وجب علينا الدفاع عن الحق فى التفكير، وأن نحفظ حرية التفكير، والرد ليس بإشعال النار فى حقول الفكر، نملك عقولًا راجحة، الحجة بالحجة، والفكرة بالفكرة، والبينة على المدَّعِى.
لا «إبراهيم عيسى» خرج علينا شاهرًا سيفه، ولا «يوسف زيدان» ظهر بحزام ناسف، ولا «إسلام بحيرى» أصدر فيديو تهديد من تحت راية سوداء.. لماذا إذن الهلع من إطلاق مؤسسة فكرية، ليست جماعة تكفيرية، منتدى يطلق أفكارًا، لا يطلق رصاصًا؟!
اجتماع نفر من العقلانيين علانية، يُعملون عقولهم، يُصيبون ويُخطئون، مَن ذا الذى يغلق الأبواب على العقول، ويصمها ابتداء بالكفر، يصفونهم تجمع «مُنكِرى السُّنة»، ويطلبون رقابهم فى الفضاء الإلكترونى؟!
إطلاق تهمة الإلحاد، والإيغال فى حقل التكفير، دون أدنى تريث ديني أو أدبي يُربك المشهد تمامًا، ويحرفنا عن سواء السبيل.
لا نملك رفاهية البغض، عقائد البشر بينها وبين ربها، هلا شققت عن قلبه؟!
لا يملك أحدنا حصريًّا منصة الإيمان والتقوى، ولستَ عليهم بمسيطر، ومَن شاء فليؤمن، ومَن شاء ….، ولكم دينكم ولى دين، الحذر من إطلاق شبح التكفير من عقاله، سيُكلفنا الكثير
للأسف، «مدرسة النقل» مسيطرة تمامًا على الأجواء المجتمعية، لا تدع فرصة لطلائع «مدرسة العقل» فى تجريب بعض الفكر، بعضه لن يضير، العقل المصرى مسجون فى غيابات الجُبّ منذ عقود، يا هلا بالمعارك الفكرية.
البعض مستنفَر، ويستنفر أعصاب المجتمع، ويحشد فى مواجهة مؤسسة “تكوبن” الوليدة، ويؤلب الأزهر الشريف، الزج بالأزهر وشيخه «الطيب» فى أتون التكفير لا يستقيم مع رسالة الأزهر للعالمين، الأزهر لم يُكفر (حتى) داعش!.
أكلما نبت لنا عقل، تم اعتقاله فى سجون مظلمة، دعوا ألف زهرة تتفتح، وأشك أن عدد أعضاء مؤسسة التكوين يجاوز أصابع اليدين، لا تقطعوا الأصابع بسكين التكفير.
فإذا فكر البعض فى التفكير عاجلناهم بالتكفير، وما جزاء المفكرين؟، تخيل البعض يجمع بين المفكرين والمفسدين، وما جزاء المفسدين فى الأرض؟، أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض.