بلمسات لها مفعول السحر، نجح فنان ياباني في جعل الصور القديمة أكثر إثارة، فكل صورة بمثابة لغز يحاول فكه وتركيبه برؤيته الخاصة.
يأخذ الفنان الياباني كينسوكي كويكي المقيم في البندقية، صورًا قديمة من متاجر وأسواق السلع المستعملة ويقطعها بدقة باستخدام شفرة صغيرة لإعادة ترتيب عناصرها، مما ينتج عنها نتائج مرحة ومذهلة في كثير من الأحيان.
قد يتم إزالة رأس الشكل ووضعه بجانبه، أو تشويه ملامحه، وتصبح الوجوه أنماطًا ماسية، أو حلقات، أو بوابات؛ الأزواج الذين يحدقون في بعضهم البعض يتبادلون أعينهم.
ويوضح الفنان أن القاعدة الوحيدة التي يعمل بها هي “لا أكثر ولا أقل”، مما يعني أنه يجب عليه استخدام جميع أجزاء الصورة الأصلية، ولا يضيف أي شيء جديد.
وغالبًا ما تعرض صور الاستوديو والبطاقات البريدية الرسمية التي يعمل بها صورًا رومانسية لامعة لأزواج مجهولين.
تبديل شفاه زوجين
ففي إحدى هذه البطاقات البريدية، التي اكتشفها أثناء إقامته في نابولي، تظهر امرأة مستلقية بشعرها المموج بأصابعها في العشرينيات من القرن الماضي تنظر بشغف إلى شريكها الذي يقبلها. مع شفاههما المتجمدة على بعد بوصات فقط من بعضهما البعض، قطع الفنان كويكي لوحة واحدة تمتد من الفم إلى الفم وقلبها، بحيث أصبح فمها على وجهه، وأصبحت شفتيه الرفيعة، على وجهها.
ويوضح “كويكي” في تصريحات نقلتها شبكة “سي إن إن” أنه يريد ببساطة إضفاء طابع من المرح على مثل هذه التعبيرات الجادة، لكن التعديل على الصورة بسيط بشكل خادع، حيث يخفي عملية معقدة تستغرق أسابيع تتضمن قيام كويكي بعمل ما يزيد عن 100 تغيير على نسخ الصورة قبل اختيار الاتجاه النهائي على الصورة الأصلية.
تجربة عشرات المرات
فيقول: “ليس لدي سوى فرصة واحدة لقص الصورة الأصلية. لذا قبل أن أقطع، أقوم دائمًا بإجراء العديد والعديد من الاختبارات من قبل”، موضحا أن “كل شيء يجب أن يكون مثالياً. في بعض الأحيان يكون الأمر مجرد (قطع) سطر واحد، لكن بالنسبة لي، الأمر عاطفي للغاية”.
وفي تجربة مشابهة، أقدم على تبديل وجوه الزوجين أو أجزاء الجسم، لكنه في النهاية قلص تعديلاته إلى تلك التفاصيل الصغيرة الفردية، وهي العملية التي أظهرها في مقطع فيديو شهير على إنستجرام.
وبينما يعمل على صورة بشكل متكرر، قال كويكي إنه يجد نفسه يخلق قصصًا عن حياة الأشخاص في الصور، على الرغم من أنه يحافظ على خصوصية تلك التأملات.
50 ألف صورة
ويوضح أن صور الجالسين غير المعروفين غالبًا ما لا تكون مرغوبة من قبل جامعي الصور القديمة، وتفقد هوياتهم في مبيعات العقارات وإعادة بيعها، مشيرا إلى أنه لا يريد أن تختفي الصور، لذلك يمنحها حياة أخرى في الاستوديو الخاص به.
وأضاف أنه بعد التردد على العديد من متاجر التوفير نفسها على مدى بضعة أشهر، لاحظ أصحابها اهتمامه بالصور وبدأوا في التواصل معه لعرض مخزونهم من الصور القديمة.
وبينما يعمل فقط مع حوالي 10 صور فوتوغرافية في السنة، فإنه يمتلك الآن حوالي 50 ألف صورة في حوزته. فيقول: “لا أستطيع أن أقول لا أبداً”.