ولد الفنان صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار في مدينة المحلة الكبرى لأبوين من القاهرة وتحديدا من حي العباسية، فوالده الأميرالاي أو العميد، أحمد مراد بك ذوالفقار، أحد كبار رجال وزارة الداخلية ووالدته نبيلة هانم ذو الفقار.
وكان صلاح متفوقاً في دراسته ورياضياً أيضاً، فهو أحد أبطال مصر في الملاكمة وحصل على بطولة كأس الملك في الملاكمة (وزن الريشة) عام 1947.
كما التحق صلاح ذو الفقار في البداية بكلية الطب جامعة الإسكندرية إرضاءاً لوالده الذي كان يتمنى أن يصبح صلاح طبيبا مثل جده لكن بعد مرض والده حوّل أوراقه إلى أكاديمية الشرطة حتى يكون بجواره، وتفوق فيها علميًا ورياضيًا.
الضابط صلاح ذو الفقار
تخرج صلاح ذو الفقار في أكاديمية الشرطة (كلية البوليس) بالعام 1946 ثم عمل في مديرية أمن المنوفية ثم في مصلحة السجون وتحديداً بسجن مصر وعمل مدرساً في أكاديمية الشرطة منذ عام 1949.
صديق بالسادات
عمل صلاح ذو الفقار ضابطاً في سجن مصر ، حيث كان محمد أنور السادات مسجوناً في ذلك الوقت بسبب قضية اغتيال رئيس الوزراء أمين عثما ، حيث كان صلاح الضابط المسئول في السجن.
وكان ذو الفقار مؤمناً في قرارة نفسه ببطولة محمد أنور السادات وأنه قام بدور وطني تجاه بلده رغم أنه مسجون وذو الفقار هو الضابط المكلف بحراسته هو وباقي المتهمين في القضية إلا أنه كان يساعدهم ويعاملهم معاملة حسنة لأنهم مساجين سياسيين ولقناعته أنهم سجنوا بسبب حبهم لوطنهم.
وكان صلاح يحضر معه الطعام والجرائد والسجائر للسادات، وساعد أسرته للحصول على تصريح بالزيارة للاطمئنان عليه.
معركة الإسماعيلية
صلاح ذو الفقار هو أحد أبطال معركة الإسماعيلية في 25 يناير 1952 والتي ظهر فيها بسالة وشجاعة رجال الشرطة المصرية ضد المحتل البريطاني.
في ذلك اليوم تحديداً تم حصار قسم الشرطة الصغير المجاور لمبنى محافظة الاسماعيلية من قبل قوات الجنرال البريطاني أكسهام ومعه 7000 جندي إنجليزي مزودين بالأسلحة والدبابات ومدافع الميدان بينما كان عدد الجنود والضباط المصريين لا يزيد عن 800 جندي في الثكنات و 80 جندي داخل مبنى القسم والمحافظة مزودين بتسليح ضعيف لا يتعدى البنادق القديمة.
رغم ذلك صمد رجال الشرطة في تلك المعركة وقاوموا بشجاعة واستشهد منهم 50 جندي وبقي 30 آخرون على قيد الحياة لكن مصابون ورغم ذلك يقاومون القصف حتى نفذت ذخيرتهم.
بعد إنهيار جدران القسم ومبنى المحافظة طلب الإنجليز من الجنود والضباط المصريين الخروج من القسم مستسلمين رافعي الأيدي، إلا أنهم رفضوا الاستسلام وقرروا المقاومة لآخر قطرة دماء وصنعوا بشجاعتهم ملحمة فداء ووطنية في حب مصر وكان صلاح ذو الفقار الضابط الصغير أحد الضباط الصامدون بتلك الموقعة الشهيرة عام 1952.
العدوان الثلاثي
عند قيام العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956، أخذ صلاح ذو الفقار زمام المبادرة بقيادة 19 من طلابه في أكاديمية الشرطة وتطوعوا كقوات كوماندوز لمقاومة الهجوم الثلاثي للجيوش البريطانية والفرنسية والإسرائيلية.
وحصل صلاح ذو الفقار على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر تقديرًا لدوره الوطني.