اختتمت عملاقة السيارات اليابانية (تويوتا) عام 2023 على فضيحة مدوية بعد الكشف عن قيام علامتها الشهيرة (دايهاتسو) بتزوير نتائج اختبارات السلامة لمركباتها على مدى أكثر من 30 عاماً، ما دفع العلامة لتعليق إنتاجها في جميع مصانعها باليابان.
وأوضح المتحدث باسم (دايهاتسو) لشبكة CNN أن الشركة، المعروفة بتصنيع سيارات الركاب الصغيرة، أوقفت الإنتاج في جميع مصانعها اليابانية الأربعة بدءاً من الثلاثاء الماضي، بما في ذلك المصنع الكائن بمقرها الرئيسي في أوساكا.
ووفقاً للمتحدث، سيستمر الإغلاق حتى نهاية يناير كانون الثاني على الأقل، ما يؤثر على ما يقرب من 9000 موظف يعملون في وحدات الإنتاج المحلية.
دايهاتسو تهز عرش تويوتا
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تكافح فيه شركة دايهاتسو لتدارك تداعيات فضيحة السلامة المتصاعدة التي «هزت أسس الشركة» على حد وصف (تويوتا).
فخلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، أنتجت (دايهاتسو) نحو 1.1 مليون مركبة، تم تصنيع 40 في المئة منها في وحدات إنتاج خارجية، وباعت الشركة ما يقرب من 660 ألف مركبة في الأسواق العالمية خلال الفترة ذاتها، ما يمثل 7 في المئة من إجمالي مبيعات (تويوتا)، وفقاً لما أوردته رويترز.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة دايهاتسو أن لجنة خارجية مستقلة وجدت أدلة على التلاعب في نتائج اختبارات السلامة لنحو 64 طرازاً من المركبات، بما في ذلك تلك التي بيعت تحت علامة تويوتا التجارية.
ونتيجة لذلك، قالت دايهاتسو إنها ستعلق مؤقتاً جميع شحنات السيارات المحلية والدولية للتشاور مع السلطات بشأن كيفية استئناف المبيعات.
مخالفات التصنيع ومعايير السلامة
وكشف تقرير اللجنة عن مخالفات تتعلق باختبارات السرعة والوسائد الهوائية المخصصة لحماية السائق وركاب المقعد الأمامي عند الاصطدام، بالإضافة لعدم الامتثال للمتطلبات التنظيمية لحالات الاصطدام الجانبي.
ورصدت اللجنة 174 حالة أخرى لتلاعب دايهاتسو بالبيانات أو الإدلاء ببيانات كاذبة أو التلاعب بالمركبات ذاتها لاجتياز اختبارات السلامة.
وتشكل هذه الفضيحة ضربة جديدة للشركة التي اعترفت في أبريل نيسان الماضي بانتهاك معايير اختبارات التصادم لأكثر من 88 ألف سيارة، بيع معظمها تحت علامة تويوتا في دول مثل ماليزيا وتايلاند.
وفي شهر مايو أيار، أعلنت (دايهاتسو) عن اكتشاف المزيد من المخالفات، معترفة بتقديم بيانات غير صحيحة بشأن اختبارات التصادم لاثنتين من السيارات الكهربائية الهجينة، وقالت الشركة في ذلك الوقت إنها توقفت عن شحن وبيع تلك النماذج.
سمعة تويوتا تحت التهديد
ويهدد التحقيق ليس سمعة (دايهاتسو) فقط بل شركتها الأم أيضاً، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها (تويوتا) لاتهامات تتعلق بمعايير السلامة.
ففي عام 2022، اعترفت شركة (هينو) التي تبيع طرازات تحت علامة (تويوتا) بتزوير بيانات تتعلق بالمحركات منذ عام 2003، ما أدى لاستقالة بعض قيادات الشركة وخفض رواتب البعض الآخر.
ورداً على الأحداث الأخيرة، وعدت (تويوتا) بإجراء تغييرات جذرية على شركتها التابعة (دايهاتسو)، قائلة في بيان لها الأسبوع الماضي إن «هناك حاجة إلى إصلاح جذري لتنشيط دايهاتسو».
وقالت تويوتا، «ستكون هذه مهمة بالغة الأهمية ولا يمكن إنجازها بين عشية وضحاها»، مضيفة أنها ستتطلب مراجعة شاملة للإدارة والعمليات وكيفية هيكلة الوحدة.
وأضافت (تويوتا) أنها تدرك جيداً أن إهمال دايهاتسو في الالتزام بمعايير الاعتماد قد هز الثقة في المؤسسة كشركة مصنعة للسيارات.