Site icon مصر 30/6

ما الذي أجبر أوروبا على تغيير موقفها من حرب غزة؟

علم الاتحاد الأوروبي - سبوتنيك عربي, 1920, 24.11.2023

قال الخبير والمحلل السياسي حسن حردان، إن تغير مواقف الدول الأوروبية تجاه الحرب في غزة جاء تحت ضغط الرأي العام والحراك الشعبي في عدد من البلدان.
وفي وقت سابق عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن تضامن قوي مع إسرائيل وأعلن نيته تشكيل تحالف دولي ضد حماس على غرار التحالف ضد “داعش” (المحظور في روسيا)، لكنه في وقت لاحق أجبر على تغيير خطابه والمطالبة بعدم استهداف المدنيين بعد ضغوط شعبية واجهها.
الأمر ذاته تواجهه الإدارة الأمريكية التي وجدت نفسها تحت ضغط شعبي كبير.
وكان استطلاع رأي لوكالة “أسوشيتد برس “أشار إلى أن 44% فقط من الأميركيين يرون إسرائيل حليفا، ويدعم 36% منهم تقديم مساعدة للجيش الإسرائيلي، بينما يرى 40% منهم أن الرد العسكري الإسرائيلي تجاوز الحدود.
وأجبرت الدبلوماسية الأميركية، على تغيير خطابها نسبيا، إذ طالبت بتجنيب المدنيين القصف والقتل، والمطالبة بإدخال المساعدات، وهو عكس خطابها الذي استخدمته في بداية الحرب.
وفي وقت سابق طالب 56 من نواب البرلمان البريطاني ينتمون لحزب العمال المعارض بوقف إطلاق النار في غزة.
رغم أن حكومة بلادهم لا تؤيد وقف إطلاق النار، لكن رئيس الوزراء اضطر للدفع باتجاه “هدنة إنسانية”.
ماكرون: القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يستهدف المدنيين ولا شرعية له

الضغوط الشعبية

يوضح حردان أن “التغيير الذي حصل في المواقف الأوروبية، ليس جوهريا، كما أنه جاء تحت ضغط التحركات والتظاهرات الشعبية العارمة وغير المسبوقة في حجم المشاركة الشعبية فيها والمنددة بالجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت ضد الأطفال والنساء في قطاع غزة”.
وأن قصف المستشفيات ودور العبادة، شكل مؤشرا قويا على التحول في موقف الرأي العام الأوروبي وسقوط الرواية الإسرائيلية الكاذبة والتي روجت لها بعض الحكومات الأوروبية، الأمر الذي دفع حكومات أوروبا للتراجع نسبيا.
ومضى بقوله “ما يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي من انتهاكات فظيعة ومشينة لحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة، ولاسيما في قطاع غزة، وما لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في نقل صورة ما يحصل على هذا الصعيد وكشف مدى الظلم الاضطهاد والقتل والتنكيل بفعل الاحتلال الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، كشف زيف الادعاءات الغربية والإسرائيلية”.
واستطرد “التحول الأساسي الآن كان في موقف الرأي العام الأوروبي، ولاسيما في أوساط الأجيال الجديدة من طلاب الجامعات، وسنرى ما إذا كان هذا التحول سينعكس في الانتخابات في حجب الأصوات عن مرشحي الأحزاب الداعمة لاسرائيل”.
إسرائيل ترفض المشاركة بمنتدى برشلونة لمناقشة السلام في غزة
ويرى أنه حال حصول ذلك، وكان هناك تأثير على الانتخابات، فإن هذا سيحدث تحولا في موقف الحكومات لصالح تبني مواقف وسياسات متوازنة، وغير منحازة بالكامل إلى جانب السياسات الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن ظهور تغيرات حقيقية فإن ذلك سيؤدي إلى تحركات ضاغطة على إسرائيل، لأجل الجنوح نحو التسوية، والتخلي عن رهاناتها على تجاهل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ولهذا يتوقع أن نشهد ضغوطا لإحياء مسار المفاوضات، وما يسمى بحل الدولتين الذي نسفته إسرائيل وقررت مواصلة سياسات الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، بديلا منه”.

تهجير جديد

وتابع” كان واضحا أن إسرائيل خططت لتهجير الفلسطينيين مرة ثانية، بعد النكبة الأولى عام 1948، وهو ما حاولت تنفيذه في عدوانها الحالي على قطاع غزة، لكن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الضارية ضد الجيش الإسرائيلي أحبط هذا الهدف إلى جانب رفض حازم من دول الجوار الفلسطيني، مصر والأردن لمثل هذا المخطط”.

عوامل الاستقرار

ويرى أن الحكومات الأوروبية أجبرت على أخذ هذه الحقائق بالاعتبار، وإدراك أنه لا سلام ولا استقرار ولا أمن في المنطقة، دون أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية، وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.
فيما قال المحلل السياسي منذر ثابت، إن ضغط الرأي العام في أوروبا، شكل عبئا على الطبقات الحاكمة، في لندن وفرنسا وعدد من الدول الأخرى.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن التخوفات من انتقال عدوى الحرب وتأثير الجالية العربية في فرنسا على سبيل المثال ضغط على ماكرون لتغيير موقفه.
الرئاسة التركية: إسرائيل تبتز الغرب من خلال الوضع في غزة

الدبلوماسية العربية واستثمار الموقف

ويرى أن هناك فرصة للدبلوماسية العربية للتحرك وفرض مسار إعادة حل الدولتين، واستثمار الظرف الراهن والمواقف الشعبية العالمية المنددة بالحرب على غزة.
وشدد على أن التفكير في البدائل الأمنية ومرحلة ما بعد الحرب، يجب أن تطرح في وقت راهن، مع ضرورة صياغة طرح عربي جديد يفضي لإقامة الدولة الفلسطينية.
أعلن الجيش الإسرائيلي أن شمال منطقة قطاع غزة هي “منطقة حرب” مؤكدا منع التجول فيها خلال أيام الهدنة (أربعة أيام)، المتفق عليها بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية، التي يبدأ سريانها عند الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان نشره صباحا على “إيكس” إن “الحرب لم تنته بعد، تعليق النيران للأغراض الإنسانية يأتي بشكل مؤقت”.
وجاء إعلان الجيش الإسرائيلي قبل دقائق من بدء سريان الهدنة المتفق عليها بين إسرائيل وحركة حماس، عند تمام الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي، والتي يُفترض أن يتم خلالها تبادل جزئي للأسرى بين الجانبين.
Exit mobile version