تحتضن فلسطين العديد من المعالم والأماكن التاريخية الأثرية والدينية، وكذلك تزخر بالكثير من الشخصيات التي تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة والهوية الفلسطينية.
وأهم معالم فلسطين الحرم الإبراهيمي في محافظة الخليل.
• تاريخ البناء
بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، اشترى إبراهيم عليه السلام مغارة المكفيلة من حاكم المدينة عفرون بن صوحر الحثي، واستخدمها كمدفن له ولأسرته.
وبعدها، دُفِن فيها إبراهيم وزوجته سارة، وابنه إسحاق وزوجته رفقة، وحفيده يعقوب وزوجته ليئة، وأقيم مقام سيدنا يوسف بن يعقوب بجوارهم.
في العصر الروماني، قام القائد هيرودس الآدومي ببناء سور حول المدفن لحمايته، يُعرف بالحير، وكان مصنوعًا من حجارة ضخمة، بعضها يزيد طوله على سبعة أمتار وارتفاعه يقارب المتر.
وعندما انتشرت المسيحية في فترة الإمبراطورية الرومانية، تحول المكان وحرمه إلى كنيسة، لكنه تم تدميرها على يد الدولة الفارسية الوثنية خلال احتلال فلسطين في عام 614 ميلادي.
في عهد الخلافة الأموية، تم إعادة بناء السور الآدومي ورفع شرفاته العلوية، وظلت مقامات الأنبياء تحت القباب، وفتح باب في الجهة الشرقية، وجدد ذلك في عهد الخليفة العباسي المهدي.
وبعد احتلال المدينة من قبل إسرائيل في عام 1967 ميلادي، بدأ المستوطنون اليهود في الاستيطان في محيط المدينة ثم داخلها، وتم إنشاء خمس مواقع استيطانية يهودية في المدينة، بما في ذلك مستوطنة تل الرميدة، والدبويا، ومدرسة أسامة بن المنقذ، وسوق الخضار، والاستراحة السياحية بالقرب من المسجد الإبراهيمي الشريف.
• الفنون والعمارة في الحرم
بحسب دراسة معمارية فنية للحرم الإبراهيمي، للباحث حسن عبدالله حسن مهنا، فإن جوهر البناء في الحرم الإبراهيمي هو “الحير – الحوائط أو السور الخارجي للمسجد”، إذ أن بناؤه متين ومحكم “يفنى الدهر ولا يفنى”، وفقًا للدراسة.
ويصل طول بعض حوائطه 7 أمتار، وارتفاعها متر ونصف، وهذه الحجارة من الصخر المزي الصلب، قطعت بدقة متناهية، والمثير للدهشة بحسب الدراسة، أنها بنيت بدون ملاط (طريقة تفريغ الهواء على طريقة بناء الأهرامات المصرية)، وهو ما يدعو إلى الإعجاب بهندسة هذا البناء.
وقد اختلفت الآراء حول من قام ببناء هذا الحير، فمنهم من قال الجن، ومنهم قال نبي الله سليمان، ولكن الرأي الراجح، أن الحير الضخم والذي يعد من أروع الآثار الفلسطينية من بقايا بناء أقامه هيرودوس الأدومي الذي ولد المسيح عليه السلام في آخر آيامه، وقام ببنائه على الطراز الروماني.
كما تعلو الحير مئذنتان بأربعة أضلع وترتفع كل واحدة منهما 15 مترًا فوق سطح المسجد، وتعودان إلى العصر المملوكي.