تحتل فصائل المعارضة التشادية مناطق من جنوب البلاد، حتى إنّ بعضها انخرط في الصراع الليبي
كان رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، اليوم الأربعاء، قد أمر الجيش باتخاذ إجراءات فورية لتأمين الحدود الجنوبية للبلاد والتعامل مع أي أهداف معادية.
جاء ذلك في بيان للمجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش، على خلفية اندلاع مواجهات مسلحة في تشاد قادتها فصائل المعارضة التشادية المتمركزة في الجنوب الليبي أدت إلى مقتل رئيس تشاد، في مؤشر على مخاوف ليبية من تداعيات الوضع في هذا البلد الحدودي على الأوضاع الأمنية الهشة في الجنوب الليبي الذي يعيش فراغا أمنيا كبيرا وتنشط فيه عدد من حركات المعارضة التشادية المسلّحة.
وطلب المجلس الرئاسي من كافة الوحدات العسكرية المتواجدة في الجنوب إبلاغه بتطورات الأوضاع لحظة بلحظة، داعيا إلى ضرورة مراعاة أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد للتعامل مع أي طارئ في حينه.
أتى ذلك، بعد ساعات من بيان مماثل للبرلمان الليبي بصفته القائد الأعلى للجيش، طالب فيه الحكومة بـ”اتخاذ إجراءات عاجلة” لحماية الحدود الجنوبية للبلاد. وقال البرلمان، إنه “يتابع الأحداث المتسارعة التي تمرّ بها دولة تشاد الجارة، وما قد يترتب عليها من زعزعة للأمن أو عمليات نزوح في المنطقة”، داعيا جميع الجهات المختصة “اتخاذ كلّ الإجراءات العاجلة والحازمة من أجل تأمين وحماية البلاد وحدودها الجنوبية، وصون سيادتها”.
وتقلق فصائل المعارضة التشادية ليبيا، فهي تحتل مناطق من جنوب البلاد، حتى إنّ بعضها انخرط في الصراع الليبي وتمكن من تكديس الأموال والأسلحة والعتاد العسكري، ومن أبرزها: – المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية وهو يتمركز في عدة مواقع جنوب سبها، ويزعم قادته أن لديهم قوات من الأفراد تصل لأربعة آلاف فرد منشقين عن نظام “إدريس ديبي”، خصوصا من قومية (الدازقرا)، يترأس مجلس قيادتها “أبكر شريف عيسى”.
جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد: تتمركز حاليا في عدة مواقع بالقرب من سبها وفي عمق الجنوب في بلدة “أم الأرانب”، يقودها مهدي علي محمد والجنرال محمد نوري، وهو زعيم شهير للمعارضة التشادية كاد يستولي على أنجامينا في 1998، كما أنه وزير سابق ينتمي لقبائل “أناكزة” المنتمية لشعب “الدازقرا” الذي يعتبر شعب التبو أحد فروعه.
تجمّع القوى من أجل التغيير في تشاد: هو إحدى حركات المعارضة التشادية المسيطرة على جنوبي ليبيا، ولها مواقع في جنوب سبها ويغلب عليها الانتماء القبلي من خارج قومية (الدازقرا) وتحديدا القوميات التشادية المنتشرة في شرق تشاد، وأهمها (الزغاوة) التي ينتمي إليها زعيم هذه الحركة الجنرال تيمان أردمي، وهو واحد من أشهر قادة المعارضة التشادية. شغل قبل تمرّده منصب مدير مكتب الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي تربطه به صلة رحم، كاد ينجح التحالف الذي أنشأه مع الجنرال محمد نوري في إسقاط حكم إدريس ديبي في 1998.
الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد: تتكوّن من شعب التبو تأسست في جبال “التو” أو “تيبستي”، انتقلت أغلب كوادرها للعمل في جنوب ليبيا كنشطاء تبو، يزعمون أنهم ليبيون، وكثير ممن يتصدرون واجهة التبو في الجنوب المحتل هم عناصر بارزون في هذه الجبهة وكانت الحكومة الليبية قد سجنت أكثرهم بطلب من الحكومة التشادية التي طالبت بتسليمهم في التسعينات. وقادت كل هذه الفصائل التحركات ضد نظام الرئيس إدريس ديبي واتخذت من الجنوب الليبي منطلقا لهجماتها، وتثير إمكانية خسارتها لهذا الهجوم وفشلها في السيطرة على العاصمة أنجامينا مخاوف من عودتها إلى مناطق الجنوب الليبي وجعلها نقطة انطلاق له، في الوقت الذي تسعى فيه ليبيا إلى توحيد صفوفها وتحتاج فيه إلى الاستقرار الأمني والسياسي.