مقالات وأراء
“كان بالإمكان أفضل مما كان في الكان يا ڤيتوريا” …!!
قراءة سريعة في مباراة مصر وغانا ...

قراءة وتعليق وتحليل: د. محمد نجيب عبد الله ويفي

يقول بيل جيتس “علينا أن نتقبل الأخطاء ونتعلم منها، ولكن أيضًا علينا أن نحاول تجنبها في المستقبل” ولكن روي فيتوريا لا يعلم ذلك بالطبع لأنه كان مصرًا تمام الإصرار على تكرار ما أخطأ فيه مسبقًا بشكل أوشك أن يكون تحديًّا سافرًا للجميع ويعطي بعض المؤشرات المخيبة لي بشكل شخصي، ولكل المتابعين بشكل عام… ولندخل في الموضوع مباشرة ومن خلال عدة نقاط وتفصيلها..

السؤال هنا: ما هي الأدلة على تكرار الأخطاء؟
1- القائمة: لم يجر فيتوريا أي تعديل على قائمته لمباراة غانا، وهو ما يتنافى مع قوله مسبقًا أن لكل مباراة رجالها، ولكل مبارة قائمتها إلا لو كنت تعد مبادلة الرهينة مهند لاشين الذي لم يلعب المباراة الأولى بالرهينة محمود حمادة الذي لم يلعب المباراة الثانية تعديلًا في القائمة.. فقد نادى الجميع بضرورة انضمام (مظلوم فيتوريا) ياسر إبراهيم لا لقائمة المباراة فحسب ولكن رشحه، بل وطالب به الجميع لأن يكون أساسيًا كبديل عن أحمد حجازي (أحد أقل ثلاثة لاعبين في مباراة موزمبيق والذي أدى مباراة كارثية نافسه في سوء المستوى عندها الثنائي محمد حمدي صاحب المركز الثاني والنني صاحب المركز الثالث من حيث السوء بالطبع).
2- التشكيل: كانت المشكل كما قلنا في المباراة الأولى في أداء الكثير من اللاعبين ولكن على رأسهم الثلاثي (حجازي/ النني/ حمدي) كما أسلفت، وطالب جميع الخبراء بمشاركة الثلاثي فتوح / ياسر إبراهيم/ مروان عطية.. فماذا فعلت أيها الفيتوريا؟؟ سألعب بهم كأساسيين ولن أغيرهم إلا لو أرعدت السماء وحل الظلام وعصفت الرياح ودكت الزلازل واندلعت الأعاصير.. وهو ما حدث بالفعل فلم يتمكن فيتوريا سوى من تغيير النني فقط.. وكان تغييره الوحيد خارج الصندوق بإشراك تريزيجيه (أحد رباعي نجوم المباراة) الذي عوض خيبة الأمل التي أصبنا بها من مستواه في المباراة الأولى وقدم شوطًا ثانيًا استثنائيًا وكان له دورًا إيجابيًا في تسجيل الهدفين بشكل مباشر من خلال الضغط أو الصناعة…
3- الثغرات الدفاعية: أخبرني “عزيزي القاريء” ما هي آخر مرة رأيت فيها دفاع المنتخب المصري وحارس مرماه يمنى بأربعة أهداف في مباراتين؟ وأمام فريقين لا أبالغ إذا قلت متواضعين.. أجل عزيزي القاريء.. هذا المنتخب الغاني الذي تعادلنا معه بشق الأنفس وبعد صراع ملحمي أسطوري لا يقدر عليه أصحاب القلوب الضعيفة الواهنة أعتبره ضعيفًا.. والرد أن هذا هو أول هدف يسجله منتخب موزمبيق (الذي يفرق عنك في ترتيب الفيفا بحوالي 100 مركز) في مرمى المنتخب المصري.. لا أقول أول تعادل.. بل أول هدف.. والمصيبة أنهم كانوا هدفين وليس هدفًا واحدًا.. لذا فإن وقع هذه النتيجة هو نفس وقع هزيمة المنتخب التونسي من ناميبيا (لأن ناميبيا فازت للمرة الأولى في مباراتها العاشرة بعد 7 هزائم وتعادلين في الكان).. أما المنتخب الغاني فهو من أضعف نسخ المنتخب الغاني ولا يوجد به سوى “محمد قدوس” والذي كان يلاعبنا لوحده وهذا سيعيدنا لفيتوريا، ولكن في النقطة التالية بإذن الله.. إذن هناك ثغرة دفاعية من القلب سببها عدم قدرة النني على لعب مركز 6 فهو لا يضغط ولا يستتخلص وغير سريع ولا قوي بدنيًا ولا يفوز بالالتحامات ولا يقوم بالتاكلنج إلا بعد الاطمئنان على دخول الكرة في المرمى بالسلامة!!! حجازي هو شبح للاعب كبير غير قادر بدنيًا ولا ذهنيًا ومحمد حمدي لا يعرف ما هي مهام المدافع الأيسر.. فهو لا يعرف شيئًا عن الترحيل والتغطية العكسية والضغط والضغط العكسي بل والقدرة على لعب الكرات العرضية بشكل صحيح.. وما زاد الطين بلة في مباراة غانا هو اهتزاز الشناوي الذي ربما يعود لأمرين الأول هة عودته من الإصابة مباشرة على مباراة موزمبيق فلم يستعد الحساسية بعد أو لاهتزاز ثقته بعد سوء حالة الدفاع أمامه وتلقيه هدفين من أضعف فرق المجموعة.. المهم أنه ليس الشناوي الذي عهدناه وتكررت أخطاؤه بالأمس في الخروج للعرضيات وتقديره للكرات وإن كنت لا أتفق مع من حمله مسئولية الهدف الأول لأن تسديدة قدوسي هي من نوع الباور شوتس أو السلينج شوت التي تكتسب مسارًا مقوسًا ونسقًا متسارعًا للكرة كلما اقتربت للمرمى ولم يكن باستطاعة لا الشناوي ولا غيره التصدي لهذه التسديدة المستحيلة.. لكن الهدف الثاني ورغم تغيير الكرة لمسارها لاصطدامها بمنعم لكننا تعودنا من الشناوي وسرعة رد فعله على التعامل مع هذه الكرات..
4- السكاوتنج/ الماركنج/ قراءة الفريق الآخر: هل شاهد فيتوريا المنتخب الغاني؟؟ خليه ييجي يحلف لي ومش هصدقه.. هل رأي قدوسي قبل اليوم؟؟ هل لم يدرك بعد نهاية الشوط الأول أن المنتخب الغاني لا يوجد به سوى قدوسي ويليه بعد ذلك جوردان آيو والذي قام عمر كمال وحمدي فتحي بدور جيد معه؟؟ هل فعلا اعتمد فيتوريا كما صرح أن قدوسي لن يلعب وأن المنتخب الغاني سيكون في يوم نحسه أو الداي أوف كما قال قبل ذلك في تصريح كارثي؟؟ ألم يستطع فيتوريا أن يقوم بأي خدعة تدريبية مثل المان تو مان بإدخال مروان عطية وتكليفه بمراقبة قدوسي في كل أرجاء الملعب.. أو أضعف الإيمان الماركنج بالأماكن فعندما يكون قدوسي في مربع كذا فالمسئول عنه فلان وعندما يكون في مربع كذا يكون المسئول عنه علان؟؟ لأننا رأينا قدوسي حرًا طليقًا جميلًا أمورًا شحرورًا مغردًا في كل مرات ظهوره على شاشة التليفزيون!!!
