“كمال منصور”: أبو العروسة حقق نقلة للدراما التلفزيونية
المسلسل لم يتعالى على الجمهور فأحبه الناس وصنعت نجاحه
كل فئات المجتمع كانت حاضرة بمسلسل “أبو العروسة“
هو إبن شرعي من أبناء المخرج العالمي يوسف شاهين، فلقد استطاع بمسلسلي “علي كف عفريت” و”أبو العروسة” أن يحقق لنفسه وللدراما التلفزيونية نقلة كبيرة وكذلك أن يقدم أوراق اعتماده بقوة لدى الجمهور العربي ولدي منتجي الدراما التلفزيونية والسينمائية، إنه المخرج والممثل كمال منصور الذي كان لنا معه هذا الحوار
• ماذا عن عملك الأول “على كف عفريت”؟
• بزلت مجهودا كبيرا من الناحية الفنية بمسلسل “علي كف عفريت” ولكنه لم يحقق نجاحا جماهير ملفتا للإنتباه، فلقد عرض بوقت صعب كانت مصر تمر فيه بتغيرات سياسية كبرى فلم يشاهد بشكل جيد، كما أن الظروف لم تخدمه، سواء من ناحية الدعاية أو التسويق، وهو مسلسل يمكن تصنيفه بالدراما السياسية ولقد عرض على قناة النهار فقط أثناء أحداث ثورة 30 يونيو وكانت الناس بالشارع وقتها وتنتظر تغيرات كبرى في البلاد بعد حكم الإخوان.
• ولماذا غبت عن الشاشة لأربع أعوام متتالية؟
• كانت الظروف الإنتاجية صعبة جدا في تلك الفترة، وتوقفت خلالها عن العمل وهي فترة قاسية جدا، وكنت وقتها بين خيارين إما العودة للعمل مرة أخرى كمخرج منفذ أو كمخرج للوحدة الثانية، وهو أمرا شاقا وصعبا خصوصا بعد أن كانت لك السيادة على كل فرد من أفراد العمل بداية من أبسط عامل وحتى النجم، وهو ما حدث بالفعل وبدأت بالعودة للعمل من جديد كمساعد بالإضافة للمشاركة ببعض الأعمال كممثل، ولو لم يكن لدي إستقرار ورسوخ نفسي لحدثت لي مشكلة كبرى، وخلال هذه الفترة بدأت التفكير جديا في تغير شكل وكارير حياتي والعمل كممثل فقط وعرضت على العديد من الأدوار الجيدة وبأعمال جيدة وكان التمثيل مربح جدا.
• وماذا عن مسلسل “أبو العروسة”؟
• في عام 2017 عرضت على الشركة المنتجة السيناريو وطلبت مني إخراج العمل، وبعد قراءة المسلسل وجدت أن هذه الحدوتة لازم تنجح وإلا سيكون قراري صعبا وهو الاعتزال والتوقف عن العمل كمخرج والإتجاه للتمثيل فقط، لذا كنت محددا ولي شروطي في إختيار الممثلين وطبيعة الدعاية وأماكن التصوير، وبالفعل حقق العمل نجاحا كبيراً في جزئيه الأول ثم الثاني، وكل من شارك بالعمل حقق نجومية كبيرة بداية من الفنانة سوسن بدر والفنان سيد رجب وغيرهم، وكانت مشكلة كبيرة أن يكون المسلسل بعيدا عن موسم رمضان الدرامي كما هو العرف السائد، ولكن بعد نجاح المسلسل والإقبال الجماهيري والعائد الإعلاني للشركات المنتجة وأيضا للقنوات الناقلة للمسلسل أصبحت جودة الدراما وحسن الأداء هو المعيار وليس التوقيت.
• هل من الممكن أن تغير الدراما من طبيعة وسلوك الناس؟
• بالتأكيد، فالأعمال الدرامية الهادفة تحقق هذا، وأنت عندما تحترم الجمهور سيحترمك هو، خصوصا عندما تحترم عقلة، فلقد كانت كل العائلة تتجمع حول مسلسل أبو العروسة، بداية من الجد وحتى الحفيد، فالمواقف والأحداث التي عرضها العمل مست حياة الناس الحقيقية، وكل فئات المجتمع كانت حاضرة أمام الناس على الشاشة، ولم يتعالى المسلسل على الجمهور فأحبه الناس وصنعت نجاحه الكبير.
• ما أهمية هذه النوعية من الدراما للمجتمع؟
• الدراما الهادفة مهمة جدا في ترسيخ المثل والقيم المجتمعية والأعمال الدرامية هي الأسهل والأبسط لتعليم الناس دون تلقين، فمسلسل أبو العروسة إمتلأ بالمواقف التربوية غير المباشرة التي أثرت في سلوكيات الناس، وقلصت الفجوات الإنسانية بين أفراد الأسرة الواحدة، فالمسلسل إمتلأ بالمثل الاجتماعية والتربوية، ونحن لازلنا بحاجة لمسلسلات كالشهد والدموع وبابا عبده وأبنائي الأعزاء شكرا.
