في السنوات الأخيرة، انتشرت السجائر الإلكترونية كبديل للتدخين التقليدي، واعتبرها البعض وسيلة آمنة للإقلاع عن التدخين، ولكن، تتزايد الأدلة التي تشير إلى أن هذه السجائر قد تسبب أضرارًا جسيمة للرئة، بل قد تكون مدمرة على المدى البعيد، فكيف تؤثر السجائر الإلكترونية على صحة الرئة؟
1. التهاب الرئة الحاد
تحتوي السجائر الإلكترونية على مزيج من المواد الكيميائية مثل النيكوتين، والجلسرين، والبروبيلين غليكول، والنكهات الصناعية، عندما يتم استنشاق هذه المواد، قد تتسبب في تهيج والتهاب الأنسجة الرئوية، مما يؤدي إلى مشاكل تنفسية حادة، وجدت دراسة أجرتها “جمعية الرئة الأمريكية” أن السجائر الإلكترونية قد تسبب التهابًا مزمنًا في الرئة، يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
2. إصابة الرئة بالمواد الكيميائية السامة
تحتوي السجائر الإلكترونية على مركبات كيميائية سامة مثل الفورمالدهايد والأسيتالدهيد، والتي قد تنطلق عند تسخين السوائل داخل الجهاز، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تتلف الأنسجة الرئوية وتزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان.
3. زيادة خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن (COPD)
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية يواجهون مخاطر أعلى للإصابة بالانسداد الرئوي المزمن مقارنة بغيرهم، ووفقًا لبحث نشر في “المجلة الطبية البريطانية”، قد تساهم الجسيمات الدقيقة الموجودة في بخار السجائر الإلكترونية في تدمير الأنسجة الرئوية بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى تراجع في القدرة التنفسية.
4. التعرض لخطر تلف الأوعية الدموية الرئوية
أظهرت أبحاث أجرتها “المعهد الوطني لأبحاث السرطان” أن السجائر الإلكترونية قد تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في الرئة، مما يضعف تدفق الدم ويعيق وظيفة الرئة الأساسية، ويشير الباحثون إلى أن هذا التلف قد يؤدي إلى تدهور تدريجي في وظيفة الرئة ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
5. التأثير على مناعة الرئة
تشير الأبحاث إلى أن السجائر الإلكترونية قد تضعف مناعة الجهاز التنفسي، مما يجعله أقل قدرة على مكافحة العدوى، توصلت دراسة أجراها “مركز أبحاث الأمراض التنفسية” إلى أن بخار السجائر الإلكترونية يقلل من إنتاج الخلايا المناعية في الرئة، مما يزيد من فرص الإصابة بالالتهابات الرئوية الحادة.
السجائر الإلكترونية ليست بديلاً آمنًا كما يعتقد البعض، بل قد تحمل مخاطر صحية جسيمة على صحة الرئة. مع تراكم الأبحاث، تتضح المزيد من الأدلة حول تأثير هذه الأجهزة على الجهاز التنفسي، مما يستدعي الحذر وإعادة النظر في استخدامها خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض رئوية أو مشاكل في الجهاز التنفسي.