لماذا قررت “أبل” استثمار مليارات الدولارات في شرائح المودم
د سامح توفيق
تستمر شركة أبل في استثمار مبالغ ضخمة في مشروع قد لا يحقق عوائد مالية متناسبة مع حجم الاستثمار على المدى القريب، حسبما ذكر موقع benzinga التقني المتخصص.
وفقًا لما قاله مارك جورمان من بلومبرج في نشرته الأسبوعية “Power On”، فإن أبل تعمل على تطوير مودم خلوي داخلي خاص بها، وهو مكون رئيسي في أجهزة الآيفون وساعة أبل والأجهزة الأخرى. بدلاً من التركيز على تحقيق عوائد سريعة، تهدف أبل إلى تطوير مودم متقدم يمكن أن يغير كيفية عمل وشكل الآيفون على المدى الطويل.
تحديات استبدال مودم كوالكوم
منذ أكثر من عقد، تعتمد أبل على شرائح المودم من شركة كوالكوم. هذه الشرائح تُعتبر ثاني أهم مكون في الآيفون بعد المعالج الرئيسي، وهي صعبة التصنيع للغاية.
ويرى جورمان أن استبدال مودم كوالكوم أمر صعب للغاية؛ حيث تتميز هذه الشرائح بتقنيات متقدمة وقد تم اختبارها بنجاح من قبل شركات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها موثوقة للغاية.
كما أشار إلى تصريحات جوني سروجي، مدير فريق الأجهزة في أبل، الذي أكد في مقابلة مع CNBC أن تطوير مودم داخلي هو عملية “بالغة الصعوبة”، وأن التحديثات التي قد تجريها أبل على المودم قد لا تؤدي إلى تحسين تجربة المستخدم بشكل كبير.
التداعيات والمحاولات
قررت أبل الدخول في مجال تصنيع شرائح المودم عام 2018 بعد معركة قانونية مع كوالكوم حول حقوق الملكية الفكرية والبراءات.
وفي العام التالي، توصل الطرفان إلى تسوية واتفاق عالمي لإنهاء كافة الدعاوى القضائية بينهما.
ووافقت أبل على دفع مبلغ مالي لكوالكوم وتوقيع اتفاقية ترخيص لمدة ست سنوات بدأت في أبريل 2019، مع خيار تمديد لمدة عامين إضافيين واتفاقية تزويد بالشرائح لعدة سنوات.
إصرار أبل على المضي قدمًا
رغم التحديات، تستمر أبل في المضي قدمًا في مشروعها؛ حيث خصصت مليارات الدولارات وآلاف المهندسين وملايين ساعات العمل لتطوير المودم الداخلي. ومع ذلك، يرى بعض المطلعين داخل أبل أن المستخدمين لا يهتمون بما إذا كان المودم مصنوعًا داخليًا أم مستوردًا.
ربما يساعد تصنيع المودم داخليًا في تحسين التسويق بأن معظم مكونات الآيفون تُصنع داخل الشركة، لكن تجربة المستخدم لن تشهد تغييرات ملحوظة.
تحديات المشروع وتأثيره المستقبلي
أشار جورمان إلى أن مشروع المودم الخاص بأبل واجه العديد من العقبات على مر السنوات الأخيرة، بما في ذلك مشكلات الأداء وارتفاع درجة الحرارة وتأخير موعد الإطلاق حتى العام المقبل على الأقل.
وأضاف أن تمديد اتفاقية التزويد مع كوالكوم حتى مارس 2027 يعكس خطة أبل لإطلاق تدريجي للشرائح الداخلية، بدءًا من النماذج المتخصصة.
التطلعات المستقبلية
يرى جورمان أن أحد دوافع أبل لتطوير مودم داخلي هو توفير التكاليف، خاصة أن أبل اشتكت من ارتفاع أسعار شرائح كوالكوم. حتى بعد الانتقال إلى المودم الداخلي، قد تضطر أبل لدفع بعض الرسوم كحقوق ملكية لكوالكوم. وعلى المدى الطويل، قد تستفيد أبل من دمج تصميم المودم في شريحة لاسلكية جديدة تتولى إدارة الوصول لشبكات الواي فاي والبلوتوث. هذا الدمج قد يحسن من موثوقية الأجهزة ويطيل من عمر البطارية. كما يعتقد جورمان أن أبل قد تجمع كل هذه التقنيات في شريحة واحدة داخل الجهاز، مما يوفر مساحة أكبر للتصميمات المختلفة.
وأضاف جورمان أن السيناريو المثالي هو أن تتم الأمور بسلاسة دون أن يشعر معظم المستخدمين بأي تغيير. ومع ذلك، فإن القيمة الحقيقية للمشروع لن تُختبر إلا بعد سنوات، عندما تأمل أبل أن يُسهم هذا التطوير في تقديم آيفون أفضل.