس فقط للمدني مع التركيز على تطوير قدرات الجناح العسكري، وخصوصًا في مجال الصواريخ، وهناك بعض الشخصيات البارزة في الحركة تتولى إدارة هذا الملف، وتحظى بدعم وقبول من إيران، وقد دخل إسماعيل هنية على خط التعامل إثر خروجه من القطاع وتجوله في عواصم بعض الدول بما فيها إيران».