قرار «فيتش» بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة مرفوض
رفض البيت الأبيض، قرار وكالة فيتش، خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، بعدما اتّخذت الوكالة الخطوة على خلفية الخلافات المتّصلة برفع سقف الدين العام. قرار يخالف الواقع، هكذا علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار على القرار، وقالت: «نرفض بشدة هذا القرار»، مضيفة أن خفض تصنيف البلاد في حين حقق الرئيس جو بايدن أقوى تعاف اقتصادي بين كل الاقتصادات الكبرى في العالم، أمر «يخالف الواقع».
وفي السياق ذاته، عارضت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بشدة قرار وكالة فيتش حول خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من “إيه إيه إيه” إلى “إيه إيه +” بسبب خلافات متكررة تتعلق بسقف الدين العام.
وقالت يلين في بيان “أختلف بشدّة مع قرار فيتش بشأن التصنيف الائتماني”، معتبرة أن التغيير الذي أعلنته الوكالة كان “تعسفيا ويستند إلى بيانات قديمة”.
وخفّضت وكالة فيتش التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من “ايه ايه ايه” إلى “ايه ايه +”، مشيرة إلى عوامل تشمل “تآكل الحوكمة” خلال العقدين الأخيرين بعدما شهدت البلاد بشكل متكرر خلافات على صلة برفع سقف الدين العام.
فيتش وتدهور الوضع
وجاء في بيان لفيتش أن “خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يعكس التدهور المتوقع للمالية العامة خلال السنوات الثلاث المقبلة، والعبء المرتفع والمتزايد للدين العام الحكومي، وتآكل الحوكمة.
سوق الأسهم الأمريكية تشهد أسوأ كوابيسها عقب صدور تصنيف وكالة فيتش
اصطدمت الأسهم الأميركية بعد صعود بلغ 6.5 تريليون دولار هذا العام ببيانات سوق العمل وزيادة إصدار سندات الخزانة وبعد يوم واحد فقط من تخفيض وكالة فيتش التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.
انخفضت أسعار الأسهم على جميع الأصعدة
خيث سجل مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″ أسوأ أيام التداول منذ أبريل الماضي. وهبط مؤشر “ناسداك 100″، الذي يعطي وزنا نسبيًا أعلى لأسهم التكنولوجيا، بنسبة 2% بعد صعوده مدعوما بهوس الذكاء الاصطناعي. وقفز “مؤشر الخوف” في وول ستريت، أو مؤشر التقلب “VIX” بأعلى نسبة له منذ ما يقرب من خمسة أشهر. وسجلت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أعلى مستوى لها منذ نوفمبر، فيما ارتفع الدولار أمام جميع أقرانه من عملات الدول المتقدمة.
وول ستريت وما يحدث في سوق أوراق الدخل الثابت
وقال إدوارد مويا، محلل أول السوق للأميركتين بشركة “واندا”: “لا تستطيع وول ستريت تجاهل ما يحدث في سوق أوراق الدخل الثابت بينما ترتفع عوائد سندات الخزانة. فمستثمرو الأسهم يستخدمون هذا الصعود في عوائد السندات وبعض التوتر قبل إعلان (أبل) و(أمازون) أرباحهما كفرصة لجني بعض الأرباح”.
بالنسبة إلى دان وانتروبسكي من شركة “جاني مونتغمري سكوت” (Janney Montgomery Scott)، تشهد سوق الأسهم “تدعيما على مستوى عال” بعد صعود تضمن حالات تشبع شرائي، ومشاعر تفاؤلية ونطاق حركة ضيق بوجه عام. وهو يتوقع أيضا مزيدًا من التقلب على مدى عدة أشهر قادمة، يفجره عدد من المؤثرات المحتملة مثل سياسة الاحتياطي الفيدرالي، وتقلب أسعار الفائدة، ونقص السيولة.
ومع تراجع السندات، كان لدى وول ستريت شيء آخر يدعو للقلق – منحنى عائد أكثر حدة – مع ارتفاع أسعار الفائدة على السندات طويلة الأجل بشكل أسرع من تلك ذات آجال الاستحقاق قصيرة الأجل.
وكلما انحدر منحنى العائد بالولايات المتحدة بشكل كبير من موقف مقلوب على مدى السنوات الـ50 الماضية، أعقبه انخفاض كبير في سوق الأسهم، وفقا لمات مالي من شركة “ميلر تاباك”.
وقال مالي: “مع وضع ذلك في الاعتبار، لا نشعر بالقلق بشأن تأثير التخفيض. هناك بعض التطورات التي يجب القلق بشأنها، بما في ذلك الارتفاع الأخير في عوائد سندات الخزانة. إن انحدار منحنى العائد – من مركز مقلوب – له تأثير هبوطي وليس صعوديا لسوق الأسهم”.
كما أدى انحدار منحنى العائد إلى تمديد الاتجاه منذ أن فاجأ بنك اليابان الأسواق الأسبوع الماضي بتعديل السياسة النقدية.
وعند 4.88% تكون عوائد السندات لأجل عامين أعلى بمقدار 80 نقطة أساس من تلك الموجودة على السندات لأجل 10 سنوات. هذا مقارنة بفجوة قدرها 102 نقطة أساس قبل أسبوعين.