Site icon مصر 30/6

ما الخسائر الاقتصادية التي تتعرض لها إسرائيل؟

وسط توقعات قاتمة للاقتصاد الإسرائيلي بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة، يرى البعض أن توسع الجبهات، وإعلان جماعة “أنصار الله” اعتراض السفن الإسرائيلية والأجنبية المتجهة إلى تل أبيب يزيد من هذه القتامة.
وقال مراقبان إن خطوة “أنصار الله” اليمنية المتعلقة بتهديد حركة الملاحة أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل، من شأنها أن تزيد من الأزمات على اقتصاد تل أبيب المنهك بسبب الحرب وتداعياتها، لا سيما في ظل تغيير سياسات الدول الأوروبية الداعمة للحرب الإسرائيلية.
وأعلنت “أنصار الله”، في وقت سابق، أنها استهدفت سفينة نفط نرويجية، في البحر الأحمر، كانت متجهة إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن طاقمها رفض النداءات التحذيرية.

ضربة اقتصادية

اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست السابق، أن توجه اليمن في منع أي سفينة إسرائيلية أو أجنبية متوجهة إلى المواني الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر وباب المندب، يزعج الحكومة الإسرائيلية وقياداتها كثيرًا.
الحكومة اليمنية تعتزم المشاركة في تحالف متعدد الجنسيات لمواجهة “أنصار الله”
وقال إن الوضع الاقتصادي الصعب بدا واضحًا في المحال التجارية والمؤسسات الخاصة التي بدأت تعاني معاناة كبيرة وصلت إلى حد الإغلاق، إما بسبب ضعف التشغيل وغياب الخامات وعدم وجود ما يكفيها من الدخل، أو بسبب غياب العمالة، حيث كان يدخل إلى إسرائيل قبل 7 أكتوبر أكثر من 200 ألف عامل في قطاعات مختلفة، وكانوا يساهمون مساهمة كبيرة في الاقتصاد الإسرائيلي والفلسطيني كذلك.
وأوضح أن “كل هذه الأمور مجتمعة وجهت ضربة اقتصادية كبيرة لإسرائيل، وزادتها أزمة منع السفن في اليمن من المرور، إضافة إلى ضربة سياسة للكيان، وهو أمر يبدو أنه مستمر من قبل القوات اليمنية المختلفة، طالما الحرب الإجرامية المدمرة على قطاع غزة مستمرة”.

خسائر فادحة

من جانبه، اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري، والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن إسرائيل تحاول تقليل خسائرها الفادحة في مواجهة التهديد والتنفيذ الذي قام به الحوثي متمثلا في إغلاق باب المندب في وجه السفن المتجهة إلى إيلات، سواء بشكل مباشر عبر خليج العقبة، أو عبر قناة السويس، والذي بدأ باستهداف السفن التي يملكها أو يشارك فيها إسرائيليون، وامتدت لتصل إلى كل السفن التي تذهب إلى هناك.
“أنصار الله” تعلن استهداف سفينة نرويجية كانت متجهة إلى إسرائيل بصاروخ بحري
وهذا التصعيد خطير على أكثر من مستوى، لا سيما تصعيد التهديد الأمني، وارتفاع مستوى التأمين على هذه السفن، مما يكبد الجانب الإسرائيلي ارتفاعا على مجمل التكلفة، ويتحقق إذا ما تم استخدام البديل، وهو رأس الرجاء الصالح الذي يجعل التكلفة أعلى على الجانب الإسرائيلي.
وتابع أنور: “كذلك الناحية المعنوية مهمة جدا، حيث بدأ الرأي العام الإسرائيلي بالشعور أن الجبهة تتسع وأن الحوثي وإيران قد يشاركان في المعارك، ما قد يؤدي إلى امتداد كرة اللهب لأبعاد غير محسوبة، وهو أيضا يكلف اقتصاديا ومعنويا”.
ويرى أنور أن اضطرار إسرائيل للاستعانة بالحلفاء والذين باتوا ينفضون أيديهم، ويشعرون أن مصالحهم مهددة مثل بريطانيا التي غيرت من سياساتها التصويتية في مجلس الأمن، وكذلك فرنسا، مشيرا إلى أن الخيوط باتت متشابكة وأن إسرائيل ستراجع نفسها في ظل الحديث عن فتح جبهات جديدة في وقت تجد فيه صعوبة بالغة في السيطرة حتى على شمال قطاع غزة.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الهجمات التي تنفذها جماعة “أنصار الله” اليمنية ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر، يمكن أن تؤخر وصول تلك السفن أسابيع، مشيرة إلى أن مقترحات تحويل مسار السفن بعيدًا عن باب المندب يجعل تلك السفن تقطع 13 ألف كيلومتر إضافية، حتى تصل، ما يعني إضافة تكاليف إضافية على التكلفة الفعلية للشحنات المتجهة إلى تل أبيب عبر باب المندب.
“أنصار الله” تؤكد مجددا منعها مرور أي سفينة إلى إسرائيل
وتسبب الهجمات المتكررة على السفن المتجهة إلى إسرائيل في تحويل العديد من شركات الشحن لسفنها لمسارات حول أفريقيا، لتقطع آلاف الكيلومترات الإضافية.
ويتضمن المسار البديل توجه السفن نحو رأس الرجاء الصالح حول جنوب أفريقيا والإبحار في المحيط الأطلنطي شمالاً، حتى مضيق جبل طارق لتعبره متجهة إلى المواني الإسرائيلية عبر البحر المتوسط.
يذكر أن جماعة “أنصار الله” اليمنية توعدت باستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، كجزء من تضامنها مع الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لهجمات إسرائيلية متواصلة منذ أكثر من شهرين.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع بدء عملية “طوفان الأقصى”، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل أكثر من 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر الجاري.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 18 ألف قتيل أغلبهم من الأطفال والنساء وأكثر من 50 ألف مصاب.
Exit mobile version