لوموند: خطاب بايدن بشأن غزة يمثل تغييرا في الموقف الأمريكي
د سامح توفيق
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، حول غزة ، وقدم فيه الاقتراح الإسرائيلي الجديد على ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار، خطير وغير متوقع، ويمثل تحولا في موقف الإدارة الأمريكية من هذه الأزمة.
ووفقا لتقرير نشرته الصحيفة، “فإن الخطاب يظهر نفاد الصبر، وحتى نوعا من الإثارة، حيث أصبحت الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ ثمانية أشهر فخاً للبيت الأبيض”.
وذكرت، أن خريطة الطريق الجديدة لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، التي أعلنتها واشنطن، كما لو كان الأمر يتعلق بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبارة عن خطة من ثلاث مراحل تم التفاوض عليها لعدة أشهر، وهي مطابقة تقريبًا لمقترحات حماس التي طرحتها قبل بضعة أسابيع فقط”، كما أشار مسئول أمريكي رفيع المستوى، معربا عن أمله في أن تقبلها الحركة.
وسبق أن أكد البيت الأبيض أنه جمد تسليم 3500 قنبلة إلى إسرائيل. لكن في الواقع، يواصل جسر البنتاغون الجوي إمداد الدولة العبرية بالمعدات والأسلحة. حتى إن الكونغرس صوت لصالح حزمة مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 14 مليار دولار، وفقا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن إدارة بايدن تجد نفسها في مأزق استراتيجي، فانتقاد العمليات الإسرائيلية يعرض جو بايدن لاتهامات الجمهوريين بالتخلي عنها، لكن الاستمرار في دعم إسرائيل بشكل أعمى يعزلها عن دعم جزء من الشباب الأمريكي، على اليسار، كما يتضح من الاحتجاجات في الجامعات الكبرى.
وأردفت: “بعيدا عن هذا البعد الداخلي، فإن هذا الدعم غير المشروط لإسرائيل يشكل ضربة قاصمة لمصداقية الولايات المتحدة في العالم”.
وتساءلت لوموند: “ما الفائدة من استحضار القانون الدولي والقيم الإنسانية الأساسية فيما يتعلق بأوكرانيا؟ ما الفائدة من الدفاع عن فكرة وجود أمة أمريكية لا غنى عنها على رأس الديمقراطيات الليبرالية إذا كان لها أن تظهر نفسها إما عاجزة أو صماء في مواجهة الدراما الغزية؟”.
ولفتت إلى أن إدارة بايدن تتمسك بهدفين؛ الأول كان نجاحا حقيقيًا لها، فمن خلال نشر القوات على نطاق واسع وسريع من قبل البنتاغون، تمكنت من تجنب امتداد الصراع في الشرق الأوسط. وكانت هناك حلقتان حاسمتان: في أثناء إطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة في أكتوبر 2023، ثم في أثناء الهجوم الصاروخي وبالطائرات دون طيار الذي شنته إيران في أبريل الماضي. والهدف الثاني هو وقف إطلاق النار المؤقت لمدة ستة أسابيع في غزة.