تنظيم الإخوان أعد خطة للتظاهر أمام السفارات المصرية في يوم واحد ..
الخبير الإستراتيجي سمير فرج
تتعرض مصر حالياً إلى حملة ضارية من جماعة الإخوان المسلمين، حيث إن هدف الإخوان المسلمين دائماً هو الاستيلاء على السلطة في مصر.
وظهر ذلك حين أطلقت حركة حماس من خلال التنظيم الدولي للإخوان ودعت للتظاهر أمام السفارات المصرية، بالخارج.
بهدف تشويه الدور المصري في عدم مساعدة أهالي غزة بإمدادهم بالمساعدات الإنسانية والأدوات الطبية وعدم فتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، بهدف عدم دخول أي مساعدات لأهالي غزة.
وبدأت هذه الحملة مخططة، بقيام أحد الشباب المصريين من الإخوان الموجودين في الخارج بإغلاق مقر السفارة المصرية في هولندا، وفي نفس الوقت تم تنظيم الاحتجاجات أمام سفارات مصر عدة دول أخرى، منها لبنان، وسوريا، وبريطانيا، والدنمارك، وكندا، وتونس، وجنوب أفريقيا.
وهذا يدل على أن هذه الخطة قد أُعدت مسبقاً من تنظيم الإخوان لتنفيذها في هذا العدد من السفارات في يوم واحد.
ورغم حملة الإدانات من الداخل الفلسطيني لتلك التظاهرات المسيئة، لكن كان أغربها هو بدء حركة الإخوان في تل أبيب، والتي يُطلق عليها “الحركة الإسلامية” داخل فلسطين المحتلة.
و هي حركة دينية سياسية تأسست في عام 1971 على يد الشيخ عبد الله نمر درويش.
يكمنُ نشاطها بين العرب المسلمين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، ولها علاقة مُباشرة بحركة الإخوان المسلمين؛ إلا أن مبادئها متشابهة. تعمل الحركة الإسلامية في مجالين رئيسيين وفي الخدمات الدينية والاجتماعية.
والحركة الإسلامية منقسمة إلى قسمين مختلفين تماماً وهما الحركة الإسلامية في الجناح الشمالي وكانت بقيادة الشيخ رائد صلاح والحركة الإسلامية في الجنوب بقيادة الشيخ حماد أبو دعابس.
حيث تظاهروا أمام السفارة المصرية في تل أبيب، متجاهلين ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي غزة والذي كان من المفروض أن تكون المظاهرات أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية لمنع الجيش الإسرائيلي من عمليات القتل والتجويع لأهالي غزة.
وقد قاد هذه المظاهرات الإخوانية في تل ابيب “كمال الخطيب”، وأهم رموز هذه الحركة الإخوانية حالياً داخل إسرائيل.
ورغم أن هذا الفعل محظور من قبل السلطات الإسرائيلية، إلا أنها سمحت لهم بالتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب وهذا يؤكد أنه أمر مدبر.
وكان الرئيس السيسي قد أعلن في كلمته: “أنه لا يمكننا أن نمنع دخول المساعدات إلى إخوتنا في غزة، لا خلقنا ولا قيمنا تسمح بذلك، ولا حتى الظروف.”
وأضاف أن موقف مصر كان دائمًا إيجابياً، ويدعو إلى وقف الحرب بين الدولتين ودخول المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة.
وأنا شخصياً أُضيف أننا رأينا كيف كان “جوتيريش” أمين عام الأمم المتحدة يقف أمام معبر رفح، ومعه وزير الصحة المصري ومحافظ شمال سيناء، وهناك تقف مئات الشاحنات المصرية تطلب الموافقة من الجانب الإسرائيلي للعبور، ولم يتم السماح لها.
ويأتي السؤال هنا: لماذا تقوم جماعة الإخوان المسلمين بهذه الحملة ضد مصر في هذا التوقيت؟ ولماذا تتفق حركة الإخوان المسلمين العالمية مع حركة الإخوان المسلمين داخل إسرائيل ضد مصر.
والإجابة ببساطة أن ذلك يأتي في إطار حروب يُطلق عليها “حروب الجيل الرابع والخامس”، وهي حروب تقوم فلسفتها على أن الحرب الحديثة ليست دبابة ضد دبابة، أو مدفع ضد مدفع.
وقد استشهدت في ذلك بمحاضرة في كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو في بروكسل، حيث ذُكر في مقدمة المحاضرة عن حروب الجيل الرابع والخامس، أنه في حرب 67، عندما هُزم الجيش المصري أمام إسرائيل، هل سقطت مصر؟ وكانت الإجابة: لا.
وجاء السؤال: الثاني لماذا لم تسقط مصر رغم هزيمة جيشها؟ فالإجابة: الشعب هو السبب.
هو من أعاد الرئيس عبد الناصر إلى الحكم بعد أن تنحى، وأعطى الثقة للجيش، فلم تسقط مصر.
لذلك جاء هدف حروب الجيل الرابع والخامس أن يتم مهاجمة الشعب، لأن الشعب إذا فقد ثقته بالجيش والدولة، فإن الدولة تسقط.
وهذا ما تفعله حاليًا جماعة الإخوان المسلمين، وهو محاولة ضرب الشعب المصري، ليفقد ثقته في جيشه ودولته ورئيسه، لإسقاط الدولة.
وتُستخدم في هذه الحروب أساليب مثل الشائعات والأخبار الكاذبة. وأخيراً ، ظهرت تلك الحملات ضد السفارات بالخارج.
وتستخدم حركة الإخوان أسلوب “الكتائب الإلكترونية” لنشر أخبار كاذبة عن مصر، مستغلين الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر الآن.
وهذه الكتائب الإلكترونية عبارة عن منصات تحمل أسماء: النجوم، أو الأندية، أو الكرة، أو ربات البيوت، أو الأغاني، أو الشباب. ومن خلال هذه المنصات تُبث الشائعات والأكاذيب، ويُستغل الشباب الذين يستخدمون السوشيال ميديا، خاصة بعد عزوف معظم الشباب عن قراءة الصحف أو حتى مشاهدة التلفزيون.
لذلك، يجب علينا الآن أن يكون دورنا في توعية هؤلاء الشباب، بل وحتى الكبار، بعدم الانسياق وراء هذه الشائعات، وعدم ترديدها أو إعادة نشرها للآخرين دون التأكد من صحتها.
ويجب أن تُفعَّل عملية التوعية، بدءًا من المدارس، مرورًا بالشباب، والجامعات، ودور العبادة الإسلامية والمسيحية، ومراكز الشباب، وقصور الثقافة. ويجب أن يشارك الجميع في حملة التوعية.
ولكن، يبقى الرهان دائمًا على أن الشعب المصري، هو القادر على أن يُميز بين الصدق والكذب، وبين الحقيقة والشائعة، حتى تعيش مصر في أمن وأمان، ولا تحقق جماعة الإخوان المسلمين هدفها في إسقاط الدولة المصرية.