5- التغييرات: ما نراه في أي مكان في العالم أنه عندما يصاب لاعب أو يشتكي فإن الجهاز الطبي هو يقوم بالكشف الطبي عليه ومن ثم التأمين على قرار تغييره من عدمه.. من الممكن أن يطلب اللاعب التغيير بعد ذلك خوفًا أو ألمًا لكنها المرة الأولى التي أرى فيها لاعبًا يشكو من إصابة يتم تغييره دون كشف طبي ودون تدخل من الفريق الطبي.. وحتى عندما خرج لم يتم وضع ثلج أو ربط العضلة الخلفية أو حتى رش سبراي أو حتى قراءة تعويذة سحرية على عضلة صلاح الغالية الخلفية!!! والحقيقة أن هذا التغيير سنتوقف عنده بكل عناصره الأخرى فقد قال المذيع غير المرغوب فيه، الرجل الدايت عديم النكهة والطعم والرائحة، والذي إذا علق حتى يبلغ التسعين من عمره فإنك لن تتمكن من تذكر أي جملة أو تعليق أو ذكرى له في أي مباراة مهما كانت نتيجتها.. قال هذا اللا مذيع أنها إصابة عصبية.. من الضغوطات.. في الوقت الذي يجب على المو أن يساعدنا نحن على ذلك.. ما علينا.. والعنصر الثاني هو تغيير فيتوريا فقد جاءت فرصته الآن ليكفر عن كل أخطائه السابقة ونظرية اللاعب بلا مركز وصلاح المدافع التي اخترعها لزيزو ثم خانه واستغنى عنه في هذه المباراة ويقوم بإشراك زيزو في مكانه الذي يجيد فيه ويتألق وبسببه تحول للنجم الأول لفريقه لأنه فشل فشلًا ذريعًا في مركز اللامركز الذي يكون ورقيا مركز 8 بشرطة لا لأن زيزو لاعب سيء بل على العكس هو لاعب كرة ممتاز ولكن لأن هذا ليس مركزه ولا يجيده.. المهم.. جاءت الفرصة في مباراة بدنية والتحامات شديدة ولياقة بدنية لدخول زيزو وفي مركز إجادته فجاء التغيير الغريب بدخول مصطفى فتحي العصفورة والذي برغم محاولاته ومهاراته وإجادته بعض الشيء في الشوط الثاني إلا أنه تسبب في الهدف الأول وقدم الكرة على طبق من فضة لقدوسي وتكفل النني بإكمال لوحة قدوسي المثالية والكرة تزغرد داخل شباك الشناوي.. بالرغم من ذلك إلا أن خروج صلاح جعل اللاعبين يدركون أن مهتهم تحولت من مجرد لعب الكرة لصلاح إلى مجرد لعب الكرة فقط.. وهو فارق كبير لو تعلمون.. المهم أن تغيير النني تأخر كثيرُا كالعادة وكان دخول تريزيجيه نقطة تحول إيجابية تسببت بشكل مباشر في هدفي مصر.. تغيير مروان عطية في الوقت بدل الضائع لا أعرف له سببًا أو فائدة سوى أن تحتسب المباراة في رصيد مروان الدولي..
طبعًا لا توجد مباراة بلا نقاط مضيئة وبالأمس استمر مصطفى محمد أفضل لاعبي منتخب مصر في البطولة في تقديم مستوياته العالية والتي تؤهله للعب في الدوريات الكبرى وهو ما أتمناه لمصطفى الجميل بعد البطولة بإذن الله – النقطة المضيئة الثانية هي مرموش الذي قدم أفضل أشواطه منذ وطئت قدماه المنتخب الوطني – الثالث بالطبع إمام عاشور الذي قدم مستوى رفيعًا أشاد به الجميع وجعله في المركز الثالث في قائمة أفضل لاعبي المنتخب المصري ومتفوقًا على كل لاعبي المنتخب الغاني (ما عدا محمد قدوس والذي حصل على رجل المباراة بالفعل).. إمام قام بدور لاعب رقم 8 كما يقول الكتاب دفاعيا وهجوميا وتغطية وصناعة للعب – الرابع بالطبه هو تريزيجيه الذي غطى على سوء مستواه في المباراة الأولى وكان لنزوله مفعول السحر وتسبب في تغييير النتيجة وشارك في هدفي مصر مرة بالضغط والمرة الثانية بالضغط والصناعة..
نقطة أخيرة:
حين انتهيت من المقالة كانت كاب فيردي قد حققت الفوز السهل بإكتساح وبثلاثية على منتخب موزمبيق الذي سيخسر حتمًا من المنتخب الغاني مما لا يترك أمام المنتخب المصري سوى خيار الفوز على كاب فيردي (ولا يهمني الآن إن أراحوا لاعبين أم لا) للصعود في المركز الثاني المحبب للمنتخب المصري وهذه ليست مهمة فيتوريا الذي يستحق المنتخب المصري مدربًا أفضل منه كما قال وائل جمعة.. ولكنها مسؤولية اللاعبين الذي تحرروا من عبء وجود صلاح في الفريق…
أما صلاح.. فلا لوم عليه… فقط.. لا لوم.. فالعيب ليس عليه.. والخطأ ليس منه.. ولكنه هذا الــــــ…… فيتوريا التعباااااااااااان!!!!

#الكورة_مع_نجيب
#كان_أبيدجان_2023