«غزوة 7 أكتوبر» فتحت الأبواب لحرب غزة الخامسة، وهذه بدورها فتحت النوافذ لحرب بين القوات الإسرائيلية مضافا لها هجمات عسكرية من المستوطنين اليهود وجماعات مسلحة فلسطينية فى الضفة الغربية. ولكن حرب استنزاف أكبر من ذلك جرت على الحدود اللبنانية حيث قوات حزب الله فى ناحية والجيش الإسرائيلى فى ناحية أخرى. ولأسابيع قليلة بدا الأمر هنا مقيدا بحيث يشن الحزب هجمات محدودة على شمال إسرائيل تكفى لتأكيد مساندتها حماس فى مواجهتها مع إسرائيل، وبالقدر الذى تريده إيران. لم يسلم الأمر من هجمات إسرائيلية على مواقع إيرانية فى سوريا، وعدد من الرشقات الصاروخية من سوريا على إسرائيل. قبل أن ينتهى العام الحالى كانت حرب غزة قد اتسعت، وأصبح الحديث عن تهجير الفلسطينيين، أى نكبة أخرى، أكثر جدية.
دقت طبول الحرب عالية عندما شنت جماعة الحوثيين هجماتها الصاروخية فى اتجاه ميناء إيلات، وعندما ظهر أن المسافة البعيدة جعلت الصواريخ والطائرات المسيرة تسقط فى مصر، فإن الجماعة بدأت فى مهاجمة السفن العابرة فى البحر الأحمر مدعية أنها ذاهبة إلى إسرائيل دون تحقق من أن أغلبيتها تذهب إلى قناة السويس. وفى الحرب تختلط أمور ومنها أن عواقبها لا تكون واضحة حيث أقامت الولايات المتحدة تحالفا بحريا لحماية الملاحة فى البحر مستخدمة استراتيجية دفاعية تقوم على مقاومة الصواريخ والطائرات المسيرة. المرجح أن وجود حالة الحرب هذه سوف تقف فى وجه عبور السفن التى تخشى المغامرة. ساعتها لن يكون هناك خيار من ضرب مصادر إطلاق الصواريخ وقواعد إطلاق المسيرات؛ وإذا ما زاد العدد لا يكون هناك مفر من الهجوم على صنعاء حيث الحوثيين، وميناء الحديدة حيث يأتى العون من إيران. ساعتها يرفع حزب الله مساحة الحرب، فتقوم إسرائيل بتدمير بيروت كما فعلت فى غزة. الحريق بعد ذلك سيكون ممتدا إلى بقية الإقليم ما لم تنجح قوى أخرى فى وقف طبول الحرب، وإطلاق نغمات السلام!.
* نقلا عن: عبد المنعم سعيد