مقالات وأراء
لواء دكتور “سمير فرج” يكتب عن : ثورة 23 يوليو 1952 ..

ـ الرئيس جمال عبد الناصر رمزاً للشعوب والدول المتطلعة للحرية والاستقلال ..
ـ الثورة حققت تغيير بالبنية الاجتماعية للمجتمع المصري ..
علمني التاريخ أن ما يمر بالأمم من أحداث عظام لا يصح تقييمها، واستنباط نتائجها، خلال نفس فترة وقوعها، لما يشوب تلك الفترات، عادة، من اضطراب، وتباين، في الحكم على الأمور، ما بين إفراط في التأييد، أو إسراف في المعارضة، وفقاً للتجربة الشخصية للمقّيم، إن ما كان شابها الأذى أو النفع، فيخرج التقييم متطرف لأحد الجانبين. لذا من الأفضل عدم التسرع في الحكم على تلك الأحداث، لحين استقرار الموقف، وهو ما قد يطول لعقود متتالية، حتى يصل المرء إلى رأي موضوعي، خالي من الأحكام الشخصية …
فتاريخ الأمم لا يقاس بغنيمة وخسارة شخصية، وإنما بأحكام موضوعية ترتبط بالصالح العام، وصالح السواد الأعظم.
ولقد كانت ثورة يوليو 1952، أحد تلك الأحداث العظام، في العصر الحديث، التي طالها الإفراط في النقد والمديح، منذ قيامها، حتى أثبت التاريخ عظمتها، ومآثرها، ليس على الشعب المصري، فحسب، وإنما على العديد من شعوب العالم، التي كانت تعاني ويلات الاستعمار، حينئذ، سواء في المنطقة العربية أو في أفريقيا. وصار الرئيس جمال عبد الناصر رمزاً للشعوب والدول المتطلعة للحرية والاستقلال، حتى صار اسمه وصوره تزين أهم شوارع وميادين ومدارس المدن العربية والأفريقية، تقديراً وعرفاناً لمصر، بعد 23 يوليو، في مساعدة ومساندة الدول الأفريقية حتى تحريرها، وأسس بعدها منظمة الوحدة الأفريقية مع أثيوبيا والسودان، والتي كانت القاعدة التي قام عليها الاتحاد الأفريقي، لاحقاً، في بدايات الألفية الحالية.
شكلت ثورة يوليو مجلساً لقيادتها، ضم 13 ضابطاً، برئاسة اللواء محمد نجيب، وأعلنت عن مبادئها الستة، الشهيرة، وهي القضاء على الإقطاع، والقضاء على الاستعمار، والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، وبناء جيش وطني قوي، وإقامة العدالة الاجتماعية، وتأسيس حياة ديمقراطية سليمة، كانت سبباً في تحقيق العديد من الإنجازات السياسية، منها إسقاط دستور 1923، وحل الأحزاب السياسية، وإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953، برئاسة اللواء محمد نجيب، كأول رئيس للجمهورية، حتى عام 1954.
