مقالات وأراء
قراءات بعد انتهاء القمة الروسية الإفريقية الثانية
هل تنجح روسيا في مد نفوذها في إفريقيا ؟
كتب _ محمد مهدي
بعد انتهاء أعمال القمة الروسية – الإفريقية في مدينة سان بطرسبورغ راودني سؤالا جوهريا : «هل استطاع الرئيس فلاديمير بوتين، كسب ود جميع الزعماء الأفارقة ، أو أن ما دار من مباحثات أثبتت أن روسيا لا تختلف كثيراً عن الولايات المتحدة الأمريكية من حيث اتباع سياسة الفكر الفلسفي ذاته وهو مبدأ الذرائعية أو البراغماتية».
ومن المعلوم أن القمة الثانية تختلف عن القمة السابقة في2019 فلم يكن حينها حربا مثيرة قائمة من دون حسم منذ نحو عام ونصف، وتوترات عالمية بشأنها قسمت العالم إلى قسمين ما بين مؤيد لبوتين ومابين معارضا له .
كما أن الانسحاب الروسي من اتفاقية الحبوب وجه ضربة قوية للدول الإفريقية، لا سيما الدول المحتاجة للقمح .
ولو تمعنا في أعمال هذه القمة على مستوى مشاركة الرؤساء وقادة الدول؛ سنجد أن العدد لم يزد عن 27 رئيس دولة فقط، في مقابل 43 رئيساً في قمة 2019،وهوالأمر الذي فتح باب الجدال حول نجاح الضغوطات الأميركية والأوروبية، لفك ارتباط التعاون الروسي – الإفريقي، أو ربما ارتاب القادة الأفارقة من سياسات روسيا القادمة وهو الأمر الذي دفع موسكو بالفعل لاتهام الولايات المتحدة بالسعي لإفشال القمة.
وتسعى روسيا لتنشيط دبلوماسيتها العالمية، وتجديد صداقاتها القديمة، بل اكتساب جدد، وبخاصة في ظل حالة الحصار الخانقة التي تعانيها لا سيما القارة الإفريقية، الموضع المرجح لأن تكون منطقة نفوذ جديدة، تسعى فيها لاستغلال مربعات النفوذ التي خسرتها واشنطن فيها معولة أيضا على اضمحلال النفوذ الأوروبي هناك كما حدث لفرنسا في النيجر منذ أيام.
روسيا يهمها أولا الحصول على الموارد الطبيعية المتوافرة في ربوع القارة الإفريقية، وثانياً تصريف منتجاتها العسكرية ناهيك عن الحصول على أكبر عدد ممكن من عقود البنية التحتية في دول تحتاج لعقود طويلة لإعادة تأهيلها مدنياً.
وسيعول بوتين في ذلك على الجذور القوية التي غذاها ونماها الاتحاد السوفيتي من خمسينات القرن الماضي حتى التسعينات .
ونرجع إلى اتفاقية الحبوب التي تؤثر على مسيرة الحياة الإنسانية والاقتصادية لعدد بالغ من الدول الأفريقية، تعتمد على تلك الحبوب المستوردة من أوكرانيا بنوع خاص.
ففي تعليق بوتين على تأثيرات الانسحاب من اتفاقية الحبوب على الأفارقة، حاول بوتين التخفيف من وقع المشهد؛ إذ عدّ أن الصفقة لم تجلب الكثير للأفارقةوأشار إلى أن موسكو قادرة على مد دول إفريقيا بالحبوب والقمح، وربما ستفعل ذلك مجاناً لست دول تعد الأفقر إفريقياً خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر.