قصاقيص “مروة طلبة”: إعرف من تواجه
قبل الثورة اليهودية وهدم الهيكل الثاني منحت مقاطعة يهوذا وضع الأفضلية في الإمبراطورية الرومانية لأن اليهود سكنوا أيضا في أماكن متفرقة من الإمبراطورية الرومانية وكانوا يقرضون الناس بالفائدة فشكلوا مجموعات ضغط أثرت في الأنشطة التجارية في جميع أنحاء الإمبراطورية.
القصقوصة السادسة والعشرون
لكي نتأكد من وضع اليهود في العالم خلال وجود الهيكل الثاني لنقرأ ما كتبه المؤرخ الألماني (تيودور مومسن) صاحب المؤلف المعمق بعنوان الإمبراطورية الرومانية الذي نال عليه جائزة نوبل كتب يقول: كان يوليوس قيصر كما كان الإسكندر المقدوني, على صواب تماما عندما رأى ضرورة تسهيل تطور اليهودية وإذا كان الإسكندر قد وضع أسس جاليتي الإسكندرية ويهوذا، وقد قدم لأمة اليهود ما لا يقل عما قدمه ملكها داوود بتشييد هيكل أورشليم،
أما يوليوس قيصر – بدوره – ساعد اليهود في روما وفي الإسكندرية وذلك بمنحهم شتى التسهيلات والامتيازات وضمن لهم حماية عبادتهم من هجمات الكهنة الرومان والإغريق،
القصقوصة السابعة والعشرون
الموسوعة اليهودية جاء فيها أن بطليموس الثاني ( فيلادلفوس) أهدى هيكل أورشليم طاوله ذهبية وأواني ذهبية فاخرة أما سلوقس الرابع كغيره من الحكام الهلينيين خصص أموالا ذهبت لقرابين الهيكل.
كما أهدى أنطيوخوس الثالث عشرين ألف شيكل للهيكل لغرض الأضاحي وكمية كبيرة من الحبوب والطحين.
أما حكام روما على مر السنوات أرسلوا إلى الهيكل كل ما يمكن من الهبات.
كل ذلك لأن اليهود كانوا قد تحكموا في الاقتصاد والتجارة في الأقاليم فقد كان هناك لوبي منظم سكن الأماكن المهمة المتفرقة في الإمبراطورية الرومانية كانوا يقرضون الناس بالفائدة ويمارسون الربا ويقرضون الحكام،
كما كونوا شبكة معلومات عبقرية كانت تجمع المعلومات من جميع البلاد وتصبها عند حاخامات الهيكل في يهوذا لم تكن المعلومات فقط التي تصل إلى الحاخامات ولكن كان لا بد من جمع العشور والأموال لترسل إلى حاخامات الهيكل بعد استقطاع منها جزء لمن يقومون بالعمل بجمع الأموال والمعلومات في أماكنهم في الأقاليم نظير عملهم في الجمع ثم يبعث الباقي إلى الهيكل.
القصقوصة الثامنة والعشرون
الحاخامات
تعنى( الفقهاء ) ومعناها في اللغة العبرية الرجل الحكيم أو العاقل وكان هذا المصطلح يطلق على (المعلمين الفريسيين ) كلمة حاخامين وأخذت منها كلمة حاخام لتدل على المفرد وكان هذا اللقب لا يطلق إلا على الفقيه الذي تم ترسيمه في يهوذا ( فلسطين ) أما -باباي- فكانت تطلق على الفقهاء اليهود الذين تم ترسينهم بعيدا عن فلسطين، من كان يتم ترسيمه في العراق كانوا يسمون الشراح (أمورائيم) وكانوا يحملون لقب رأف لكن في الدولة العثمانية كانوا يحملون اسم ( حاخام باشا ) ومن الكلمات الأخرى التي تستخدم للإشارة إلى الحاخام في اللغة العربية كلمة (حبر ) وجمعها أحبار والربانى وجمعها (الربانيون ).
القصقوصة التاسعة والعشرون
عندما عاد اليهود من الأسر وضعت معايير تسمى
( كتسفوت)
المقابل لها في اللغة العربية ‘ الأوامر والنواهي
وتسفوت صيغة جمع مفردها فتسفاه وتشمل المتسفوت613 عنصرا منها 248 أمرا واجبا و365 نهيا والمتسفوت موجهة لليهود فقط فباقي أبناء نوح الغير يهود لهم وصايا خاصة بهم وبالطبع صنفت المتسفوت إلى أوامر ونواه توراتية وأخرى حاخاميه كما قسمت إلى أوامر ونواه أقل أهمية وأخرى أكثر أهمية.
أيضا صنفت إلى أوامر ونواه تفهم بالعقل أي عقلانية وأخرى موحى بها على الحاخامات فاليهود يؤمنون بأن الحاخامات يوحى إليهم فمصرح أن يكذب اليهودي على الله ( يهوه ) ولا يسمح بالكذب على حاخام كما يسمح أن يكذب اليهودي على توراة ولا يسمح أن يكذب على تلمود.
وضعت تصنيفات أخرى للمتسفوت على حسب ما يؤدى بالأعضاء وما يؤدى بالقلب.
بعض المتسفوت يصنف على حسب ما ينفذ في فلسطين ( أرتس يسرائيل ) وتلك التي تنفذ خارجها.
القصقوصة الثلاثون
سن البلوغ للصبي اليهودي عندما يبلغ ثلاثة عشر عاما ويوما يكلف بتنفيذ المتسفوت.
أما سن البلوغ للفتاة اليهودية عندما تبلغ اثني عشر عاما ويوما.
ومن هنا تأتى تسمية اليهودي الذي يبلغ سن التكليف في الدين اليهودي برمتسفاه،أما الفتاة فهي بت فتسفاه والنساء غير مكلفات بتنفيذ الأوامر خلال زمن محدد وهو ( أثناء فترة الحيض ) فتسقط عنها الأوامر كإقامة الصلاة مثلا وغيرها من الأوامر. وإن كن مكلفات بإقامة شعائر السبت، حتى خلال (فترة الحيض )،, كل من الذكور والإناث مكلفون بالنواهي في كل الأوقات فالنواهى لا تتوقف المرأة عن الابتعاد عنها خلال فترة الحيض.
القصقوصة الواحد وثلاثين
بعد العودة من السبي البابلي ظهر فريقان هما الصدوقيين والفريسيين وتذكر الأناجيل مرات عديدة أن المسيح كان في خلاف دائم معهم كان الصديقيون والفريسيين طوائف دينية يهودية كان كلا منهما من المفترض أن يكرم موسى والناموس وكان لكليهما قدر من السلطة السياسية وقد كان (السنهدريم ) الذي كان مجلسا يتكون من 70عضوا في إسرائيل القديمة يتكون من أعضاء من كلتا الغريقتين الصدوقيين والفريسيين.
وعندما شعروا بالخوف من المسيح من أنه أصبح يجذب الاهتمام من روما وبالطبع ذلك سيؤثر على وضعهم آنذاك وضعوا خلافاتهم جانبا واتحدوا وتآمروا على قتل المسيح ( يوحنا 11: 48 -50؛ مرقس 14: 53؛ 1: 15).