• لماذا شهد العمل تألقا ملحوظا للعديد من النجوم به؟
• المخرج الحقيقي هو من يقدر على إظهار الممثل بشكل مختلف، وهذه هي مدرسة يوسف شاهين، فنحن نبدأ ببروفات قراءة «طربيذة» لمدة شهرين بالإضافة لبروفات الملابس والشعر والمكياج، وبروفات القراءة مهمة في تسكين الشخصيات وتقمص الممثلين لشخصياتهم، فكلما بزلت جهدا في البروفات كلما كان التصوير أسهل والممثل يكون صادقا وأنا كمخرج أتمكن من استخلاص أفضل ما لدية.
• ما الذي حققه لك نجاح أبو العروسة جماهيريا؟
• حقق لي الكثير فلقد أصبح الجمهور يبحث عني كمخرج بعد عرض المسلسل، وأصبح لهذا الجمهور حق على، ولذا يجب أن يكون العمل القادم أكثر تميزا، وليس الجمهور فقط ولكن أيضا الفنانين الكبار كالأستاذ والمخرج الكبير محمد فاضل الذي هاتفني وهنأنني بالعمل وزارني أثناء التصوير، وهي لفته وتكريم لن أنساه أبداً، وبالطبع كل هذا يدفعني للتأني في اختيار العمل القادم.
• هل الدعاية مهمة لنجاح أي عمل درامي؟
• نعم، الدعاية مهمة جدا للنجاح اليوم ليس فقط في الدراما ولكن في كل مجالات الحياة، وأي عمل فني يتوقف نجاحه الآن على الدعاية بنسبة 80% وخصوصا الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي.
• هل من الممكن أن نري أعمالا كالمهاجر والمصير؟
• صراحة، صعب جدا العودة لإنتاج أعمال سينمائية كالمهاجر والمصير لعدم وجود الجهات الإنتاجية التي تستطيع إنتاج هذه النوعية من الأفلام التاريخية، ففيلم المصير مثلا تم تصويره في عدة دول عربية كلبنان وسوريا ومصر وهو ما يحتاج لنقل الإكسسوارات والملابس والديكورات والعربات التاريخية وهي تكلفة ضخمة وهائلة، ونحن لدينا مخرجين وممثلين كبار، وأتمنى أن أصنع فيلما عن الصحابي «خالد بن الوليد» فهو شخصية مهمة بها ملامح مهمة تاريخية، ولكن العائق الإنتاجي يقف حائلا دون هذا.
• وماذا عن أول أعمالك السينمائية؟
• القرصنة وسرقة الأفلام السينمائية تسببت في قلة الإنتاج السينمائي، كما أن النجوم تركت السينما وذهبت للتلفزيون، وكذلك أقبل المنتجين على الإنتاج التلفزيوني، وبداية من مسلسل أهل كايرو بدأ الإنتاج الدرامي بالاعتماد على التكنيك السينمائي في الأعمال التلفزيونية، والدراما التلفزيونية تحقق دخلاً جيدا للعاملين بها عكس السينما، فالداما التلفزيونية تحقق عائدا أكبر بكثير، مع إيماني بالطبع بأن السينما تعيش أطول فهي ذاكرة المجتمع.
• وماذا عن التمثيل بالنسبة لك؟
• بدأت مع الأستاذ يوسف شاهين ممثلا، وهو أكاديمية كبرى، ومن خلال مقابلة شخصية معه إختارني لأكون أحد مساعديه والعمل بمكتبه وتعلمت منه الإخراج والتمثيل للسينما، ويوسف شاهين رجل حيادي لا ميول أو اتجاهات له، فهو فنانا حقيقيا يؤمن بالفنان الحقيقي، وساعدني مظهري وتميز نبرة الصوت لدي على العمل معه، والمشاركة بفيلم المهاجر من خلال تركيب صوتي كدوبلاج علي أحد المشاهد بالفيلم.
• هل تسعى لتحقيق معادلة المخرج النجم؟
• الوحيد الذي حقق هذه المعادلة هو المخرج يوسف شاهين وأسعى لتحقيق هذا أيضا ولكن من خلال إختيار الأعمال المميزة التي تجذب وتلفت انتباه المشاهد، والمشاركة بأدوار تمثيلية بين الحين والآخر سواء بأعمالي أو بأعمال زملاء آخرين، خصوصا وأن التمثيل يساعد على انتشار المخرج جماهيريا، بالإضافة لصناعة أفلام مميزة فنيا تحقق النجاح بالمهرجانات.
• ما مواصفات مساعد المخرج الشاطر؟
• أن يفهم المخرج من عينه، وأن يكون قادراً علي تنفيذ أفكاره وكل أفلام الأستاذ يوسف شاهين كنا نستطيع تنفيذها من خلال الديكوباج الذي صنعه هو، فلقد كنا أربعة مساعدين فقط لدي الأستاذ وكان هو يتفرغ للإبداع، والأفلام التاريخية خصوصا تحتاج لمساعد إكسسوار يكون مسئولا عن الإكسسوارات التي تمتلئ بها هذه النوعية من الأفلام التاريخية، وحقيقة العمل كمساعد يحتاج لجهد وتعب وأيضا حظ في أن تجد من يعلمك وهو ما كان يفعله معانا الأستاذ يوسف شاهين.