أشادت غيتا غوبيناث، النائبة الأولى للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي، بالأداء الجيد الذي حققته الأسواق الناشئة في السنوات الأخيرة، على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، مثل رفع أسعار الفائدة وارتفاع أسعار الطاقة.
عوامل صمود الأسواق الناشئة:
أوضحت غوبيناث، خلال جلسة حوارية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن صمود هذه الأسواق يعود إلى عدة عوامل رئيسية، من بينها:
الاستثمارات طويلة الأجل: تُساهم هذه الاستثمارات في تعزيز النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
السياسات النقدية السليمة: تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
تنظيم القطاع المالي: يُساعد على الحد من المخاطر المالية.
عدم الإفراط في الاقتراض بالعملة الأجنبية: يُقلل من التعرض لمخاطر تقلبات أسعار الصرف.
وأشارت إلى أنه على الرغم من رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 450 نقطة أساس خلال جائحة كوفيد-19 وارتفاع أسعار الطاقة، لم تشهد الأسواق الناشئة الاضطرابات المتوقعة.
تحديات مستقبلية:
مع ذلك، حذرت غوبيناث من وجود “رياح معاكسة مهمة للغاية” تواجه الأسواق الناشئة في المستقبل، من بينها:
ارتفاع تكاليف الاقتراض: يُمكن أن يُؤثر على قدرة هذه الأسواق على تمويل مشاريعها.
قوة الدولار الأمريكي: يُمكن أن يُؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية في هذه الأسواق.
التغيرات في السياسة التجارية العالمية: تتطلب من هذه الأسواق التكيف معها.
وشددت على ضرورة أن تُعزز الأسواق الناشئة قدرتها على التكيف مع هذه الصدمات.
انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي:
أشارت غوبيناث إلى انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصادات الناشئة مقارنة بالعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث انخفض النمو من حوالي 3.6% إلى 1.8% منذ الجائحة، وعزت ذلك إلى تباطؤ نمو الإنتاجية واستثمارات القطاع الخاص، مستثنيةً من ذلك السعودية والمكسيك وعددًا قليلاً من البلدان.
دعوة إلى الإصلاحات الهيكلية:
اختتمت غوبيناث حديثها بالتأكيد على حاجة الأسواق الناشئة إلى “الاستثمار في الإصلاحات الهيكلية التي تباطأت منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين”، وبناء أسواق رأس مال عميقة، وتشجيع الابتكار والقطاع الخاص، معتبرةً أن هذه الاستراتيجية هي “أفضل طريقة لبناء القدرة على الصمود أمام الرياح المعاكسة التي تواجه هذه البلدان”.
رفع صندوق النقد الدولي تقديرات نمو الاقتصاد العالمي بشكل طفيف في تقرير “آفاق الاقتصاد العالمي” الأخير.
أوصى صندوق النقد الدولي بتصحيح أسعار الفائدة والسماح بمرونة أسعار الصرف في البلدان ذات أسواق النقد الأجنبي العميقة ومستويات الدين المنخفضة بالعملة الأجنبية.
شدد صندوق النقد الدولي على أهمية مواجهة التحديات المشتركة، مثل تغير المناخ والتغير التكنولوجي السريع.