صور وفيديوهات من غرف لاعبي أولمبياد باريس تفضح التنظيم السيئ
د سامح توفيق
بعد حفل الافتتاح الذي أثار موجة من الانتقادات لتعديه على الذوق العام وتشويه الرموز الدينية، عاد الجدل من جديد حول الأسرّة المخصصة للرياضيين خلال فترة مشاركتهم في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، لتشتعل أزمة من نوع مختلف فتنتشر سريعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الأسرّة المصنوعة من الورق المقوى
أظهرت مقاطع الفيديو التي شارك بها بعض الرياضيين متابعيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محتويات الغرف التي يقيمون فيها خلال دورة الألعاب الأولمبية الجاري انعقادها في العاصمة الفرنسية باريس، وكشفت اللقطات المصورة أن قواعد الأسرّة مصنوعة من الورق المعاد تدويره، والذي سيتم إعادة تدويره من جديد عقب انتهاء الألعاب، وتقرر أن ينام كل رياضي في سرير فردي، بواقع اثنين أو ثلاثة داخل غرفة واحدة في مجمّع جديد بالقرية الأولمبية والذي يقع بالقرب من الملعب الرئيسي لألعاب القوى في ضاحية شمال باريس، وفقًا لما وكالة «فرانس برس» التي أوضحت على لسان المتحدّث باسم الأوليمبياد أن اختيار هذه الأسرّة يرتبط في المقام الأول بضمان الحد الأدنى من التأثير البيئي السلبي، والحفاظ على اللياقة البدنية مشددًا على أن جودة الأثاث اختُبرت بدقة لضمان صلابتها وملاءمتها لجميع الرياضيين الذين يستخدمونها على تنوع أجسادهم واختلاف بنيتهم العضلية.
أزمة في غرف النوم
الأسرّة التي تنتجها الشركة اليابانية «إيرويف» استخدمت سابقًا في أوليمبياد طوكيو 2020، وصُمّمت لمنع أكثر من شخص من النوم في سريرٍ واحد، ما يعني أنها لا تسمح للرياضيين بممارسة الجنس خلال فترة مشاركتهم بالأولمبياد، لكن البعض اعتبر الأمر يهدف إلى ما هو أبعد من ذلك، وراحوا يوثقون غرفهم بمقاطع فيديو أظهرت المعاناة التي يعتقدون أن التنظيم الفرنسي مسئول عنها، كأن يوجهوا عدسات الكاميرا صوب نوافذ الغرف التي لا تحتوي على ستائر، مما يتيح رؤية واضحة داخلها دون مراعاة للخصوصية، وشاركت احدى لاعبات الخماسي «شاري هوكينز» متابعيها على موقع «تيك توك» بمقطع فيديو تصور فيه نفسها وهي تصنع ستارة مؤقتة من بطانية.
وبحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي، اختار عدد من الرياضيين المشاركين في دورة الألعاب الأوليمبية باريس 2024 مغادرة القرية الأوليمبية وحجز فنادق قريبة بسبب سوء الغرف المجهزة لاستقبالهم، فيما استعرض آخرون قسوة الأسرة المصنوعة من الورق المقوى في فيديوهات ساخرة عبر حساباتهم على «إنستجرام»، إذ قالت لاعبة كرة الماء الأسترالية «ماتيلدا كيرنز» إنها حصلت على تدليك لإزالة الضرر الناتج عن النوم على تلك الأسرّة التي وصفتها بأنها «صلبة كالصخر».
لا وسيلة للتغلب على درجات الحرارة المرتفعة
كل هذا قد يبدو تافهًا إلى حد ما، ولكن بالنسبة للرياضيين الذين هم على وشك المنافسة في واحدة من أهم المسابقات الدولية في حياتهم، يصبح الحصول على نوم جيد بمثابة الأساس الذي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في أدائهم، إلا أن هذه الميزة ممنوعة هي الأخرى على المشاركين بدورة أولمبياد باريس 2024؛ إذ بلغت درجات الحرارة ليلاً في القرية الأولمبية مستويات قياسية علماً بأن منظمي المحفل الرياضي الضخم أعلنوا مسبقاً أنه لن يكون هناك تكييف هواء في غرف الرياضيين، وكان من المفترض أن تكون هذه خطوة نحو ألعاب أكثر استدامة، على الرغم من أن بعض اللجان الأوليمبية الوطنية، بما في ذلك اللجنة الأولمبية والبارالمبية الأمريكية، استجابت للشكاوى من خلال دفع تكاليف جلب أجهزة تكييف الهواء الخاصة بها، وفقاً لموقع «أكسيوس» الذي علق من خلاله لاعب الجمباز الأمريكي «آشر هونج» ساخراً عند سؤاله عن الوحدة المكونة من أربع غرف نوم وحمامين والتي يتقاسمها مع زملائه في القرية: «الحمد لله أنهم أحضروا أجهزة التكييف، الهواء ساخن للغاية ولا يوجد دوران للهواء هناك».
وبخلاف المشكلات التي تواجه المشاركين بفعل سوء التنظيم، تتعرض العاصمة الفرنسية لهجمات تخريبية أدت إلى انتشار قوات ضخمة من رجال الشرطة بعد ساعات من تعطيل شبكة القطارات فائقة السرعة في البلاد، كما شهدت باريس أمطارًا متقطعة في وقت سابق، وتوقع خبراء الأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة لدرجة أن أحدهم وصف الأمر بـ«الكارثة» بالنسبة للحفل الذي يقام في الهواء الطلق.