نقل و ملاحة

قناة السويس تستعد لعودة الخطوط الملاحية الكبرى مع تحسن الأوضاع في البحر الأحمر

مصر تُؤكد جاهزية قناة السويس لاستقبال حركة التجارة العالمية بعد اتفاق الهدنة

كتب: سامح توفيق

بحث الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، مع أرسينيو دومينجيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية (IMO)، الإجراءات اللازمة لبدء عودة الخطوط الملاحية الكبرى للعبور من قناة السويس، وذلك بالتزامن مع استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر وتنفيذ اتفاق الهدنة. جرى اللقاء في مقر الهيئة بمبنى الإرشاد في محافظة الإسماعيلية على هامش الزيارة الرسمية للأمين العام للمنظمة والوفد المرافق لافتتاح مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة في مصر.

جاهزية قناة السويس وعودة الملاحة:

أكد الفريق ربيع جاهزية قناة السويس للعمل بكامل طاقتها لاستقبال الخدمات الملاحية للخطوط الملاحية الكبرى، مع الاستعداد لعودة حركة التجارة العالمية تدريجيًا إلى مسارها الطبيعي عبر القناة. وأشار إلى استقبال القناة بالفعل لمجموعة من سفن الخط الملاحي CMA CGM ضمن الخدمة الملاحية EPIC على طريق التجارة بين جنوب آسيا وأوروبا اعتبارًا من 23 يناير.

تطوير الخدمات الملاحية:

أوضح الفريق ربيع استمرار قناة السويس في تقديم خدماتها الملاحية والبحرية بصورة طبيعية وتطويرها لتلبية متطلبات العملاء ومواكبة المستجدات في صناعة النقل البحري، من خلال استحداث خدمات جديدة مثل إصلاح وصيانة السفن، والإسعاف البحري، والتزود بالوقود، وجمع وإزالة المخلفات الصلبة، وتبديل الأطقم البحرية وغيرها.

مشروعات التطوير ورفع كفاءة القناة:

شدد رئيس الهيئة على نجاح قناة السويس في تكثيف جهودها للانتهاء من مشروع تطوير القطاع الجنوبي للمجرى الملاحي بشقيه، ليكون بمثابة صمام أمان إضافي يُساهم في رفع مستوى السلامة الملاحية وزيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بواقع 6-8 سفن إضافية. كما تطرق إلى انتهاء التجهيزات الملاحية اللازمة للتشغيل الفعلي لمشروع ازدواج القناة بالبحيرات المرة الصغرى، والذي يتضمن وضع الشمندورات والعلامات الملاحية، وإخلاء المجرى من الكراكات، وانتهاء تدريب مرشدي الهيئة على العبور الآمن في هذا القطاع. ومن المقرر بدء التشغيل الفعلي للمشروع خلال الربع الأول من عام 2025 بعد إصدار الخرائط الملاحية الجديدة من قبل شعبة المساحة البحرية بالقوات البحرية المصرية.

مبادرات القناة الخضراء وتحديث الأسطول:

أشار الفريق ربيع إلى التقدم الكبير الذي أحرزته قناة السويس نحو تنفيذ استراتيجيتها الطموحة لتصبح “القناة الخضراء”، من خلال بناء وحدات بحرية بتقنيات صديقة للبيئة وتحويل عدد من وحداتها للعمل بالوقود الحيوي، وتشغيل محطات الإرشاد بالطاقة النظيفة، وإضافة خدمات جديدة لدعم التخلص الآمن والمستدام من المخلفات البحرية. كما استعرض التطورات التي شهدها أسطول الوحدات البحرية للهيئة، بإضافة 27 لنش ألومونيوم، وبناء 29 قاطرة متنوعة الأغراض، منها قاطرات بقوة شد 70 و75 و90 و190 طن، بالإضافة إلى قاطرات صغيرة من طراز عزيمة.

دعم المنظمة البحرية الدولية:

أكد الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية ترحيب المنظمة بعودة الاستقرار في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، وما يستتبعها من عودة تدريجية للإبحار عبر قناة السويس، ما يُساهم في استقرار سلاسل الإمداد العالمية. وأشار إلى أهمية قناة السويس كممر عالمي لا غنى عنه، ودعا الخطوط الملاحية الكبرى وملاك ومشغلي السفن لإعادة تقييم جداول إبحارها تمهيدًا لعودتها التدريجية عبر القناة. وشدد على دعم المنظمة لتعزيز الإبحار في قناة السويس والطرق الملاحية القصيرة لتحقيق الكفاءة في استهلاك الوقود وخفض الانبعاثات الكربونية وضمان بيئة عمل مستدامة للبحارة. وأعرب عن توقعاته الإيجابية بعودة حركة الملاحة إلى طبيعتها في قناة السويس، نظرًا لعدم توافر بنية تحتية مُناسبة وارتفاع مخاطر السلامة الملاحية في الخيار البديل عبر طريق رأس الرجاء الصالح. وأشاد بالتطورات التي تشهدها قناة السويس على صعيد تطوير المجرى الملاحي والخدمات الملاحية واللوجستية، بما يتماشى مع توجهات المنظمة. وأشار إلى التعاون المستقبلي مع قناة السويس في برامج تدريبية متقدمة في مجال مكافحة التلوث.

جولة تفقدية:

شملت الزيارة تفقد مركز مراقبة الملاحة وأكاديمية التدريب البحري والمحاكاة ومتحف قناة السويس، والاطلاع على مستجدات العمل بمارينا قناة السويس لليخوت.    

 رئيس هيئة قناة السويس

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights