Site icon مصر 30/6

لماذا ينهار جيش أفغانستان سريعا أمام طالبان؟

أثار انهيار الجيش الأفغاني الذي يتكون من 300 ألف جندي بشكل سريع أمام حركة “طالبان” دهشة وتساؤلات في جميع أنحاء العالم، بمجرد سحب القوات الأمريكية، على الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة والغرب على تأهيله وتدريبه.

التقارير تفيدأن الغرب ضخ مبالغ ضخمة في تأهيل في القوات الأفغانية على مدار السنوات الـ15 الماضية، وأن أمريكا لوحدها أنفقت 88 مليار دولار، اعتقاداً منها بأن ذلك سيُمكن الحكومة الأفغانية من الاعتماد على نفسها ضد “طالبان” (الحركة المحظورة في روسيا)، ما يسمح لأعضاء حلف شمال الأطلسي “الناتو” بالانسحاب نهائياً. وأضاف التقرير أن هزيمة القوات الأفغانية بهذا الشكل السريع كان مفاجئاً لعناصر حركة “طالبان” أنفسهم.

كما أصاب الفشل الذريع للجيش الأفغاني الأفغان وداعميهم بالصدمة والإحباط.

ما هو السبب؟

العقيد إدريس عطاي، القائد في الجيش الأفغاني، يقول إنه “لا أرى أي استراتيجية للحرب، لقد أسيء استخدام قواتنا خلال السنوات الماضية، وتم تعيين من لا يستحقون في مناصب قيادية، لذا نحن اليوم في هذه الفوضى”. وأعرب عن غضبه أيضاً إزاء قرار الغرب بإبرام اتفاق مع طالبان، قائلاً إنه يمنح “الشرعية والثقة للإرهابيين”، الذين أمضى حياته المهنية في قتالهم.

وقال عطاي “نفذنا المهمة كتفاً لكتف مع الأجانب، وكنا متفقين على أن عناصر طالبان إرهابيون. حاربناهم لـ20 عاماً، لكنهم ذهبوا وأبرموا اتفاقاً مع الإرهابيين الذي كنا نحاربهم معاً. لقد منحهم الشرعية السياسية وسلموهم مستقبلنا”.

الفساد

وأشار التقرير إلى أن “تفشي الفساد والقيادة الضعيفة تسببت في خسائر فادحة، فيما يشكو الجنود من عدم الحصول على رواتبهم أو الطعام والذخيرة، وعلاج الجرحى بشكل سيء”. ووفقا للواء البريطاني السابق الذي عمل مستشاراً للجيش الأفغاني، تشارلي هربرت، فإن ذلك “انعكس على إرادة الجنود وأفراد الشرطة في القتال”.

وأضاف “في النهاية، أعتقد أننا حاولنا جعل هذه الحرب حربنا، وليست حربهم. أرسلنا 100 ألف جندي من قوات التحالف لخوض الحرب بدعم من أعداد صغيرة من القوات الأفغانية، إنه نهج خاطئ تماماً، كان ينبغي الاعتماد عليهم منذ البداية”.

الانسحاب السريع للقوات الأجنبية

بينما، قال النائب البريطاني توم توجندهات، الذي خدم في أفغانستان، إن الانسحاب السريع وحرمان القوات الأفغانية من الضربات الجوية للناتو، وكذا المهندسين والمتعاقدين لإدارة قواتهم الجوية “سحب البساط من تحتهم”. وأضاف أن “الأمر أشبه ما يكون بتدريب رجل على القتال وعيناه مفتوحتان، ثم تعصيب عينيه قبل مباراة النهاية”.

وأيده في ذلك، وزير التعاون الدولي البريطاني روري ستيوارت، الذي قال إن سحب قوات الناتو والدعم الجوي من البلاد يعني أن الغرب “حطم الجيش الأفغاني بشكل أساسي، لقد فعلنا ذلك بقسوة شديدة وقمنا به بين عشية وضحاها”.

بايدن محبط ولكنه غير نادم

وكانت تقارير صحفية قد كشفت في وقت سابق عن تزايد الإحباط لدى المسؤولين الأمريكيين بعد فشل القوات الأفغانية في التصدي لحركة “طالبان” التي تحقق مكاسب ميدانية سريعة، بعد إنفاق الولايات المتحدة مليارات الدولارات لتدريب الجيش الأفغاني وتجهيزه على مدى عقدين.

وكان بايدن قد أعلن، الثلاثاء الماضي، أن “بلاده أنفقت أكثر من ألف مليار دولار في 20 عاماً، لتدريب وتجهيز أكثر من 300 ألف جندي أفغاني”. قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن “وجهة نظر الرئيس بايدن هي أنه يجب على القوات الأفغانية الآن استخدام التدريب الذي تم توفيره لهم”. وشددت على أن الإدارة الأمريكية لا تتحمل “الشعور بخيبة الأمل” من نتائج العمل العسكري للجيش الأفغاني.

يأتي ذلك، في ظل تحولات متسارعة ووسط هجمات وتقدم لافت لحركة “طالبان” في محاور عدة في أفغانستان، إذ تشهد الساحة الأفغانية، مواجهات دامية بين الحكومة وحركة “طالبان”، التي أعلنت سيطرتها على مناطق واسعة في البلاد، بالإضافة إلى المعابر الحدودية مع طاجيكستان، ومراكز التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان.

وتصاعدت وتيرة المواجهات بين قوات الأمن الأفغانية ومسلحي حركة “طالبان”، تزامنا مع بدء انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مطلع مايو الماضي، والذي من المقرر اكتماله بحلول 11 سبتمبر القادم.

Exit mobile version